موضوع الحلقة:
• إجتناب المعاصي والحذر من الاغترار بحلم الله وسيلة النجاة من ميتة السوء
• الحب القلبي للمعصية يوقع في ميتة السوء
• أجوبة الشيخ محمد السند على أسئلة المستمعين
• آثار إطاعة الرغبات الجهولة، (القسم العاشر) من رواية سياحت غرب
*******
الحمد لله الذي ذكره شرف للذاكرين ونعوذ به من معيشة في شدة وميتة على غير عدة، ونعوذ به من الحسرة العظمى واشقى الشقاء وسوء المآب.
والصلاة والسلام على الهداة الى سبل السعادة وخواتم الخير وحسن العاقبة محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته، اهلاً في الحلقة العاشرة من حلقات هذا البرنامج، نفتتحها بحديث رواه الشيخ الصدوق مسنداً عن الامام الصادق عليه السلام له ارتباط بموضوع الفقرة الاولى من هذه الحلقة جاء في هذا الحديث ان الصادق عليه السلام كتب الى بعض الناس يقول: «ان اردت ان يختم بخير عملك حتى تقبض وانت في افضل الاعمال فعظم لله حقه ان تبذل نعمه في معاصيه، وان تغتر بحلمه عنك، واكرم كل من وجدته يذكرنا...»
في الحديث المتقدم يبين لنا الامام الصادق عليه السلام الاعمال التي تنجي الانسان من ميتة السوء ومن ان يسقط في حبائل الشيطان ويعدل عن الدين الحق عند الموت.
الاول هو اجتناب المعاصي والثاني هو الغرور بحلم الله على العاصين بما يؤدي اليه من الاجتراء على المعاصي والاصرار عليها والثالث هو اكرام من يذكر اهل البيت عليهم السلام... وهذا منهج عام للوصول الى سبل السعادة وحسن العاقبة.
في الحلقة السابقة عرفنا ان بعض المعاصي بالخصوص لها آثار اشد في سقوط الانسان في ميتة السوء اهمها اسخاط الوالدين وخاصة الام والحرمان من رضاهما الذي فيه رضا الله عزوجل. هذا صحيح ولكن يستفاد من الحديث المتقدم ان الاستهانة بالمعاصي اوحبها هو عامل اساسي في سوء العاقبة حتى لو لم يقع فيها فعلاً، ولذلك فالمهم ان نرسخ في نفوسنا كره المعصية على كل حال. من الحكايات النافعة في هذا الباب، الحكاية التي نقلها الشيخ البهائي رحمه الله في كتاب (الكشكول). قال رحمه الله: احتضر بعض المترفين، وكان كلما قيل له قل: لا اله الا الله، يمتنع ويقرأ هذا البيت:
يا رب قائلة يوماً وقد تعبت
اين الطريق الى حمام منجاب
ثم بين رحمه الله سبب ميتة السوء هذه قائلاً: ان سبب ذلك هو ان امرأة عفيفةً حسناء خرجت الى حمام معروف بحمام منجاب فلم تعرف طريقه وتعبت من المشي، فرأت هذا الرجل على باب دار، فسألته عن الحمام فقال هو هذا واشار الى باب داره، فلما دخلت اغلق الباب عليها، فلما علمت بمكره اظهرت كمال الرغبة والسرور وقالت: اشتر لنا شيئاً من الطيب وشيئاً من الطعام، وعجل بالعود الينا.
فلما خرج واثقاً برغبتها خرجت وتخلصت منه. ثم علق الشيخ البهائي على هذه الحكاية قائلاً: فانظر كيف منعته هذه الخطيئة من الاقرار بالشهادة عند الموت. العياذ بالله من مثل ذلك، هذا حال من هم بالمعصية، فكيف باقترافها؟
العبرة المهمة هنا هو ان ينزع الانسان حب المعصية والرغبة فيها من قبله والا فان بقاء هذا الحب للمعصية قد يحجبه عن الاقرار بالدين عند الاحتضار فيخرج من الدنيا كافراً والعياذ بالله.
*******
أما الآن نتابع تقديم برنامج عوالم ومنازل بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ محمد السند اهلاً ومرحباً بكم:
الشيخ محمد السند: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ انتم في لقات السابقة بينتم خصوصيات عالم الذر والعوالم الاخرى التي سبقت والتي لوجود الانساني والانسان فيها وجود قبل الحياة الدنيا الاخت رقيه كاظم تسأل تقول فيما يرتبط بعالم الذر الا يمكن ان تكون آية اخذ الميثاق تعبيراً رمزياً عن ان فطرة الانسان خلقت بصورة بحيث تقر بالتوحيد دون ان تعني هذه الآية الكريمة مرور الانسان بعالم آخر قبل عالم الدنيا؟ تفضلوا.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وبعد هذا التقرير في الواقع افاده العلامة الطباطبائي رحمة الله عليه في تفسير الميزان فأول او حمل معنى عالم الذر او عالم الميثاق باعتبار انهما عالمان بل لدينا اشارات في الآيات والروايات الى عوالم متعددة قبل نشأة عالم الدنيا قرر معنا تلك العوالم بمثل هذا الاطار وللبيان وهو وان كان فيه جهة من المتانة الا ان ذلك لا ينفي بالتدبر والتعمق التحليل ما ورد في الروايات ان له اذا كانت الفطرة مدركة لتوحيد هذه الفطرة التي هي ليست مادية، هذه الفطرة التي هي في كنه كينونتها موجود جوهري مجرد بالتالي اذن ليس نشأته نشأة الارحام ليست نشأته نشأة الاصلاب اذن نشأة نشأة علمية هذه النشأة العلمية من المعلوم ان النشآت العلمية ليست هي متأخرة عن نشأة المادية بل لها في مسير بدأ الخلقة مسير متقدم كما ان لها في مسير منتهى الخلقة مرتبة وموقع لا حق فبتالتالي اذن هذا لا ينفي وجود تقرر نحو من النشاة السابقة التي يؤكد عليها القرآن انه لو لا غرز الله تعالى في هوية وذات الانسان مثل هذه العلوم وهذه الادراكات لما كان يصل الى بصيص ابصار تلك المعارف عوالم الخلقة وتخلق عوالم الخلقة ان تصل الى معدن العظمة وهو معرفة وادراك الذات الاحادية السرمدية الآلهية.
المحاور: نعم بطبيعة الحال بما يستطيعه او يتحمله الانسان باعتبار ان ادراك كنه الذات امر محال، سماحة الشيخ فيما يرتبط بجوابكم اعتقد ان السماحة آية الله العلامة السيد الطباطبائي رضوان الله عليه هو نفسه ذكر بان هنالك حدود سبعة عشر رواية صحيحة السند تصرح بوجود هذا العالم عالم الذر ويمكن ان يثمن هذا الكلام انه علامة الطباطبائي رحمه الله عندما قال بهذا الرأي انما قال انه نتيجة العوالم السابقة تكون بصورة بحيث جعلت فطرة الانسان مقرة بالتوحيد؟
الشيخ محمد السند: نعم في الحقيقة حينئذ اذن تلك التنشئة العلمية التي مربها وخاضع الانسان في تلك العوالم هي التي تؤهله لان يدرك المعلومات في هذه النشأة وهو ما يقال بنظرية التذكر سواء في لسان قرآن الكريم انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر ولقد يسرنا القرآن لذكر هل من مدكر يؤكد بقوة القرآن الكريم في نظرية المعرفين على انها لها ارتباط بتذكر فمما يدلل على ان مثل هذه المعلومات اذن مغروزة مكدسة مكبسة في ذات الانسان بشكل رق تفتق بتوصل الفح والادراك وكذلك في ما ورد في الروايات وبالتالي فأذن هذه الذات والهوية المجردة اذن كان لها نحو من التنشئة السابقة.
المحاور: سماحة الشيخ الاخت رقية كاظم ايضا تسأل سؤال آخر تقول من اين جاء مصطلح عالم الذر وهو غير مذكور في الآية الكريمة اذ هو مذكور في الاحاديث الشريفة بهذا التعبير؟
الشيخ محمد السند: في الحقيقة هذه التسمية لعالم الذر منشأها قرآني وثم روائي واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهمفالذرية الذر انما سميت الذرية بالذرية وان كانت الآن الحالة الاستعماية في اللغة الادبية العربية متوسطة الى المواليد والتنسيل ولكن في الاصطلاح نفس التعبير بالذر ذريتهم الذرية هي المواليد ولكن بصورة وبهيئة موجودات صغيرة هي كحالة الذر في الهباء فاذن اطلق باعضاء اخرى كلمة الذرية في اصل وضع معناها اللغوي هي بلحاظ تلك النشاة وانما توسع في استعمال الى المواليد من الارحام والاصلاب والاهي في الحقيقة واذا واخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم يطلق بلحاظ الموجود الصغير الكينونة الصغيرة.
المحاور: سماحة الشيخ الكنيونة الصغيرة مقارنة بماذا؟
الشيخ محمد السند: الكينونة الموجودة فعلية الآن كما ذكرنا هناك قراءة محتملة في علم نظام الوراثة او الهندسة الوراثية انه من العلوم الحديثة المنظورة الآن ولسنا نحمل مفاد الآية بنحو العيين والبث عليه ولكنه قراءة محتملة قد تذكر في ذيل الآية الا وهي ان هذه الجينات التي كانت في صلب آدم كنا نحن كلنا بنحو جينة حيوانية وكلنا كنا في ظهر ابونا آدم، نحو الكروموسومات او الجينات بنحو المعنى.
المحاور: اذن هي في الواقع اشارة قد تكون عالم الذر المقصود منها انه كيفيات معينة من الوجود غير الكيفية المالوفة في حياة الدنيا.
الشيخ محمد السند: هذا في بعده المادي واما في بعد الشعوري وادراك هناك تنشأ اذن وتعلق من الروح بتلك الجينات او تلك الكروموسومات ان صح التعبير او ربما بعد موجود مادي له بعد في الصغر آخر كانت لها ايضاً بعد مجرد ادراكي كما الآن يثبت حتى ان الجينات لها درجة من ادراك واحساس على اية حال اذن ولسنا نحمل معنى الآية بنحو البت عليه ولكنه اقول هذه القراءة علمية في العلوم الحديثة محتملة لمعنى الآية وايا ما كان الآية تثبت اذن للانسان من جهة بعد المادي وجود كينوني صغير كالذر للهباء ومن جهة التنشأة المجردة له نحو ادراك وشعور كما مر انه هذه على اية حال قراءة محتملة من علم الهندسة الوراثية.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند: هنالك سؤال ايضا من الاخ سامي كريم عن كيفية الحياة التي يعاشر الانسان ويعيشها في عوالم قبل الدنيا وبعدها نوكله لو سمحتم الى الحلقة المقبلة.
الشيخ محمد السند: ان شاء الله.
المحاور: شكراً جزيلاً لضيفنا الكريم سماحة الشيخ محمد السند.
الشيخ محمد السند: اهلاًوسهلاً.
*******
سياحت غرب (القسم العاشر)
اهلاً بكم مستمعينا الافاضل مرةً اخرى وانتم تتابعون الحلقة العاشرة من برنامج عوالم ومنازل، وها نحن نصل الى موعدكم مع القسم العاشر من رواية (سياحت الغرب) التي اعددنا ترجمةً اذاعيةً لها لما تشتمل عليه من استعراض روائي جميل لمسيرة الانسان بعد الموت استند فيه كاتبها اية الله القوجاني النجفي رحمه الله الى ما استفاده من النصوص الشرعية.
قبل ان نستمع للقسم العاشر منها اود الاشارة الى ان النصوص الشريفة تصرح بان ما يراه الانسان في حياته البرزخية هو الصورة الملكوتية لاعماله ومسيرته في الحياة الدنيا وهذا الامر يصدق على عالم القبر والبرزخ وليس ما بعد القيامة فقط.
هذا صحيح وهو ما صوره لنا آية الله القوجاني في القسم السابق من هذه الرواية وهو يحكي لنا ما شاهده بطل الرواية في المنازل الثلاثة الاولى من عالم البرزخ من صعاب ومشاق نتيجةً للاصغاء لنصائح «جهل الاغبر» وهو الاسم الذي اختاره لرفيقه سفر بطل الرواية في هذه المنازل التي تمثل الصورة البرزخية لسنوات التكليف الاولى التي اطاع في عالم الدنيا الجهل واتبعه.
اذن لنتابع معاً هذه الرواية.
وصلت في مسيري الى مفترق طريقين الايمن يوصل الى مدينة معمورة والايسر الى قرية خربة، وهناك رأيت الموكل بالطرق فطلبت منه ان يمنع رفيقي الجهول من متابعتي قلت له: أرجوك لا تسمح لهذا الاغبر بمرافقتي في الذهاب الى تلك المدينة المعمورة فقد آذاني اليوم كثيراً.
اجابني هذا الموكل بجواب شعرت معه ببعض الامن فقد قال لي: لاباس عليك، لن يكون معك في هذه الليلة، فمنزله في تلك القرية الخربة.
ثم دخلت المدينة المعمورة فدهشت من جمال عماراتها وانهارها الجارية واشجارها المونعة المثمرة، فشعرت خاصة بعدما عانيت ما عاينت من اذى الصحاري المقفرة الموحشة وصعاب الطريق شعرت بأنني في جنة عالية ما كنت لافارقها لولا اشتياقي للهادي ذلك الرفيق الطيب.
وفي المدينة المعمورة التقيت بعض زملائي من طلبة العلم وحدثتهم بما جرى علي لأن المسافرين في هذا الطريق مشغولون عند المسير عن التحدث فيما بينهم فلكل منهم يومئذ شأن يغنيه.
لقد نمت تلك الليلة بأرتياح، وفي الصباح نادى المنادي بالرحيل، فاخذ كل منا خرجه وسرنا حتى وصلنا الى مفترق الطرق، فاقبل علينا من تلك القرية الخربة رفاقنا الجهولون، كأنهم دخان اسود، فسالت الموكل بالطريق: الا يمكن ان لا يصحبنا غير هولاء؟
اجاب: لا، لا يمكن، فهذه صور نفوسكم بقواها الشهوية والغضبية، تجلب لكم السواد والغبرة مادامت مسودةً مغبرةً، فاذا صارت بيضاء ومطمئنةً جلبت لكم السرور الملائكي وارتفعت بكم الى اعلى الدرجات.
تابعت المسير مع رفيقي الجهول المسمى «جهل الاغبر» حتى وصلنا الى سفح جبل وهناك ضاق الطريق وصار وعراً، نظرت الى اسفل الجبل، فرأيت ان واديه عميق لكن ارضه كانت منبسطة المسير السير فيها اسهل من متابعة السير على سفح الجبل، وجدت في نفسي رغبة ترجح المسير على سفح الجبل خاصة وان الهواء هنا افضل مما في الوادي.
ايد جهل الاغبر رغبتي بسرعة واضاف لمسوغاتي هذه مسوغات اخرى مثل وجود حيوانات وزواحف مؤذية في الوادي، وامكانية التمتع برؤية المناظر الجميلة من سفح الجبل وعدم امكانية ذلك اذا سرنا في الوادي.
فسرنا معاً على سفح الجبل، لكننا لم نجد طريقاً منه الى القمة، وازدادت وعورة الطريق كلما تقدمنا انزلقت قدمي ووقعت عدة مرات وكدت اتدحرج الى الوادي، لكني كنت اتمسك بقوة بالاعشاب والصخور، فاصابت الجروح والخدوش بدني وانكسر انفي، فقلت لجهل الاغبر بغضب:
اهذه المناظر التي نتمتع برويتها من المسير على سفح الجبل! ليتني سرت في الوادي فضحك جهل الاغبر ساخراً مني، فتذكرت ما اسمعوني من قبل في الدار الدنيا ولم اتعظ به: من تكبر وضعه الله، ومن استعلى ارغم الله انفه.
تذكرت هذا الحديث وانا امر بيدي على انفي المكسور وقد تذكرت ايضاً انني كنت في حداثة سني اشعر بالزهو لتفوفي على اقراني في الدراسة وبسبب ذلك كنت اتكبر عليهم... وكان ما اراه اليوم هو نتيجة ذلك التكبر فيقال لي: ذق انك انت العزيز الكريم.
وعلى اي حال، فقد استطعت بعد اللتيا والتي النجاة من ذلك السفح الجبلي الخطير، صحيح انني لم اتخلص من هذه الورطة الجهلية الا بعد تحمل الكثير من المشاق والصعاب والجروح والتعب، الا ان كل ذلك - ولله الحمد- بعث في قلبي عزيمة قوية على ان لا اصغي مرةً اخرى لنصائح رفيقي الاغبر، فقد علمت انها نصائح جهولة وهل يمكن ان يخرج من الجهول غير الجهل؟!
وازدادت عزيمتي هذه عندما رأيت عاقبة شخص مسكين كان قد سبقني في اطاعة نصيحة رفيقه جهل الاغبر واسرع في السير على ذلك السفح، لقد رأيته يسقط من ذلك السفح الغادر وسمعت انينه يتعالى وهو يتدحرج في الوادي فيما كان رفيقه الجهول قد جلس جانباً وهو يضحك منه!
لقد وصلت بعد ذلك العناء المهلك الى ارض سهلة لم ألق فيها كثيراً من الصعاب سوى العطش وحرقة تلك الجروح التي اصبت بها نتيجة لما سلف مني من طاعة نصائح جهل الاغبر، واصلت السير في هذا الطريق السهل وقد حاول جهل ان يقنعني عدة مرات وبححج كانت تبدو احياناً عقلية مقنعة ان اخرج من هذا الطريق الى سبل متفرقة، لكنني لم اطعه هذه المرة رغم رغبتي التي قاومتها مذكراً نفسي بما لقيت جراء القبول بنصائحه الجهولة...
ولما يأس من طاعتي له تخلف ورائي في السير - ولله الحمد اولاً وآخراً-.
مستمعينا الاكارم، لا يخفى على من راجع النصوص الشريفة ان لاعمال اهل هذا العالم آثارها على الحياة البرزخية لامواتهم، ومسك ختام هذه الحلقة هو من الشواهد على ذلك يحثنا في الواقع على اهداء اعمال الخير للذين انقطع بهم العمل، ففي ذلك خير عظيم يمهد لحسن العاقبة.
روي في امالي الصدوق عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «مر عيسى بن مريم عليهما السلام بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من قابل فاذا هو ليس يعذب».
فسأل عيسى ربه عن سر ذلك فاوحى الله عزوجل اليه:
«يا روح الله، انه ادرك له ولد صالح فاصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه».
جعلنا الله واياكم احباءنا ممن يحب الخير ويفعله ويدعو له اللهم آمين. الى موعد لقاءنا المقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******