البث المباشر

العوامل المسببة للخلود في النار حوار مع السيد محمد الشوكي حول أحوال الازواج بعد الانتقال الى الآخرة حكاية مؤثرة من حكايات الشفاعة يا ملجأ الجاني

الأحد 7 إبريل 2019 - 08:31 بتوقيت طهران

الحلقة 133

بسم الله وله الحمد والمجد ملاذ اللائذين ومعاذ العائذين والصلاة والسلام على صفوته من العالمين محمد وآله الطيبين.
سلام من الله عليكم أحباءنا ورحمة منه وبركات على بركة الله نلتقيكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج تشتمل على الفقرات التالية:
- الاولى تعرفنا بالعوامل المسببة للخلود في النار أعاذنا الله وإياكم منها 
- والثانية اتصال هاتفي وإجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن أحوال الازواج بعد الانتقال الى الآخرة 
- والثالثة حكاية مؤثرة من حكايات الشفاعة 
- والفقرة الاخيرة أدبية عنوانها هو: يا ملجأ الجاني 

*******

نبدأ أعزاءنا بالفقرة الاولى وهي قرآنية عنوانها هو: 

طوائف المخلدين بالنار

عرفنا في الحلقة السابقة ان الله تبارك وتعالى بيّن للناس في كتابه المجيد العوامل التي تسبب الخلود في النار وحذرنا منها وأهمها هو الكفر بالله عزوجل وبآياته عن حجود وعناد؛ أما العامل الثاني فهو الانغماس في الافتراء على الله عزوجل وإضلال الناس عن هذا الطريق؛ لنتدبر معاً في قوله عزوجل في سورة البقرة (الآيات ۷۹ - ۷۱ ): «فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ، وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ، بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ».
فإن الله عزوجل يود قول المتاجرين بالدين بأنهم لن يمكثوا في النار مدة طويلة ويحذرهم من خلودهم في النار إذا لم يبادروا للتوبة قبل فوات الفرصة وقبل أن تحيط بهم خطاياهم الى الدرجة التي تسلبهم توفيق التوبة والقدرة على التخلص من أسر المعصية.
ويمكن أعزاءنا ان نتعرف على عامل آخر من عوامل الخلود في النار من قوله تعالى في آخر الآيات المتقدمة: «بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ».
فالآية مطلقة ويستفاد من إطلاقها أن الاصرار على ارتكاب السيئات والانغماس فيها الى درجة أن تحيط بالانسان بمعنى أنها تتحول الى هدف وغاية لكل سعيه؛ هذه الحالة هي من عوامل الخلود في النار. 
العامل الآخر الذي يسبب الخلود في النار هو الارتداد عن الدين الحق والبقاء على ذلك الى الموت قال تعالى في الآية ۲۱۷ من سورة البقرة: «وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ».
ولا يخفى عليكم ان الردة المقصودة هي التي تكون عن علم بأحقية الدين واتباعاً للشهوات أو رغبة في المعاصي والمحرمات التي نهى عنها الدين. 
ويحذرنا القرآن الكريم من عامل آخر من عوامل الخلود في النار هو مودة الذين كفروا وإتباعهم، فذلك مما يسود قلب الانسان ويذهب بنوره ويجعله من وقود الجحيم. 
قال الله عزوجل: «وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ».
وقال تعالى في سورة المائدة (الآيات ۷۸ - ۸۰): «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ، تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ».
وواضح من الآيات المتقدمة أن اتباع الكافرين هو في واقعه نتيجة للعصيان وتجاوز الحدود وعدم التناهي عن المنكر وبالتالي فهو اتباع للشهوات الى الدرجة الموجبة للوقوع في سخط الله. 
ويحذرنا القرآن الكريم من أخطر عوامل الخلود في النار وهو الخضوع للشيطان بصورة مستمرة والصيرورة من حزبه. 
قال تبارك وتعالى في سورة المجادلة: «لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ، اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ».
أجارنا الله وإياكم من كل ما يجعلنا من حزب الشيطان ورزقنا وإياكم ذكره جل جلاله ففيه الخير الكثير إذ هو مفتاح النجاة من الشيطان الرجيم. 
نعم فإن الشيطان لا سبيل له على الذاكرين لله عزوجل المستعيذين به جلت قدرته من همزات الشياطين. 

*******

أما الآن فننقلكم ايها الاخوة والاخوات الى ضيفنا الكريم في هذه الحلقة سماحة السيد محمد الشوكي وإجاباته عن بعض اسئلتكم. 
المحاور: السلام عليكم احبائنا، شكراً لكم على طيب الاصغاء لفترات هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل معنا فيه مشكوراً للاجابة عن اسئلتكم سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد الاخ سعيد الربيعي في رسالة عبر البريد الالكتروني تناول سؤالاً فيما يرتبط بحور العين، المؤمنين لهم حور عين في الجنة، ما هو حال المؤمنات، هل تحتفظ المرأة بزوجها في الحياة الاخرى، ماذا سيكون الحال لو كان زوج المرأة او احد الزوجين من اهل النار، كيف لو كان تفاوت في درجة الزوجين في الجنة، يعني احدهما من مرتبة اعلى في الايمان هل ان من حق الرجل المؤمن ان يحتفظ مثلاً بزوجته في الحياة الاخروية، ما هي الاجابة عن هذه الاسئلة؟
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد، الحقيقة بالنسبة الى الانسان المؤمن في الجنة، طبعاً لا يزوج فقط من حور العين وانما هذا عدد اضافي حسب التعبير، والا الانسان المؤمن يزوج وتلحق به زوجته المؤمنة، ولهذا يقول تبارك وتعالى: « جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ»، الازواج هم وارد في بعض الاخبار نساء اهل الجنة، المؤمنات حتى من ناحية الجمال ربما اجمل، الله عز وجل يؤتيهن من جمال الخلقة وبهاء الطلعة ربما حتى افضل من بعض حور العين، على أي حال فالانسان المؤمن بالاضافة الى الحور العين اولاً تلحق به زوجته وهذا صريح الكثير من الآيات والروايات الشريفة انه المؤمنة اذا كانت من اهل الجنة والمؤمن من اهل الجنة يجمع الله بينهما في الجنة، طبعاً بالنسبة للمؤمن له حور العين فوق ذلك، اذا كانت درجة المرأة المؤمنة مثلاً اقل من درجة الرجل المؤمن ايضاً بلطف الله تبارك وتعالى يلحقها به، كما ورد الحاق مثلاً بالنسبة الى ذراري المؤمنين، وانه حتى لو كانت اعمالهم قاصرة عن درجات آبائهم فبفضل من الله عز وجل ومن اجل ان تقر اعين الآباء الله عز وجل يلحق بهم الذريات، كذلك من الممكن بفضل الله عز وجل ان يلحق المرأة المؤمنة بزوجها حتى ولو لم تكن في درجته، اما بالنسبة الى المرأة المؤمنة التي لا زوج لها، يعني امرأة عاشت في الحياة الدنيا فترة ولم تتزوج يعني عاشت وماتت عانسا هذه المرأة تأتي يوم القيامة تتزوج من يشاء الله عز وجل من رجال الجنة، فانه بالامكان ان يتزوج الانسان المؤمن من غير زوجته ايضاً في الجنة بان هذه المرأة التي ليس لها زوج مؤمن او قد يكون لها زوج كافر على سبيل المثال، فاذا كان زوجها مؤمن يعني مسلم موحد والقي في النار، والموحدون لا يخلدون بالنار بالتالي سوف يخرج من النار وربما تلتقي به، لكن ان لم يكن لها زوج، او فرضاً كان زوجها كافراً مخلداً بالنار تزوج من رجال اهل الجنة، من المؤمنين الذين في الجنة تزوج من تشاء، اما اذا فرضاً انها طلقت من زوجها او تزوجت اكثر من زوج هذا ايضاً فرض موجود في بعض الاخبار انه اذا كانت قد تزوجت من زوج ثم طلقت ثم تزوجت في بعض الاخبار وارد انها تلحق بزوجها الاخير التي ماتت وهي في عصمته، في بعض الاخبار مثلاً وارد انه اذا تزوجت من زوجين وطلقت منهما وماتا بحيث لم تمت وهي بعصمتهما فايهما تزوج؟ في بعض الاخبار وارد انها تختار او تتزوج احسنهما خلقا، هذه الاخبار في الحقيقة تحتاج الى دراسة وتمحيص لاسنادها لكن واردة في كتب المسلمين، اذن القضية لا تشكل مشكلة ثم ان القضية قائمة على رغبة المرأة بالزواج بمن شاءت ان تتزوجه باعتبار لهم ما يشاؤون فيها، تزوج من احد الرجال في الجنة، قد المرأة لا تريد ان تتزوج خصوصاً وهي تلتذ بلذائذ الجنة الاخرى او بالمعنوية، فاذن القضية على رغبتها اذا لم يكن لها زوج او كان زوجها كافراً مثلاً "استجير بالله" مخلداً في النار، بالامكان ان تتزوج من أي الرجال شاءت في الجنة، اخبار قطعية ما عندنا في هذا الاتجاه، يعني توجد هناك مجموعة اخبار لكن لا يمكن الجزم بها على نحو الجزم مئة بالمئة، لكن القضية اقول ليست مخالفة بشيء من العقل والشرع والقضية لا تشكل مشكلة كبيرة بالنسبة الى المؤمنات، نسأل من الله عز وجل ان يحشر المؤمنين والمؤمنات ان شاء الله في الجنة، بالنسبة للمؤمنين والمؤمنات ليست هناك مشكلة للموحدين، لان المؤمن الصالح والمؤمنة الصالحة يلحقون ببعضهم بالجنة، اذا كان احد المؤمنين مثلاً الزوج او الزوجة فرضاً كان موحداً ولديه بعض الذنوب ودخل النار لا يخلد بالنار ويخرج من النار الى الجنة وممكن ان يتم اللقاء بينهم، فاذن القضية لا اعتبر انها تشكل مشكلة.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، وشكراً لاحبائنا وهم يتابعون مشكورين ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل. 

*******

نأمل ايها الاخوة والاخوات أن تكونوا قد قضيتم وقتاً طيباً مع ما تقدم من فقرات برنامج عوالم ومنازل تابعونا ضمن فقرة حكاية البرنامج وهي تحمل العنوان التالي: 

انقباض غريب وانشراح أسنى

إخترنا لكم في هذه الحلقة حكاية مؤثرة من حكايات الشفاعة في عالم الدنيا نقلها آية الله السيد محمد حسين الطهراني رحمه الله في كتابه الموسوعي عن معرفة المعاد وقد حصلت له مباشرة، وملخصها أنه قد وفقه الله عزوجل لزيارة كربلاء المقدسة في شهر رمضان من سنة ۱۳۷٦ للهجرة وأداء فريضة الصوم هو وعائلته في جوار الحرم الحسيني المبارك وفي احد تلك الايام شعر آية الله الطهراني رحمه الله بحالة غريبة تعتريه غريبة في مبدأ ظهورها وغريبة في زوالها عنه أيضاً قال (رحمه الله): استيقظت ذات يوم كعادتي فتوضات وعزمت الذهاب الى الروضة الحسينية، لكنني وجدت في نفسي تثاقلاً وشعرت بأنقباض شديد يعتريني.
وصلت الى الصحن المطهر بصعوبة بالغة وأذاني شعور غريب بضعف رغبتي في الزيارة، واستمرت بيّ هذه الحالة الى قبيل الظهر وفجأة زالت عني وحلّ محلها انشراح في صدر ونشاط روحي لا يمكن وصفه فأقبلت على الزيارة والصلاة والدعاء والتوسل بأندفاع وسرور عظيمين. 
ولم يعرف آية الله السيد محمد حسين الطهراني رحمه الله سر هذا التحول المفاجئ الذي طرأ على وضعه الروحي وإقباله العبادي الى أن حلّ مساء ذلك اليوم، فقد زاره احد الاخيار يصفه السيد رحمه الله بقوله: وكان لي صديق عربي من أهل الكاظمية اسمه الحاج عبد الزهرة الكرعاوي وهو رجل متدين ذو ضمير وقاد، وكان يتشرف بين الحين والآخر بزيارة كربلاء المقدسة خاصة ليالي الجمعة وفي مساء ذلك اليوم، كان الحاج الكرعاوي قد جاء لزيارة الحرم الحسيني المبارك وبعد الزيارة التقى آية الله الطهراني وبادره معرفاً بسر ما جرى له في نهار ذلك اليوم ودون أن يخبره السيد الطهراني بشيء. 
قال آية الله الطهراني رحمه الله في بيان ما جرى: لقد قال لي الحاج عبد الزهرة الكرعاوي: يا سيد محمد حسين، باي حال كنت في نهار هذا اليوم؟ لقد كنت جالساً في غرفتي في بغداد قبل الظهر فشاهدتك في حالةٍ صعبة تعاني من انقباض شديد، فركبت سيارتي على الفور وذهبت الى حرم الكاظمين عليهما السلام وتشفعت بالامام موسى بن جعفر (عليه السلام) الى الله عزوجل لكي يرفع عنك تلك الحالة التي ألمت بك. فشفع لي الامام (عليه السلام) وتحسنت حالتك والحمد لله. 

*******

ننقلكم في الفقرة اللاحقة الى أجواء أدب إستجلاب الشفاعة المحمدية تابعونا وفقرة عنوانها هو: 

يا ملجأ الجاني

نخصص هذه الفقرة لأبيات من قصيدة رقيقة في التوسل الى الله بالشفاعة المحمدية والعفو والرحمة الالهية للنجاة في منازل الآخرة وهي من إنشاء الشاعر المصري المرحوم محمد توفيق علي العسيري المتوفى سنة ۱۳٥٥ للهجرة يقول أولاً مخاطباً رسول الله (صلى الله عليه وآله): 

يا أخلد الرسل آثاراً وأعظمهم

جاهاً وأكمل في تقوى وإيمان

أسرى بك الله يا خير العباد الى

أن نلت مالم ينل من قربه ثان

وجزت كل مقام ليس يبلغه

وهم وفزت بتبجيل ورضوان

وإزينت لك جنات النعيم ومن

فيهن حيّاك من حور ٍ وولدان

غداً يجاء بزلاتي فأحمل ما

لم أستطع حمله يا ملجأ الجاني

وبعد توجهه الى الله جل جلاله بحبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله) يستعطف لاديب محمد توفيق علي ربه الكريم قائلاً: 

يا رب جودك عوني إن وهى جلدي

وأسلمتني أنصاري وأعواني

يا رب حقك عندي هل تسامحني

فيه وتشمل زلاتي بغفران

وهل تحمّل عني كل مظلمة

إذا تقدمت في ذل وإحسان

وهل تقول إذا ما الكرب أفزعني

وهالني الخطب: شاهد وجه رضوان

وعش بنعمى وفيض ٍ لا نفاد له

وأهنأ بحور ٍ وأنهار وأفنان

يا نفس لا تياسي فالله ربي كم

يعفو ويصفح عن ظلم ٍ وعصيان

يا رب ضيفك في جوف التراب وفي

هول الحساب وفي حشري وميزاني

وهل لضيفك الا ما تقر به

عيناه من منتهى جودٍ وإحسان

يا رب مالي على النيران من جلدٍ

ولا الحساب ولا خزيي وحرماني

فأمنن عليّ بلطفٍ منك يشملني

وإختم لذا الآثم الجاني بأيمان

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة