البث المباشر

وهل التوحيد والنجاة إلا في الحب حوار مع السيد محمد الشوكي حول موت الفجأة والمعاصي غيرة الله على عباده صحيفة قلب المؤمن

الأحد 7 إبريل 2019 - 08:36 بتوقيت طهران

الحلقة 137

بسم الله وله الحمد والمجد رب الآخرة والأولى الرؤوف الرحيم وأخلص الصلوات تسليماً لأمره على ولاة أمره ومعادن رأفته ورحمته المصطفى محمد وأطائب عترته.
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، على بركة الله نبدأ معاً هذا اللقاء من برنامج (عوالم ومنازل) وقد أعددنا لكم فيه الفقرات التالية:
- الاولى عقائدية عنوانها هو: وهل التوحيد والنجاة إلا في الحب 
- وإجابة من ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال منكم بشأن موت الفجأة والمعاصي
- تليها حكاية نادرة من عالم الغيب عنوانها: غيرة الله على عباده
- ومسك الختام فقرة أدبية إنتخبنا لها عنواناً هو: صحيفة قلب المؤمن

*******

وأولى فقرات البرنامج هي عقائدية تعرّفنا بسيد سبل النجاة وقد إنتخبنا لها عنواناً هو:

وهل النجاة والتوحيد إلا في الحب

روى الشيخ الصدوق )رضوان الله عليه) في كتابه القيم (عيون أخبار الرضا) (عليه السَّلام) بسنده عن مولانا الامام الرؤوف علي بن موسى الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال: 
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، طوبى لمن أحبّك وصدّق بك، وويل لمن أبغضك وكذّب بك.
ثم بين (صلى الله عليه وآله) صفات محبّي علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) مشيراً الى محبة الملائكة وجنود الله جلّ جلاله في السموات والأرضين لهؤلاء الذين إستجابوا للأمر القرآني بمحبة قربى الرسول وأهل بيته الطاهرين، فقال (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السَّلام): محبّوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك، وهم أهل الدين والورع والسمت الحسن، والتواضع لله عزَّ وجلَّ، خاشعة أبصارهم، وجلة قلوبهم لذكر الله عزَّ وجلَّ.
هذا هو حال محبّي علي، الصادقين في علاقتهم بالله عزَّ وجلَّ، بذلك يصفهم الصادق الأمين (صلى الله عليه وآله)، ثم يعرّفنا بمنشأ هذا التوحيد الخالص الذي يتجسّد في سلوكياتهم فيشير الى أن خلوص توحيدهم ناشئ من أنهم أخذوه من وصية المرتضى (عليه السَّلام) ومن أئمة العترة المحمدية، بعد أن ترسّخ حبهم في القلوب فتأسوا بهم (عليهم السَّلام) وهم خلفاء الحبيب المصطفى.
قال (صلى الله عليه وآله) في تتمة حديثه لأمير المؤمنين (عليه السَّلام): وقد عرفوا حقّ ولايتك وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكبة تحناً عليك وعلى الأئمة من ولدك.
وكما لاحظتم فإن نبينا الاكرم (صلى الله عليه وآله) يشير في المقطع السابق من حديثه المبارك الى آثار معرفة حق الولاية لأمير المؤمنين وسائر أئمة العترة المحمدية وظهور بركات مودتهم (عليهم السَّلام) على سلوكيات المحبّين، بحيث تجعلهم من عباد الله الصالحين كما يصرّح بذلك في تتمة حديثه.
نعم، فقد قال (صلى الله عليه وآله) واصفاً عمق عبودية محبّي علي (عليه السَّلام) وصدق طاعتهم لله ورسوله، قال: يدينون الله بما أمرهم به في كتابه وجاءهم به البرهان من سنة نبيه عاملون بما يأمرهم به أولوا الأمر منهم، متواصلون، غير متقاطعين، متحابّون غير متباغضين.
ويختم سيدنا وحبيبنا الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حديثه المحكم في بيان منازل أهل مودّة أئمة الولاية المحمدية العلوية الحقة، فيشير الى إحتفاء الله عزَّ وجلَّ بهؤلاء المحبين المخلصين وتأييده لهم فيقول: إن الملائكة لتصلّي عليهم وتؤمّن دعائهم، وتستغفر للمذنب منهم وتستوحش لفقده الى يوم القيامة.
جعلنا الله وإياكم من المتقرّبين الى الله عزَّ وجلَّ بصدق المودة لمحمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
وبصدق التمسك بولايتهم والتأسي بهم والإستشفاع بهم في الدنيا والآخرة. اللهم آمين.

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج عوالم ومنازل بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة السيد محمد الشوكي اهلاً ومرحباً بكم:

موت الفجأة والمعاصي

المحاور: السلام عليكم اعزائنا ورحمة الله وبركاته، وسلام على ضيفنا الكريم سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد من الاخ علي الاحمد وردنا سؤال يقول فيه اذا انتشر في مجتمع موت الفجأة "او السكتة" وموت الشباب والامراض المستعصية وموت خيرت الناس، هل يدل ذلك على غضب الجبار تبارك وتعالى على هذا المجتمع، علماً بان هناك ظواهر دخيلة دخلت المجتمع ساهمت في بروز انواع من الفساد، الشطر الثاني من السؤال ما هو الدعاء المناسب لرد البلاء؟
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، الحقيقة من المسائل التي تحدثت عنها الروايات الشريفة مسألة موت الفجأة، وموت الفجأة حقيقة يمثل مشكلة بالنسبة الى الانسان، لماذا يعني بعض الناس مثلاً يتبرم عندما يتمرض قبل موته، يعني يقول الهي اذا تريد ان تميتني فخذ روحي فجئة يعني بدون علل، لا تجعلي مرضي يطول، حقيقة هذا خطأ ليش لان موت الفجأة اولاً يسلب عن الانسان الكثير من المسائل من اهمها انه الانسان تكون عنده فرصة يصفي حسابه، فرضاً احد مطلوب صلاة مطلوب صيام او مطلوب لاحد مال، او معتدي على احد يريد البراءة منه، فاذا الانسان مثلاً قبل وفاته طالت به فترة ما قبل الموت باستطاعته ليجدد التوبة على الاقل يتبارء الذمة على الاقل مع بقية الناس، يصفي حسابه مع ربه يصفي حسابه مع الناس، فعنده فرصة لذلك، لكن موت الفجأة استجير بالله ربما يسلب من الانسان كل هذه الفرص قد يأتي الموت للانسان ويفاجئ الانسان وهو على معصية استجير بالله فلا وقت لديه من التوبة فيختم له بالشقاء، فاذن موت الفجأة الحقيقة هو ابتلاء الهي، ومثلما تفضل الاخ الكريم انه يعبر عن غضب الله تعالى، ولهذا الروايات الشريفة ربطته ببعض مظاهر الفسق والعصيان والتي من اهمها تفشي فاحشة الزنا على مستوياتها المختلفة، هذه الفاحشة اذا تفشت في قوم وازدادت ازداد فيهم موت الفجأة كما ورد في الروايات الشريفة، ومثلما تفضل عندنا نحن في آخر الزمان تكثر هذه المسألة، بل في رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان موت الفجأة هو من اشراط الساعة يعني آخر الزمان فترة آخر الزمان والتي عادت تكون قريبة الفترة الاخيرة من حياة البشرية، يكثر فيها موت الفجأة ليس هكذا بدون سبب وانما لاسباب ومن اهم هذه الاسباب تفشي الفواحش ومن اهم تلك الفواحش الزنا في المجتمعات نستجير بالله منها، لكن تبقى قضية انه بعض الاحيان موت الفجأة بالنسبة الى المؤمن الكامل قد يكون رحمة، ولهذا ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): موت الفجأة راحة للمؤمن واخذت اسف للفاجر، لان هذا المؤمن ونحن نتكلم عن المؤمن الكامل المصفي حسابه مع ربه والمصفي حسابه مع الناس، هذا الانسان المصفي كل حساباته يأخذه الموت فجأة ليس مشكلة عنده يعني الموت ينزل به اليوم هذه اللحظة غداً بعد سنة ما عنده اي مشكلة لان مصفي حسابه، فبالنسبة الى الانسان المؤمن المصفي حسابه مع ربه ومع عباد الله موت الفجأة قد يكون بالنسبة اليه راحة، يعني يخلصه من الالم قبل موته، لكن موت الفجأة الذي هو يعبر عن الغضب الالهي ويعتبر بلاء هو بالنسبة للانسان الفاجر كما قلت لماذا؟ لان اولاً ربما يسلب عنه فرصة التوبة يأخذه على غره بحيث لم يصفي حساباته الاخروية، فاذن ينبغي ان نلتفت الى هذه النكتة وهو انه ليس كل من مات موت فجأة فهو مغضوب عليه، لا قد يكون هذا انسان كامل انسان مؤمن والله عز وجل اراد ان يريحه وان يميته فجأة، فبالنسبة لموت الفجأة انما يكون عذاباً وغضباً على الفاجرين والفاسقين على غير المتدينين وعلى غير الملتزمين، واكثر من حديث يقول ان موت الفجأة راحة للمؤمن وفي بعض الاخبار تخفيف عن المؤمن واخذت اسف على الفاجر، اما بالنسبة الى الدعاء الذي يرد البلاء هو كل دعاء يدعو الله به الانسان فهو يرد البلاء وهو سلاح من ضمن الاسلحة ضد البلاء وهناك مجموعة من الاسلحة اسلحة الانسان المؤمن، المؤمن لديه اسلحة كما ان الكافرين لديهم اسلحة، اسلحة المؤمن البكاء الصدقة وغيرها، من جملة اسلحة المؤمن الدعاء فانه سلاح لمواجهة البلاء يرد البلاء وقد ابرم ابراماً، اي كان هذا الدعاء بشرط صدق النية وصدق التوجه الى الله تبارك وتعالى، واما مضامين دفع البلاء فهي كثيرة مثل الصحيفة السجادية وكل ادعية اهل البيت عليهم السلام فيها فقرات يسألون الله تعالى ان يدفع عنهم البلاء وانواع البلاء، المهم باي دعاء دعوت وباي لسان دعوت الله تعالى بشرط صدق النية فان الله تعالى سوف ينجيك، وعندنا يونس سلام الله عليه الذي نقرأ في صلاة الغفيلة الآيات المرتبطة به «وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِين»، بعض العلماء والعارفين من العلماء كان مواضب على هذا الدعاء: «لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»، لان النجاة في الآية ترتبت على هذا، فنجيناه من الغم لدعائه هذا لله تبارك وتعالى، هذا ورد من الاوراد الذي كان بعض العلماء والعرفاء رحمة الله عليهم يواضبون عليه، والحمد لله رب العالمين.
المحاور: الحمد لله، سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، وشكراً للاخوة والاخوات على جميل متابعتهم لبرنامج عوالم ومنازل.

*******

وندعوكم لحكاية نادرة من حكايات عالم الغيب وضعنا لها العنوان التالي:

غيرة الله على عباده

روى الشيخ العياشيّ في كتابه في التفسير بسنده عن أبي ولاد أنه سأل مولانا الإمام الصادق (عليه السَّلام) قائلاً: جعلت فداك يا بن رسول الله، إنّ رجلاً من أصحابنا ورعاً مسلماً كثير الصلاة قد إبتلي بحب اللهو وهو يسمع الغناء.
فقال الإمام (عليه السَّلام): أيمنعه ذلك من الصلاة لوقتها أو من صوم أو من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة اخ؟
أجاب الراوي: لا ليس يمنعه من الخير والبر.
فقال الإمام: هذا من خطوات الشيطان، مغفور له ذلك إنشاء الله. أي أن إستمراره في أعمال البر والخير والصلاة في وقتها من شأنه أن يحرره من أسر تلك الشهوة ويطهره منها في الحياة الدنيا فلا تمسّه النار في الحياة الآخرة.
ثم نقل (عليه السَّلام) حكاية من عالم الغيب تحمل عبرة مهمة في التحذير من سوء التعامل مع أمثال هذا المبتلى، والتحذير من الخضوع لأسر الشهوات حتى الحلال منها ننقل لكم هذه الحكاية.
قال مولانا الصادق (سلام الله عليه): إن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات أعني لكم الحلال ليس الحرام.
ومراد الإمام الصادق (عليه السَّلام) أن تلك الطائفة من الملائكة عيّروا ولد آدم على الميل لتلك اللذات والشهوات التي خلق الله الملائكة مجردين عنها.
ثم قال مولانا الصادق (عليه السَّلام): فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم. فألقى الله في همة أولئك الملائكة اللذات والشهوات كي لا يعيبوا المؤمنين.
قال (عليه السَّلام) مبيناً آثار ذلك على الملائكة: فلمّا أحسوا ذلك من هممهم عجوا الى الله من ذلك فقالوا: ربنا عفوك عفوك، ردّنا الى ما خلقتنا له وأجبرتنا عليه، فإنّا نخاف أن نصير في أمر مريج.
قال مولانا الصادق (سلام الله عليه): فنزع الله ذلك من هممهم، فاذا كان يوم القيامة وصار أهل الجنة في الجنة إستأذن أولئك الملائكة على أهل الجنة، فيؤذن لهم، فيدخلون عليهم، فيسلّمون عليهم ويقولون لهم: سلام عليكم بما صبرتم في الدنيا عن اللذات والشهوات الحلال.
وجاء في كتاب الرجال للشيخ الكشي، أنّ أبا بصير سأل الامام الصادق (عليه السَّلام): [هل أن] شيعتكم معكم؟ يعني في الدار الآخرة.
فأجاب الامام (عليه السَّلام) قائلاً: إن هو خاف الله وراقب نبيّه وتوقى الذنوب، فإذا هو فعل كان معنا في درجتنا.
وفي رواية أخرى في الكتاب نفسه أن زرارة قال للإمام الصادق (عليه السَّلام): جعلت فداك رجل احبّ بني أمية أهو معهم؟
فقال (عليه السَّلام): نعم.
فقال زرارة: رجل أحبّكم أهو معكم فقال (عليه السَّلام): نعم. 
وفي ذلك إشارة الى الشفاعة التي تطهّر المؤمنين المحبين ممّا يستوجب أن تمسّهم نار الآخرة، كما تفصّل ذلك الرواية التالية التي روتها عدّة من الكتب المعتبرة منها كتاب الأمالي للشيخ الطوسي.
جاء في الرواية أن سماعة بن مهران دخل على مولانا الصادق فسأله (عليه السَّلام): يا سماعة من شرّ الناس؟
أجاب سماعة: نحن يابن رسول الله فغضب (عليه السَّلام) حتى احمرّت وجنتاه ثم إستوى جالساً وقال: يا سماعة من شرّ الناس عند الناس؟
إجاب سماعة: والله ما كذبتك يا ابن رسول الله، نحن شرّ الناس عند الناس لأنهم سمّونا كفاراً ورافضة.
فنظر (عليه السَّلام) الى سماعة وقال: كيف بكم إذا سيق بكم الى الجنة وسيق بهم الى النار فينظرون اليكم ويقولون: ما لنا لا نرى رجالاً كنّا نعدهم من الأشرار.
ثم بشر (عليه السَّلام) بسعة الشفاعة لأهل المودة الصادقة لمحمد وآله (عليهم السَّلام): وهي شفاعة مبادرة منهم (عليهم السَّلام) حتى إذا لم يطلبها المحبّ، قال (عليه السَّلام): يا سماعة بن مهران، إنه من أساء منكم إساءة مشينا الى الله تعالى يوم القيامة فنشفع فيه فنشفع.
ثم ختم (سلام الله عليه) حديثه قائلاً: والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا في الدرجات، وإكمدوا عدوّكم بالورع.

*******

ختام هذه الحلقة من برنامج (عوالم ومنازل) فقرة أدبية عنوانها:

صحيفة قلب المؤمن

نبدأ هذه الفقرة بأبيات جميلة للشاعر الخبزأرزي البغدادي وهو من أدباء القرن الهجري الرابع يستجيب فيها لنداء القرآن والسنة بشأن سيد سبل النجاة في الدارين فيخاطب ربّه جلّ جلاله قائلاً:

مالي إلى مثلك من شافع

إلا تولّي العترة الطاهرة

فمن تولى عترة قد زكت

زكيّ في الدنيا والآخرة

حبّ عليّ بن ابي طالب

دلالة باطنة ظاهرة

ونقرأ للعالم الفقيه الشريف المرتضى (رضوان الله عليه) هذه الأبيات في مودة وشفاعة العترة المحمدية (عليهم السَّلام) حيث يقول مخاطباً لهم:

لأنتم آل خير الناس كلّهم

المنهل العذب والمستورد الغدق

وليس لله دين دون حبّكم

ولا إليه سواكم وحدكم طرق

ودّي عليكم مقيم لا براح له

من الزمان ورهني عندكم علق

وثقت منكم بأن تستوهبوا زللي

عند الحساب وحسبي من به أثق

وأمّا شيخ الأزهر في عصره العالم الأديب عبد الله بن عامر الشبراوي مؤلف كتاب (الإتحاف) وغيره فهو يقول عن مودّة العترة المحمدية الطاهرة في إحدى قصائده الغراء:

أبداً تحنّ إليكم الأرواح

ولكم غدّو في العلا ورواح

يا سادة لولاهم ما لاح في

أفق المكارم للفلاح صباح

ما الفضل الا ما رأيت بحبكم

وعليكم من نوره مصباح

نطق الكتاب بمجدكم وبفضلكم

وأتت أحاديث بذاك صحاح

وتواترت أخبار مجد عنكم

يزهو بها الإمساء والاصباح

وحماكم حرم النجاة وحبّكم

للقاصدين وللعفاة مباح

يكفيكم يا آل طاها مفخراً

أنّ العلا عقد لكم إفصاح

أنا لا أحول وحقكم عن حبّكم

كتم العواذل قولهم أو باحوا

لا زلتم أهل المكارم والتقى

ولديكم الإرشاد والاصلاح

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة