البث المباشر

شرح دعاء شهر رجب في كلام قائد الثورة

الثلاثاء 30 يناير 2024 - 14:18 بتوقيت طهران
شرح دعاء شهر رجب في كلام قائد الثورة

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي تصاميم تتضمن شرح الإمام الخامنئي دعاء شهر رجب.

 

يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل شر:

أي يا من أعقد الأمل عليه إذا صدر عنّي عملٌ خيّر، أي إنّني آمل ثوابه... أي ترون أنفسكم في مأمن من غضب الله رغم أعمال الشرّ التي تصدر عنكم... أي لكثرة الأعمال السيّئة التي ارتكبناها ولم يغضب علينا، بتنا مطمئنّين إلى أنّنا سنكون في مأمن من غضبه [لو] عملنا عملاً سيّئاً. علاقتنا بالله علاقة الصفح الكثير واللطف الغزير منه في حقّنا.


 

 

السعي إلى فهم معاني الأدعية:

إذن، هل من الأفضل أن يقرأ الإنسان الدعاء على هذا النحو، أو العكس، أي دون أن يفهمه أصلاً؟ يصير الأمر كأنّما يكرّر كلمات بلا معنى، وهذا [بلا فائدة]. طبعاً، إذا كان عندئذ ملتفتاً إلى أنّه يخاطب الله، فلن يكون الأمر بلا فائدة، لكن تختلف الحال كثيراً حين يدرك الإنسان المعنى. حركة إصبع السبّابة تلك أيضاً في مقام التضرّع، فهذا [العمل] كان رائجاً في تلك الأزمنة، وإذا لم تحرّكوها، فلا مشكلة ولا ضير، لأنّ هذا العمل ليس رائجاً عندنا. في ذلك الزمان، كان هذا ناشئاً من إظهار الحبّ والتودد والمسكنة.


 

 

يا من يعطي من سأله:

يُعطي كلّ مَن يطلب منه شيئاً. هذه حقيقة، فلتعلموا أنّ الإنسان [لو] طلب شيئاً من الله، فإنّ الله سيمنحه إيّاه. وعندما ترون أنّ الدعاء لا يُستجاب، إمّا أنكم لم تطلبوا بطريقة صحيحة، وإما أن هناك مصلحة أو عائقاً كبيراً، وإما أنّه يتعارض مع سنن الخلق [لأنّ] السنن لا تجعل أيّ دعاء مستجاباً ولا تسمح بتلبية أيّ رغبة لدى الإنسان. لكن لولا هذه العوائق، فإنّ الله المتعالي سوف يلبّي أيّ طلب لكم.


 

 

يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه:

الله يُعطي أيضاً من لم يسأله... مثلكم حين كنتم أطفالاً. ما الذي طلبتموه من الله؟ هل طلبتم النَفَس؟ هل طلبتم الرّوح؟ هل طلبتم البُنية الجسدية؟... أنتم لم تطلبوا من الله واحداً بالألف ممّا لديكم... لكنّ الله منّ به عليكم... إنه يُعطي مَن لم يسأله... حتّى إنّه يُعطي مَن لم يعرفه أصلاً، لأنّ هذه النعم كلّها في حياتنا ملكٌ لله.


 

 

يا من يعطي الكثير بالقليل:

يا مَن تُعطي الثواب العظيم على العمل الصغير! خذوا مثالاً ما نفعله في سبيل الله وبذلنا وسعينا. حسناً، هذه كلّها ليس لها أهميّة، وما أهميّتها مقابل النعم الإلهيّة؟ لكن، ما الذي يُعطينا الله إيّاه مقابلها؟ الجنّة ورضاه، والنّعم الأخرويّة، وهذه بالطبع عظيمة جدّاً ومهمة للغاية.


 

 

واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة

من أجل الطلب الذي أطلبه منك، أبعد واصرف عنّي، أيّ شيء؟ ... الشرور كلّها في الدنيا والآخرة. لماذا نطلب من الله ما هو بهذه السعة واللامحدوديّة؟ حسناً، «فالحجارة والعصافير كلاهما بالمجان»! ونحن نريد الآن، والله المتعالي سوف يعطينا كلّ شيء من هذا لا يكون متعارضاً مع مصلحتنا بل متوافقاً مع المصلحة الإلهيّة.


 

 

فإنه غير منقوص ما أعطيت:

لأنّه لا يوجد نقصٌ في ما تُعطيه، فهذه العوالم كلّها هي في نظر خالقِها والمؤثّر فيها مثل حبّة حصاة، وفي نظري ونظركم يبدو ألف تومان أكثر من مئة مثلاً – نحن هكذا [نحسب] – لكن افترضوا أن ذاك الذي يملك المليارات من الأموال ويصنعها لا يعود أصلاً هناك فرقٌ بالنسبة إليه بين الألف والمئة. لا فرق عنده بين مئة تومان وألف وعشرة آلاف.


 

 

تحننا منه ورحمة:

حسناً من أين تنشأ كل هذه التفضّلات والألطاف والعطف من الله المتعالي؟ من هنا: «تَحَنُّناً مِنْهُ»، والتحنّن يعني الشعور بالرعاية، والحنان يعني اللطف والقرب والاعتناء بشيء أو شخص ما بسبب لطفه بكم ورعايته لكم. «وَرَحْمَةً» للرحمة التي يودّ أن يشملكم بها. خلق الله المتعالي البشر من أجل هذا، {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود، 119). خلقة البشر من أجل أن يعطيهم الرّحمة.

 


 

 

أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة:

إلهي، أعطني لأنّني لم أعد ممن لا يطلبون منك. [طبعاً] أنت أعطيتني الكثير دون أن أطلب لكنّني الآن أطلب. «أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ»،‏ أي أعطني من أجل السؤال والطلب الذي أطلبه منك... أعطني الخيرات كلّها في الدنيا والآخرة. نطلب هذا من الله ونأمل أن يمنّ به علينا. لماذا؟ لأنّنا وصّفنا الله بهذا الوصف في بداية الدعاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة