وطبقا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" فإن ما يزيد من الأزمة بعد أكثر من شهرين من العدوان، أن أولئك الذين يصابون بالمرض لديهم خيارات علاج محدودة للغاية، حيث أن المستشفيات مكتظة بالمرضى المصابين في الغارات الجوية.
وفي حين أن انهيار النظام الصحي في غزة جعل من الصعب تتبع الأعداد الدقيقة، فقد أبلغت منظمة الصحة العالمية عن ما لا يقل عن 369 ألف حالة إصابة بأمراض معدية منذ بدء الحرب – وهي زيادة مذهلة عما كانت عليه قبل الحرب.
وحتى الرقم المرتفع للغاية الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية يفشل في فهم حجم الأزمة، بحسب شانون باركلي، قائد فريق النظم الصحية في مكاتب منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية، إن العدد لا يشمل الحالات في شمال غزة، حيث دمرت الحرب الكثير من المباني، وما تبقى من النظام الصحي منهك.
وكان المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، حذر من تصاعد مخاطر تحوّل قطاع غزة إلى منطقة منكوبة تتفشّى فيها الأوبئة والأمراض السارية بصورة كارثية وغير معهودة في التاريخ الحديث للبشرية.
وقال الأورو متوسطي في بيان له إن 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة أكثر من 45% منهم من الأطفال يواجهون صراعاً مع الموت ليس فقط بالقنابل والصواريخ الفتاكة، بل كذلك بالأوبئة والأمراض المعدية مع انهيار صحي شامل بهدف تعميق الإبادة الجماعية الحاصلة للشهر الثالث.
وأكد أنه في ظل خطر سوء التغذية وافتقاد الأدوية وانهيار المنظومة الصحية بفعل خروج غالبية المستشفيات عن الخدمة فإن الخطر يتضاعف من تداعيات انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
وأشار إلى مخاطر نقص أدوية مكافحة العدوى والمواد المطلوبة للتعقيم والتطهير في المستشفيات المحلية، فمن دون أدوية يمكن أن تتدهور صحة المرضى ولا سيما الأطفال ما يؤدي إلى وفاتهم بسرعة كبيرة، خصوصاً مع اقتصار تقديم اللقاحات على عدد بسيط من الأطفال لا يتجاوز 10% منذ أسابيع.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي القصف المدفعي العنيف على وسط قطاع غزة بالتزامن مع الغارات الجوية في مناطق متفرقة من القطاع.