وتم نشر نص تصريحات قائد الثورة الإسلامية خلال اللقاء مع منظمي مؤتمر العلامة الطباطبائي العالمي الذي عقد يوم الأربعاء الماضي.
وفي هذا اللقاء، وصف آية الله السيد علي الخامنئي المرحوم العلامة الطباطبايي بأنه ظاهرة فريدة من نوعها في الحوزات العلمية في القرون الأخيرة، وقال: "من أهم أعمال آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي في خضم غزو الأفكار المستوردة والأجنبية، كان الجهاد الفكري وتشكيل قاعدة فكرية متينة وموثوقة ذات طابع هجومي، وهو ما نحتاجه اليوم".
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى السمات البارزة والمتميزة للراحل العلامة الطباطبائي مثل "العلم" و"الورع والتقوى" و"الأخلاق الحميدة" و"الذوق الفني والشعر والأدب" و"الصفاء والصداقة"، وأضاف: "ان لدى العلامة كانت ميزات علمية مختلفة، احدها التنوع العلمي الفريد".
ولفت آية الله الخامنئي إلى براعة العلامة الطباطبائي في علوم مثل "الفقه" و"القانون" و"الحكم" و"الرياضيات" و"التفسير" و"علوم القرآن" و"الشعر والأدب" و"الأنساب" وقال: "بالإضافة إلى تنوعه العلمي الغريب، ان عمقه العلمي والفكري في العلوم المختلفة هو أيضًا ملفت للنظر جدًا لدرجة أنه كان أصوليًا، وفيلسوفًا مبتكرًا، ومفسرا رائعًا".
وكان نشر معظم مؤلفات العلامة الطباطبائي العلمية في حياته وتربية التلاميذ أحد الجوانب العلمية الأخرى للراحل العلامة الطباطبائي، والتي أشار إليها قائد الثورة وأضاف: "انه قام بتربية علماء ومفكرين بارزين ومؤثرين مثل الشهيد مطهري والشهيد بهشتي والمرحوم مصباح يزدي، ولم نرى هذا المستوى من البراعة في التربية لدى اى عالم اخر، وكان معظم تلامذة المرحوم العلامة من المؤثرين في انتصار الثورة الإسلامية".
وأشار سماحته إلى ميزتين بارزتين للعلامة الطباطبائي، قائلا: "إحدى هذين الميزتين هي الجهاد العلمي الفريد وتكوين قاعدة فكرية قوية ذات توجه هجومي، في ظل غزو الأفكار والشبهات المستوردة والأجنبية، التي كانت تغزو البلاد. ومن الأمثلة على هذا الجهاد العلمي كتابان "مبادئ الفلسفة ومنهج الواقعية" و"تفسير الميزان".
واعتبر تفسير الميزان كبحر من المعرفة الاجتماعية والسياسية المعاصرة إلى جانب الأسس الفكرية والحكيمة وذات جوانب خاصة من التفسير وقال:" نحتاج اليوم أيضًا إلى قاعدة فكرية هجومية تستجيب لاحتياجات اليوم والشبهات، وينبغي أن نتعلم هذا العمل من المرحوم العلامة الطباطبائي".
كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية ممارسة التعاليم الأخلاقية والاجتماعية وعدم الاكتفاء فقط بتقديم المحتوى الأخلاقي، هو السمة البارزة الثانية للعلامة وأشار: "المرحوم العلامة الطباطبائي، رغم كل جوانبه العلمية، كان متواضعا وشخصًا لطيفًا، صبورا، حليما وساحرًا وفصيحًا في التفاعلات الودية والعامة."
وأكد آية الله الخامنئي: "العلامة الطباطبائي لم يكن معروفا فترة حياته كما هو الآن، وبفضل صدقه وخلوصه، ستعرف شخصيته وأعماله يوما بعد يوم في البلاد والعالم".