سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات...
لكم منا أطيب تحية نستهل بها لقاء اليوم من هذا البرنامج فأهلاً بكم ومرحباً أعزاءنا، نخصص هذا اللقاء لعرض الإجابة الكاملة على سؤال عرضناه قبل إحدى عشرة حلقة هو:
ما هي واجبات الأمة تجاه أئمة العترة المحمدية، أو ما هي حقوقهم – عليهم السلام – على الأمة.
وقد تناولنا الإجابة التفصيلية عن هذا السؤال وعرضنا أدلتها القرآنية والحديثية وعرفنا منها عشرة من هذه الحقوق والواجبات.
ولأهمية الآثار العملية لهذا الموضوع نخصص حلقة اليوم لعرض هذه الحقوق ملخصة مما هدتنا إليه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة مع ملاحظة محورية بشأن أهمية أداء هذه الحقوق، تابعونا على بركة الله.
أيها الأفاضل، في البداية نشير إلى ملاحظة محورية تصدق على جميع حقوق أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – وهي كونها متفرعة من حقوق سيدهم وسيد الخلائق أجمعين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله.
وهذه الملاحظة مستنبطة بوضوح من الآيات الكريمة حيث تقرن طاعة الله ورسوله مثلاً بطاعة أولي الأمر من أئمة عترته، وتجمع بين محبة النبي – صلى الله عليه وآله – بمودة قرباه الذين صرح النبي الأكرم بأنهم أئمة عترته وأهل بيته، وتؤكد إستقرار الإرادة الإلهية على دفع الرجس عنه وعن أهل بيته – صلوات الله عليهم أجمعين -.
وفي ذلك مستمعينا الأحبة إشارة إلى كون إمامة العترة الطاهرة هي امتداد لمهام النبوة والإمامة المحمدية الكبرى، فأئمة أهل البيت – عليهم السلام – هم أوصياء وخلفاء النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في أمته وحفظة سنته والهداة إلى دينه الحق الذين يتولون مهمة نفي التحريف عن هذا الدين المحمدي وإكمال مسيرته وتحقيق أهدافه في إقامة العدل الإلهي بأكمل مستوياته على الصعيد الفردي وكذلك على الصعيد الإجتماعي.
وعلى ضوء هذه الملاحظة نفهم أن قيام المسلمين بالواجبات المنبثقة من هذه الحقوق هو في الحقيقة جوهر ولب التعبد لله عزوجل بدينه المحمدي النقي، وفي ذلك بلوغهم مراتب العبودية لله والصلاح والفلاح، كما أن أداء هذه الحقوق هو ترجمة للتمسك بولاية حفظة الدين الحق، وإعانة من المؤمنين لأئمته في الدفاع عنه وتحقيق أهداف الرسالة المحمدية البيضاء.
أعزاءنا، الحق الأول من حقوق أئمة العترة الطاهرة هو حق الطاعة المطلقة لأن في طاعتهم – عليهم السلام – المصداق المعصوم والكامل لطاعة الله ورسوله كما تنص على ذلك الآية التاسعة والخمسون من سورة النساء.
أما الحق الثاني فهو التحاكم إليهم في كل خلاف ونزاع بين الأمة والرجوع إليهم لمعرفة حكم الله في كل واقعة، فهم القادرون على إستنباط الحكم الإلهي من القرآن الكريم كما صرحت بذلك الآية الثالثة والثمانون من سورة النساء؛ وهدانا لمصداقها حديث الثقلين المتواتر وغيره من صحاح الأحاديث النبوية المروية من طرق الفريقين.
الحق الثالث هو حق (المودة) وقد نصت على وجوب أدائه الآية الثالثة والعشرون من سورة الشورى وصحاح الأحاديث النبوية التي تحصر مصداقها في أهل بيت النبوة من ولد علي وفاطمة عليهما السلام.
ومما لا شك فيه أن لأداء حق المودة لأهل بيت النبوة أعظم الأثر في ترسيخ الولاية لهم واقتفاء آثارهم في تحقيق أهداف الرسالة الإلهية ولذلك جعله الله عزوجل أجر تبليغ حبيبه المصطفى – صلى الله عليه وآله – لرسالته.
أما الحق الرابع مستمعينا الأكارم، فهو حق الصلاة عليهم في الصلاة على سيدهم المصطفى – صلى الله عليه وآله – واجتناب الصلاة البتراء التي نهى عنها رسول الله، وفي ذلك ترسيخ للإرتباط العقائدي والعملي بين الإيمان بالنبوة والإمامة وفي ذلك كمال الإيمان وتمام النعمة كما صرحت آيات تبليغ الولاية العلوية النازلة في واقعة الغدير.
أيها الأحبة، أما الحق الخامس من حقوق أئمة أهل البيت المحمدي فهو حق تكريمهم وإكرامهم وتقديمهم كما قدمهم الله ورسوله – صلى الله عليه وآله -.
والحق السادس هو حصر البيعة لهم – عليهم السلام – وتجديدها للإمام الحي منهم، ومعناها الإلتزام بمناصرتهم وولايتهم لأن فيها نصرة الله وولايته عزوجل.
الحق السابع – أعزاءنا – هو زيارتهم في حياتهم الظاهرية وبعدها عن قرب بزيارة مشاهدهم وعن بعد في سائر الأيام وفي ذلك إحياء وترسيخ للقيم الإلهية التي تجلت في سيرتهم عليهم السلام.
وثامن هذه الحقوق هو أداء حق الخمس الذي جعله الله تبارك وتعالى لهم إكراماً وعوناً على تحقيق مصالح دينه الحق ومساعدة المتعففين من عباده عن مسألة الناس.
أداء حقوق أبوتهم المعنوية للأمة هو – مستمعينا الأفاضل – تاسع هذه الحقوق كما يشير لذلك الحديث النبوي المروي من طرق الفريقين (حق علي على المسلمين كحق الوالد على الولد)، ويشمل هذا الحق جميع أشكال البر والإحترام والطاعة للأب وبمراتب أعلى تناسب سمو الأبوة الروحانية المعنوية.
وعاشر تلكم الحقوق السعي لرضاهم واجتناب إيذائهم وغضبهم لأن في ذلك رضا الله وإيذائه وغضبه جل جلاله، وهذا ما صرحت به كثير من الأحاديث النبوية.
أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (أسئلتنا وأجوبة الثقلين).
تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعاية آمنين والحمد لله رب العالمين.