وفي التراث؛ روي عن أبي هارون مولى آل جعدة أنه قال: كنت أجالس الامام جعفر بن محمد الصادق ـ عليه السلام ـ في المدينة المنورة، فانقطعت عن مجلسه أيّاماً، فلما أتيته، قال عليه السلام: «يا أبا هارون كم من الأيام لم أرك فيها؟» قلت: ولد لي ولد، قال عليه السلام: «بارك الله لك فيه، ماذا أسميته؟»قال: محمداً، فلما سمع باسم محمد أطرق إلى الأرض وهو يقول عليه السلام: «محمد،محمد،محمد» حتى كاد وجهه يلتصق بالأرض، ثم قال عليه السلام: «روحي وأمي وأبي وأهل الأرض جميعاً لك الفداء يا رسول الله»،ثم قال عليه السلام: «لا تسبّ هذا الولد، ولا تضربه، ولا تسئ إليه، واعلم أنه ما من بيت فيه اسم محمد، إلّا طهر وقدّس كل يوم…][منتهى الآمال/ج٢/ص١٦٥]
نصيحتي لمن يولد له طفل بأن يبادر لتسميته (محمد) تبرّكاً وحبّاً و ولاءً للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،ومَقتاً لمناوئيه.
وكما قيل فإن لكل امرئ من اسمه نصيباً. ومن باب الشيء بالشيء يذكر؛ نورد ماقاله الملا على القاري في "مرقاة المفاتيح":[إِذا أبْرَدْتُمْ إِلَيَّ بَرِيداً فابْعَثُوهُ حَسَنَ الوَجْهِ حسن الاسم [حديث رقم: 259 في صحيح الجامع] أي إذا بعثتم لي رجلا رسولا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم.
قال ابن الملك فالسنّة أن يختار الإنسان لولده وخادمه من الأسماء الحسنة فإن الأسماء المكروهة قد توافق القدر كما لو سمي أحد ابنه بـ "خَسارٍ" فربما جرى قضاء الله بأن يلحق بذلك الرجل أو ابنه خسار فيعتقد بعض الناس أن ذلك بسبب اسمه فيتشاءمون ويحترزون عن مجالسته ومواصلته.
وفي شرح السنة ينبغي للإنسان أن يختار لولده وخادمه الأسماء الحسنة فإن الأسماء المكروهة قد توافق القدر.
وكان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) يكره الأسماء القبيحة وينهى عنها.
فقد ورد عن يحيى بن سعيد، أن رسول الله قال للَِقحة تُحلَب (وهي ناقة ذات لبن) :[من يحلب هذه؟] فقام رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما اسمك؟) فقال له الرجل: مُرة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (اجلس). ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : من يحلب هذه؟ فقام رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما اسمك؟) فقال: حرب. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجلس. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: من يحلب هذه؟ فقام رجل. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما اسمك؟ فقال: "يعيش". فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:احلب. [موطّأ مالك/ج2/ص973].
وروي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِرَجُلٍ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: جَمْرَةُ. فَقَالَ: ابْنُ مَنْ؟ فَقَالَ: ابْنُ شِهَابٍ. قَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَ: مِنَ الْحُرَقَةِ. قَالَ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟ قَالَ: بِحَرَّةِ النَّارِ. قَالَ: بِأَيِّهَا؟ قَالَ: بِذَاتِ لَظًى. قَالَ عُمَرُ: أَدْرِكْ أَهْلَكَ فَقَدِ احْتَرَقُوا... فكان كما قال .[موطّأمالك/ج2/ص973]
بقلم/ د.رعد هادي جبارةالأمين العام للمجمع القرآني الدولي