السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته...
طبتم وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون وأهلاً بكم في حلقة اليوم من برنامجكم العقائدية هذا.
هل عرف النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – أمته بهوية (أولي الأمر) الذين قرن الله طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله؟
الأمر القرآني بطاعة (أولي الأمر) ورد في الآية التاسعة والخمسين من سورة النساء وقد نقلنا في الحلقة السابقة نموذجاً من الأحاديث النبوية يصرح فيه النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – بأن أولي الأمر هم أئمة عترته الإثني عشر عليهم السلام.
وننقل هنا نماذج أخرى إستكمالاً للجواب عن السؤال المتقدم فكونوا معنا مشكورين.
روى الشيخ الصدوق في كتاب (كمال الدين وتمام النعمة) بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت علياً – عليه السلام – يقول: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وآله - : قد أخبرني ربي جل جلاله أنه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك.
قال علي – عليه السلام -: فقلت يا رسول الله ومن شركائي من بعدي؟
فقال – صلى الله عليه وآله -: الذين قرنهم الله عزوجل بنفسه وبي فقال: "أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ".
قال علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله ومن هم؟
قال – صلى الله عليه وآله -: هم الأوصياء من آلي يردون علي الحوض، كلهم هاد مهتد، لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه، بهم تنصر أمتي وبهم يمطرون، وبهم يدفع عنهم البلاء وبهم يستجاب دعاؤهم.
قال – عليه السلام -: قلت يا رسول الله سمهم لي.
فقال – صلى الله عليه وآله -: إبني هذا، ووضع يده على رأس الحسن؛ ثم إبني هذا ووضع يده على رأس الحسين، ثم إبن يقال له: علي، سيولد في حياتك فاقرأه مني السلام، ثم تكملة إثني عشر إماماً.
قال – عليه السلام -: فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله سمهم لي رجلاً رجلاً، فسماهم رجلاً رجلاً، فمنهم يا أخا بني هلال مهدي أمة محمد – صلى الله عليه وآله – الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
وأخرج الحافظ إمام الحرمين الجويني الشافعي في كتاب (فرائد السمطين) ضمن حديث طويل أن علياً – عليه السلام – ناشد جمعاً من المهاجرين والأنصار في المسجد النبوي أيام خلافة عثمان فكان مما قال:
"فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت [يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم] وحيث نزلت [إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون].... قال الناس: يا رسول الله، خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله عزوجل نبيه – صلى الله عليه وآله – أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم، فينصبني للناس بغدير خم...".
وبعد ذكر سؤال الناس عن هذه الآيات هل هي خاصة في علي – عليه السلام – أجاب رسول الله – صلى الله عليه وآله – قائلاً:
"بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة.. علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، ثم إبني الحسن، ثم الحسين ثم تسعة من ولد إبني الحسين، واحد بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض".
مستمعينا الأفاضل، وجاء في رواية الحافظ الجويني الشافعي في كتاب (فرائد السمطين) مناشدة ثانية من أمير المؤمنين لذلك الجمع من المهاجرين والأنصار قال فيها – عليه السلام -: "أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قام خطيباً لم يخطب بعد ذلك، فقال: أيها الناس! إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فتمسكوا بهما لن تضلوا، فإن اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض..".
فذكر قول القائل: أكل أهل بيتك؟ فقال – صلى الله عليه وآله -: لا، ولكن أوصيائي منهم، أولهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي هو أولهم، ثم إبني الحسن، ثم إبني الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين... شهداء الله في أرضه وحجته على خلقه وخزان علمه ومعادن حكمته من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله.
وقد جاء في ذيل المناشدة الأولى أن الحاضرين من الأنصار والمهاجرين قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء.. وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظه كله، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.
وجاء في ذيل المناشدة الثانية قولهم كلهم: نشهد أن رسول الله قال ذلك وهذه شهادة جماعية تبين بوضوح أن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – قد عرف المسلمين – وبأمر من ربه الجليل تبارك وتعالى – بأن أهل بيته وأئمة عترته الإثني عشر بالتحديد هم أولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعته وضمن بقائهم منارات للهداية إلى يوم القيامة.
نشكر لكم أيها الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (أسئلتنا وأجوبة الثقلين) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.