ووصف قائد الثورة الاسلامية خلال السنوات الماضية "شواطئ مكران" بـ "الكنز الخفي"، وإن استخدام القائد لهذا المصطلح يدل على الأهمية الكبيرة لهذه المنطقة وتأكيده على ضرورة ايلاء الحكومات اهتمامهم بتنميتها.
ولطالما أكد قائد الثورة الاسلامية على ضرورة تطوير شواطئ مكران لما لها من مميزات مثل توفير الأمن وتحسين المؤشرات الاقتصادية للبلاد. في ديسمبر 2012، وخلال استقباله قادة القوة البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الايرانية، وصف سماحته قدرات الشواطئ الواسعة للجمهورية الإسلامية، وخاصة شواطئ بحر عمان ومنطقة مكران، بأنها ثروة وطنية عظيمة واضاف: إذا اولت الحكومة وسائر المسؤولين اهتمامها والقت بنظرتها الإستراتيجية للمناطق البحرية وقدمت مساعداتها لها، فإن هذه المناطق العملاقة والهامة يمكن أن تخلق الكثير من القدرات للجمهورية الإسلامية الايرانية.
وتم التخطيط لتكون قاعدة جابهار الفضائية مركزا مدنيا لإطلاق الاقمار الصناعية ومن المقرر أن تعمل في مجال إطلاق الكائنات الحية وإطلاق أقمار الاستشعار وأقمار الاتصالات في مدار أرضي جغرافي متزامن ومدار متزامن مع الشمس، ولذلك فإن عمليات الإطلاق هذه تتطلب شروطاً خاصة وبقدر المستطاع يجب أن يتم تنفيذها في ظروف قريبة من المنطقة الاستوائية لتقليص تكاليف عملية الإطلاق وإجراء المناورات المدارية.
وقال المتحدث باسم منظمة الفضاء الايرانية حسين دليريان، في حديث ملتفزل: قاعدة "جابهار" الوطنية الفضائية مشروعا عملاقا في صناعة الفضاء الايرانية، واضاف : ان قاعدة "جابهار" هي واحدة من أهم مشاريع منظمة الفضاء، وفي الواقع تعتبر مشروعاً عملاقا في صناعة الفضاء في البلاد.
واضاف: بعد الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للفضاء الذي انعقد، بعد 11 عاما من التوقف، في بداية الحكومة الحالية قبل عامين، تم بتأكيد من رئيس الجمهورية، تأمين الاعتمادات اللازمة في هذا المجال، وبدأت عملية التصميم والبناء وهي اليوم في مرحلة البناء.
وتابع دليريان: ان قاعدة جابهار الوطنية للإطلاق لها 3 مراحل رئيسية ونحن اليوم في منتصف تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المشروع ونأمل أن تتمكن هذه القاعدة في النصف الأول من عام 1403هـ. ش (يبدا في 20 آذار/مارس 2024) من إطلاق الاقمار الصناعية بواسطة صواريخ حاملة تعمل بالوقود الجامد لنتمكن من تنفيذ اول عملية إطلاق من هذه القاعدة في العام المقبل.
واحتمل أن تكتمل المرحلة الأولى من هذه القاعدة نهاية العام المقبل أو على الأقل بحلول النصف الأول من عام 1404هـ. ش(يبدا في 21 آذار/مارس 2025)، وقال: نظرا للموقع الاستراتيجي لهذه القاعدة فانها ستكون نافذة خاصة للوصول إلى مدارات مختلفة حتى العام 1410 هـ.ش (2031) يعني نهاية الخطة العشرية.
وفي إشارة إلى خطط المنظمة لعمليات الإطلاق الدولية، قال دليريان: وفقًا للتخطيط في اطار الخطة العشرية وإنشاء البنية التحتية اللازمة في هذه القاعدة، فانه بامكان الدول المجاورة أيضًا إطلاق رحلات فضائية من هذه القاعدة.
وقال: من الأمور التي أكد عليها قائد الثورة استغلال البحر وطاقات سواحل مكران (جنوب شرق)، وما سيغير هذه المنطقة هو أن لدينا قاعدة فضائية كبيرة ستتم من خلالها جميع عمليات الإطلاق المتعلقة بالبلاد وحتى دول المنطقة.
وتعد قاعدة "جابهار" الفضائية قاعدة وطنية بمساحة 14 ألف هكتار، تتمتع بطاقات طيران مختلفة، وفي حال اكتماله سيكون أحد المراكز الرئيسية للتنمية والاعمار في منطقة جابهار وشواطئ مكران.
ولكل عملية إطلاق من هذه القاعدة الفضائية، سيتواجد فيها ما لا يقل عن 1000 عالم ومتخصص ايراني، كما أن وجود العلماء والمسؤولين والنخب في هذا المركز الفضائي سيغير ايضا المنطقة.