البث المباشر

ما هي حقوق النبي الأكرم علينا وما هي واجباتنا تجاهه؟

الأحد 10 مارس 2019 - 12:32 بتوقيت طهران

الحلقة 113

السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته...
أطيب تحية نحييكم بها أيها الأعزاء في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج فأهلاً بكم.. هذا اللقاء نخصصه لإستعراض ملخص الإجابة التفصيلية عن سؤال محوري هو: ما هي حقوق النبي الأكرم علينا وما هي واجباتنا تجاهه (صلى الله عليه وآله).
والسؤال في غاية الأهمية وله آثار عملية مهمة في حياتنا، وقد تقدمت الإجابة التفصيلية عنه في إثني عشرة حلقة من حلقات البرنامج، تعرفنا فيها على الأدلة القرآنية والحديثية التي تهدينا إلى إثني عشر حقاً نبوياً ينبغي لنا الوفاء بها للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله.
ولأهمية هذا الموضوع نعرض هنا خلاصة لهذه الحقوق الإثني عشر مع بعض الإضافات التكميلية، فتابعونا على بركة الله.
الحق المحمدي الأول الذي نستفيده من النصوص الشريفة، هو حق الطاعة والإتباع، فطاعة الله عزوجل تكمن في طاعة رسوله الأعظم وإتباعه – صلى الله عليه وآله – هو وسيلة الفوز بحث الله عزوجل لمتبعيه في حين أن عدم أداء هذا الحق النبوي سبب لبغض الله للعاصين، قال تبارك وتعالى في الآيتين ۳۱و۳۲ من سورة آل عمران:
"قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{۳۱} قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ(۳۲) "
ويتحقق أداء هذا الحق النبوي بالعمل بوصاياه – صلى الله عليه وآله – فيما صح عنه من الأحاديث الشريفة، وكذلك بطاعة من أمر الله بطاعته من أئمة عترته المعصومين أولي الأمر، صلوات الله عليهم، كما نصت على ذلك الآية التاسعة والخمسين من سورة النساء.
أما الحق الثاني فهو الرجوع – صلى الله عليه وآله – عند الإختلاف والرضا بحكمه كما في الآية التاسعة والخمسين من سورة النساء:
"....فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً".
ويتحقق أداء هذا الحق النبوي بالرجوع إلى ما صح من سنته الشريفة – صلى الله عليه وآله – لمعرفة الكلمة الفصل وكذلك بالرجوع إلى أولي الأمر أئمة عترته المعصومين – عليهم السلام – كما يشير إلى ذلك قوله عزوجل في الآية (۸۳) من سورة النساء:
"وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً".
وواضح أن في أداء هذا الحق نجاة من حبائل الشيطان والفوز بما هو خير وأحسن تأويلا.
أيها الأطائب والحق المحمدي الثالث على الأمة هو حق تقديم محبته على كل محبة، ففي حبه – صلى الله عليه وآله – ويتأكد أداء هذا الحق عند ذكره – صلى الله عليه وآله – ويجب في تشهد الصلاة ويجب الإلتزام بصيغة الصلاة المروية عنه – صلى الله عليه وآله – وهي التي تضم أهل بيته إليه والتورع عن الصلاة البتراء التي لا تذكر الآل معه – صلى الله عليه وآله – وقد نهى عنها فيما صح عنه عند مختلف الفرق الإسلام.
مستمعينا الأطائب، أما الحق النبوي الخامس فهو حق تعظيمه كما عظمه ربه الجليل حيث قال "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" وأمر بذلك في آيات عدة نظير ما ورد في الآيات الأولى من سورة الحجرات.
وأداء هذا الحق يكون بالعمل بهذه الآيات وذكر رسول الله – صلى الله عليه وآله – بالألقاب الشريفة التي ذكره به الله عزوجل مثل خاتم النبيين ورسول الله واجتناب ذكره بالإسم مجرداً كما يذكر بعضنا بعضاً.
وكذلك إجتناب رفع الأصوات عند زيارته وزيارة قبره الشريف والدخول إلى مسجده بعد الإستئذان منه وذكره بإجلال في الكتب ونظائر ذلك.
أما الحق السادس فهو حق البيعة له بما يعنيه من معاهدته على نصرته في حياته المباركة وبعدها بالدفاع عن منهجه النقي والتصدي لجميع أشكال الإساءة إليه صلى الله عليه وآله.
أيها الإخوة والأخوات، والحق السابع من حقوق رسول الله هو حق زيارته والإستغفار عنده – صلى الله عليه وآله – في حياته وبعدها ومن قريب أو بعيد كما أكدت ذلك كثير من النصوص الشريفة.
ومن حقوقه أيضاً أداء الخمس إليه، أي خمس ما زاد عن مؤونة الإنسان ويتحقق أداء هذا الحق بعد وفاته بأداء هذا الحق لخلفائه الشرعيين المعصومين حسبما ورد في الكتب الفقهية.
وتعرفنا النصوص الشريفة بأن للنبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – حق الأبوة المعنوية على الأمة إلى يوم القيامة فينبغي العمل بواجبات الأولاد تجاه الآباء بأعلى مراتبها، كابتغاء رضاه والشكر وذكره بالدعاء وغيره من حقوق الأب المذكورة في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
أما الحق النبوي العاشر مستمعينا الأحبة فهو حق قرباه وأهل بيته كما نصت على ذلك آيات سورة الشورى، والمستفاد من الأحاديث الشريفة أن من هذا الحق يتفرع إكرام عموم الذرية النبوية وتبجيلهم والإحسان إليهم.
واجتناب إيذاء رسول الله في حياته وبعد وفاته – صلى الله عليه وآله – هو أيضاً من حقوقه التي نص عليها القرآن الكريم وبينت مصاديقها الأحاديث الشريفة، وأهم مصاديقها بعد رحيله – صلى الله عليه وآله – هو عدم إيذاء أهل بيته وعترته الطاهرين - عليهم السلام - وكذلك عدم الإساءة إليه بارتكاب الأعمال القبيحة.
أجل فقد نصت الآيات الكريمة مفسرة بصحاح الأحاديث الشريفة أن الله يطلعه وهو في برزخه على أعمال أمته فيسوؤه ارتكابهم المعاصي ويسره إقبالهم على الطاعات.
والحق النبوي الثاني عشر هو أعظم وأهم هذه الحقوق والقيام به أوجب الواجبات تجاه رسول الله، إنه حفظه – صلى الله عليه وآله – بحفظ وديعتيه وأمانتيه اللتين تركهما في الأمة مناراً للنجاة من الضلالة إلى يوم القيامة.
إنهما الثقلان القرآن الكريم كتاب الله والعترة النبوية الطاهرة وأداء هذا الواجب يتمثل في التمسك الصادق بهما وعدم هجرهما وهما اللذان لا يفترقان حتى يردا حوضه المبارك صلى الله عليه وآله.
وفقنا الله وإياكم أحباءنا لأداء هذه الحقوق النبوية الشريفة ببركة التمسك بعرى وديعتي المصطفى صلى الله عليه وآله.
اللهم آمين، وبهذا ننهي أيها الأكارم لقاء اليوم من برنامج (أسئلتنا وأجوبة الثقلين) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
شكراً لكم ودمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة