البث المباشر

ما هي أركان معرفة الله عزّ وجل حق معرفته؟

الأربعاء 6 مارس 2019 - 09:40 بتوقيت طهران

الحلقة 38

بسم الله الرحمن الرحيم
مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. طابت أوقاتكم بكل خير وكل بركة بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نعرض فيها على مناري الهداية السؤال التالي:
«ما هي أركان معرفة الله عزّ وجل حق معرفته؟»
نتلمّس معاً الإجابة من النصوص الشريفة، فتابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، كثيرة هي الآيات الكريمة التي بيّنت أركان معرفة الله، نختار منها نصين هدتنا الأحاديث الشريفة إلى جامعيتهما في معرفة الله حق معرفته.
النص الأول هو سورة التوحيد أو الإخلاص التي يحفظها كل مسلم، فنتعرف أولاً على ما نبهتنا له أحاديث أهل بيت النبوة –عليهم السلام– عن أهميتها في بيان أركان معرفة الله جل جلاله.
لقد وصفتها بأنه (نسبة الله) ما يعرفه عزّ وجل لخلقه، وقد روي في الكافي عن الإمام الصادق –عليه السلام– قال: (إن اليهود سألوا رسول الله –صلى الله عليه وآله– فقالوا: إنسب لنا ربك [أي عرّفه لنا] قال الصادق: فلبث ثلاثاً لايجيبهم، ثم نزلت "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ".
وفي كتاب «علل الشرائع» ضمن حديث طويل أن الله تبارك وتعالى قال لحبيبه المصطفى – صلى الله عليه وآله: " "إقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" كما نزلت فإنها نسبتي ونعتي".
وروي في كتاب(عيون أخبار الرضا) أن عبد العزيز المهتدي قال: سألت الرضا -عليه السلام- عن التوحيد فقال: "كل من قرأ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" وآمن بها فقد عرف التوحيد".
أيها الإخوة والأخوات، أما أركان معرفة الله حق معرفته والتي نستفيدها من هذه السورة المباركة فهي على نحو الإجمال:
الإقرار بأحديته وأنه لا شبيه ولا نظير ولا كفو له، وأنه تبارك وتعالى الصمد الذي يصمده أي يقصده كل الخلائق إفتقاراً إليه وأنه لم يلد ولم يولد، فهو الخالق الذي لم يخلقه أحد وهو الذي لم ينفصل عنه خلقه ولايطرأ عليه ما يطرأ عليهم من التوالد ونظائره.
روي في كتاب الكافي أنه سئل الإمام زين العابدين –عليه السلام– عن التوحيد فقال: "إن الله علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله [قل هو الله أحد] والآيات من سورة الحديد إلى قوله [بذات الصدور] فمن رام وراء ذلك فقد هلك ".
أيها الأحبة، أما النص الثاني الجامع في بيان أركان معرفة الله حق معرفته، والذي أشار إليه الإمام السجاد – عليه السلام – في الحديث الآنف، فهو المشتمل على الآيات الست الأولى من سورة الحديد، ونستفيد منها الأركان التالية لمعرفة الله.
تنزيهه تبارك وتعالى عن كل نقص وقيد، أنه هو تبارك وتعالى الجامع لكل كمال نثره في خلقه ولكن بمرتبته العليا من الكمال وأنه مالك كل شيء وهو المحي والمميت والقادر على كل شيء والمحيط بكل شيء علماً في أوليته وآخريته وظهوره وبطونه وهو خالق كل شيء ومدبّره وهو مع كل شيء سميع بصير عليم بذات الصدور كما أنه تبارك وتعالى هو مرجع كل شيء، فمنه المبدأ وإليه المنتهى.
أعزاءنا المستمعين، وقد إنصبت كثير من أحاديث أهل بيت الرحمة المحمدية –عليهم السلام– على بيان وتوضيح هذه الأركان القرآنية لمعرفة الله حق معرفته، نكتفي هنا بذكر نموذجين لها: الأول ما رواه ثقة الإسلام الكليني في الكافي أن رجلاً سأل أمير المؤمنين –عليه السلام-: بم عرفت ربك؟ أجاب "بما عرّفني نفسه" فقال الرجل: فكيف عرّفك نفسه؟ قال –عليه السلام-: "لايشبهه صورة، ولايحس بالحواس، ولايقاس بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شيء ولايقال فوقه، أمام كل شيء ولا يقال أمامه، داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء وخارج من الأشياء لا كشيء خارج من شيء، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره، ولكل شيء مبتدئ".
أما النص الثاني فهو – أعزاءنا – ما روي في الكافي وغيره أن رجالاً من قريش سألوا الإمام علي السجاد –عليه السلام-: كيف الدعوة إلى الدين؟ فبين -عليه السلام- لهم أركان الدين، وفي جوابه إشارة إلى أن من أركان معرفة الإيمان بنبوة محمد – صلى الله عليه وآله – قال –عليه السلام– في جانب من جوابه: ".. وجماعه [أي الدين] أمران: أحدهما معرفة الله عزّ وجل والآخر العمل برضوانه وإن معرفة الله عزّ وجل أن يعرف بالوحدانية والرأفة والرحمة والعزة والعلم والقدرة والعلو على كل شيء وأنه النافع الضار القاهر لكل شيء الذي لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير وأن محمد –صلى الله عليه وآله– عبده ورسوله وأن ما جاء به هو الحق من عند الله عزّ وجل وما سواه هو الباطل.. ".
إنتهى، أحباءنا، الوقت المخصص للقاء اليوم من برنامجكم (أسئلتنا وأجوبة الثقلين) إستمعتم له مشكورين، من طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة