وسورة القدر المباركة هي السورة الـ 97 من المصحف الشريف ولها 5 آيات وتُصنّف ضمن الجزء الـ 30 من القرآن الكريم وهي سورة مكية وترتيبها 25 بحسب ترتيب نزول السور على الرسول الأكرم (ص).
وسُميت هذه السورة بــ(القدر)؛ على أول آية منها، وقيل: إنّ سبب تسميتها بالقدر لما لها من قدر عظيم وشرف كبير في القرآن، كقوله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾.
وتتحدث السورة المباركة عن عظمة ليلة القدر وخيراتها وبركاتها، ومِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ هي "التَّنويهُ بَشأنِ القُرآنِ، والإعلاءُ مِن قَدْرِه"، و"بيانُ فَضلِ اللَّيلةِ الَّتي نَزَل فيها، وهي لَيلةُ القَدْرِ، والتَّرْغيبُ في إحْيائِها".
وتُبيّن السورة إنزال القرآن في ليلة القدر وتعظيم الليلة بتفضيلها على ألف شهر، وتنزل الملائكة والروح في هذه الليلة المباركة، وكذلك فيها تقُدّر حوادث السنة إلى الليلة التي مثلها من السنة القادمة من حياة وموت ورزق وسعادة وشقاء وغير ذلك، كما وتدّل السورة على أنّ ليلة القدر لم تكن خاصّة بزمن النبي الأكرم (ص) بل هي ليلة تتكرر في كل عام وباستمرار.
وتشير السورة المباركة في آياتها الكريمة إلى صفات ليلة القدر وتؤكد بأنها "خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" حيث "تنزّل الملائكة والروح فيها" ولهذا السبب قيل إن مصير الإنسان يتحدد في هذه الليلة المباركة.
وجاء في الآية الرابعة من السورة المباركة " تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ" وقال الإمام الخميني (ره) في تفسيره للآية الكريمة إن الروح هنا قد تعني "روح الأمين" أي "جبرائيل" سلام الله عليه أو أنها تعني الروح الإلهية وهي الروح العظيمة.
ويقول المفسر الايراني الراحل العلامة الطباطبائي عن معنى الأمر في سورة القدر المباركة إنه قد يكون "عالم الأمر" ويشير إلى تنزّل الملائكة لإعطاء الأوامر إلى البشر وقد يكون تنبيها من أمر ما سوف يحدث.