وسجل الباحثون صفارات مخاطبة صغار لـ 19 من الدلافين الأمهات في فلوريدا، عندما تكون بصحبة صغارها وعند السباحة بمفردها أو مع أشخاص بالغين آخرين.
والصافرة الخاصة بالدلافين هي إشارة فريدة ومهمة وأقرب إلى مناداة الصغار بأسمائها. وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، لايلا سايغ، عالمة الأحياء البحرية في معهد وودز هول لعلوم المحيطات في ماساتشوستس، إنها تستخدم هذه الصفارات لتتبع بعضها البعض، وهي تقول بشكل دوري، “أنا هنا، أنا هنا”، بحسب أسوشييتد برس.
وعند توجيه الإشارة إلى عجولها، يكون صوت صافرة الأم أعلى ونطاق صوتها أكبر من المعتاد، وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.
واستغرقت الدراسة قرابة الثلاث سنوات، من أجل الحصول على البيانات، عبر وضع ميكروفونات خاصة عدة مرات، على نفس الأمهات، لتسجيل الصفارات المميزة تجاه الصغار.
وشمل ذلك سنوات عندما أنجبت عجولا وعندما لم تفعل ذلك، وتبقى عجول الدلافين مع أمهاتها لمدة ثلاث سنوات في المتوسط وأحيانا لفترة أطول. ولا يلعب الآباء دورا طويل الأمد في علاقات الأبوة والأمومة.
وليس من المؤكد لماذا يستخدم الناس أو الدلافين أو الكائنات الأخرى حديث الأطفال، لكن يعتقد العلماء أنه قد يساعد الأبناء على تعلم نطق أصوات جديدة.
وتشير الأبحاث التي يعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن الماضي إلى أن الأطفال الرضع قد يولون مزيدا من الاهتمام للكلام الذي يتميز بنطاق صوتي أكبر. وتغير قرود الريسوس من نداءاتها لجذب انتباه صغارها. وترفع عصافير الزيبرا نغماتها وتبطئ أغانيها لمخاطبة الكتاكيت.
أما بالنسبة لدراسة الدلافين، فقد ركز الباحثون فقط على صافرات النداء المميزة، لذا فهم لا يعرفون ما إذا كانت الدلافين تستخدم أيضًا حديث الأطفال في مواقف أخرى مع صغارها أو ما إذا كانت تساعد صغارها على تعلم “التحدث” كما يبدو الأمر مع البشر.