وهناك نوعان من الانقلاب كل عام، وكلاهما يمثل البداية الفلكية لموسم جديد: الصيف في يونيو والشتاء في ديسمبر.
وبين الانقلابين، يحدث اعتدالان يشيران إلى بداية الربيع في مارس والخريف في سبتمبر.
ومن المنتظر أن يحدث الانقلاب الصيفي المرتقب في الساعة 3:58 مساء بتوقيت غرينتش (10:58 صباحا بالتوقيت الشرقي) يوم الأربعاء 21 يونيو، عندما تصل الشمس إلى أقصى نقطة لها في سماء النصف الشمالي للكرة الأرضية.
وستشرق الشمس في وقت أبكر من أي يوم آخر، وتغرب في وقت متأخر عن أي يوم آخر في السنة.
وهذا العام، سيحصل مراقبو النجوم على مشهد مميز يرافق حدث الانقلاب الصيفي، والذي سيشهد ظهور كواكب الزهرة والمريخ جنبا إلى جنب مع الهلال في الشفق المسائي في السماء الغربية.
وفي الواقع، بدأ هذا الظهور الآسر للأجرام السماوية الثلاثة يوم الاثنين 19 يونيو، وسيتواصل إلى غاية 22 يونيو.
وفي 20 يونيو، سينضم الهلال إلى كوكب الزهرة اللامع والمريخ الخافت لتشكيل محاذاة مذهلة في شفق السماء الغربية (الضوء الذي يظهر في جهة الغرب بعد غروب الشمس بفعل تبعثر ضوء الشمس في الطبقة العليا من الغلاف الجوي ثم يغيب بعد فترة، ويأتي بعده الغسق).
وسيكون هلال القمر مضاء بنسبة 8% تقريبا، مع توهج دافنشي المرئي، وهو ضوء الشمس المنعكس من الأرض على سطح القمر المظلم، وفقا لموقع "لايف ساينس".
وسيحدث المشهد الأكثر جاذبية في 21 يونيو، بعد بداية الانقلاب الصيفي. وفقا لموقع Timeanddate.com، حيث سيتشكل مثلث قائم الزاوية بين المريخ والزهرة وهلال القمر والذي سيضيء بنسبة تصل إلى 13%، على الرغم من صعوبة اكتشاف المريخ الخافت دون منظار أو تلسكوب صغير جيد.
وفي 22 يونيو، سيُضيء هلال القمر بنسبة تصل إلى 21% خلال محاذاته المريخ والزهرة، ولكن هذه المرة سيكون معتليا الكوكبين، بالقرب من "نجم المليك" (أو قلب الأسد، أو ألفا الأسد)، ألمع نجم في كوكبة الأسد على الإطلاق.
ويمكن رؤية كل هذه المشاهد بالعين المجردة، ولكن للحصول على لقطة مقرّبة رائعة لتوهج دافنشي على سطح القمر، سيكون من الأفضل استخدام مناظير النجوم أو التلسكوب.
ويحدث الانقلاب الصيفي في نفس اللحظة التي تصل فيها الشمس إلى أعلى نقطة لها في السماء، أي عندما يميل نصف الكرة الشمالي أكثر نحو الشمس. وبشكل أساسي، يشير إلى النقطة التي تصطدم فيها أشعة الشمس بهذا الجزء من الأرض بشكل مباشر.
ويميل محور الأرض بنحو 24 درجة، نسبة إلى مداره حول الشمس. وفي 21 يونيو، يميل نصف الكرة الشمالي عند أقرب نقطة له نحو الشمس ويميل النصف الجنوبي من الكرة الأرضية بعيدا عن الشمس، وهذا هو السبب في أن نصفي الكرة الشمالي والجنوبي لهما مواسم متقابلة.
وهذا يعني أن نصف الكرة الجنوبي سيشهد الانقلاب الشتوي في الوقت الذي يشهد فيه نصف الكرة الشمالي الانقلاب الصيفي والعكس صحيح.