البث المباشر

زين الدين العاملي المشهور بالشيخ منشار

السبت 23 فبراير 2019 - 09:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 481

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ضمن الحديث عن الصادقين الذين صدقوا بولائهم لله ولرسوله ولآل بيت الرسول يأتي الحديث عن جندي مخلص لأهل البيت اشتهر بخطه الاصيل في الدفاع عن اهل البيت ونشر مدرسة اهل البيت وهو العالم الجليل الشيخ زين الدين العاملي واشتهر بالشيخ منشار، الشيخ زين الدين منشار العاملي في الواقع هو جزء من الوفاء ان نتعرف على هذه الارقام والذي اعتقده انهم لهم حقوق في اعناقنا وان لهم فضل علينا، لم اعرف بالضبط تاريخ ولادة هذا العالم الجليل ولكن للتوضيح اكثر هو يكون والد زوجة الشيخ البهائي اعلا الله مقامهما وطبعاً الشيخ زين الدين ما خلف سوى بنت واحدة ولكن كما نقول في المثل الشعبي "فيها البركة وبس" هذه البنت تعادل الف ولد من الاولاد الذين لا يرتجى منهم الخير، هذه البنت كانت عالمة، من الفاضلات، من المجتهدات، خطيبة، متحدثة، كاتبة ورثها ابوها مكتبته الفاخرة، مكتبة تضم اربعة الاف مجلداً بعد ذلك احرقها النواصب لعنهم الله ضمن الابادة الجماعية لتراث اهل البيت وطبعاً الحديث عن هذه المرأة طويل وموجود في رياض العلماء للاستاذ افندي.
الشيخ زين الدين منشار هو من ابرز تلاميذ الشيخ علي الكركي اعلا الله مقامه وهنا ضمن هذه الدقائق افضل ان اذكر منجزات وخدمات هذا العالم الجليل، ارتحل او في الواقع سافر من لبنان او من جبل عامل الى ايران بناءاً على طلب السلطان الصفوي طهماسب، طهماسب طلب عدد من العلماء لأنقاذ الناس من الفتن، عمت في ايران انذاك فتن عقائدية وفتن عرقية والساحة كانت تتمزق يوماً بعد يوم وهنا يضطر الصفويون الى ان يستجلبوا علماء ممن يخاف الله ويتقيه ولديهم الكفاءات لتقويم الوضع الاجتماعي العام واصلاح الاخلاق، هذا ليس بالامر السهل، هذه عملية معقدة وشائكة يحتاج لها ارادة وحكمة وخلق وصبر وصدر مفتوح فتوجه المرحوم الشيخ زين الدين مع عائلته الى ايران وفي كل ليلة كان معرضاً للقتل نتيجة المداخلات والفتن والفوضى ولكن استطاع ايجاد تحول، ايجاد تغيير في الشارع العام وبين يدينا الحديث وهو حديث رسول الله للامام امير المؤمنين«يا علي لان يهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس والقمر» فكيف اذا ينقذ امة، ينقذ شعباً بكامله من الضلال، من الانحراف، قام بجولة في ربوع ايران وذهب الى الهند ثم عاد من الهند الى ايران وطبعاً ذهب الى الهند بحثاً عن مقتنيات نفيسة، كتب نفيسة ترتبط بتراث اهل البيت، لماذا في الهند لان كان في الهند ما نسميهم اليوم بالمهراجات او الراجات هؤلاء اصحاب ثروات طائلة وكانوا يقتنون الكتب انذاك لم تكن كتب مطبوعة طباعة وانما طباعة حجرية او خط يد واغلب هذه الكتب دمرها اعداء اهل البيت، التكفيريون، النواصب، الوهابية، كانوا يجمعون الاموال ويشترون الكتب هذه ثم يحرقونها بالبراميل حتى ان رجلاً ساوم على كتاب بمبلغ خيالي ولكن جاء هؤلاء ودفعوا ضعف ذلك المبلغ واخذوا الكتاب وتابعهم هذا المشتري فشاهدهم ذهبوا بالكتاب واحرقوه، فهو ذهب لقراءة هذه الكتب الشيخ زين الدين منشار وحصل على بعض منها وادخرها في مكتبته وبعد ذلك في جبل عامل نتيجة غارات اعداء اهل البيت هذه المكتبة دمرت.
الشيخ منشار اخذ يتقن اللغة الفارسية وصار يخطب في المدن وشعر السلاطين الصفويون بالفضل لهذا العالم الجليل فصارت كلمته مسموعة وصار مطاعاً لديهم وهنا طلبوا منه وتشفعوا اليه ان يستجلب عدداً من علماء جبل عامل، وهنا يأتي السؤال لماذا لم يطلبوا من الحلة، من النجف الاشرف، في الواقع في تلك البرهة كانت يهاجم فيها العثمانيون وهم متطرفون نواصب يهاجمون النجف الاشرف وكربلاء والحلة ويقتلون قتلاً جماعياً فما كان يملك العالم حرية الحركة، حالة من الرعب والفزع تسيطر على المنطقة وكانت فقط الجهة التي تستطيع ان تتحرك انذاك هي جبل عامل، كانت غنية بالعلماء الكبار من يقرأ حياة الشهيد الاول، الشهيد الثاني، البهائي، الكركي، شرف الدين، السيد محسن الامين العاملي وهكذا يعرف عمق واصالة هذا التواجد العلمي الذي اخر نتائجه المرحوم الشيخ محمد جواد مغنية، الشيخ محمد تقي الفقيه وامثال هؤلاء، المهم ان الشيخ منشار استدعى عدداً من علماء جبل عامل مثل الشيخ البهائي ومثل والد الشيخ البهائي وهو الشيخ عبد الصمد هؤلاء استطاعوا تطويق الفتن والقضاء على الخرافات والخزعبلات التي ظهرت واخذت شيئاً فشيئاً تصبح جزءاً من الدين وطبعاً من الذي يستطيع ان يعالج هذا غير العلماء، النبي صلى الله عليه واله يقول: «اذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه والا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين» وهناك صارت الصلة او المصاهرة بين الشيخ زين الدين منشار وبين الشيخ البهائي الابن، زوجه ابنته التي اشرت اليها في بداية حديثي.
كان الشيخ منشار يتقلد او يتصف بصفة المفتي الاعلى للدولة بحيث ان قراراته نافذة حتى على السلطان الصفوي وكان السلطان طهماسب الصفوي يتباهى بالطاعة لهذا العالم الجليل وذلك لغزارة علمه و وفرة عقله وكثيراً ما كان يشاهد طهماسب الصفوي ان هناك مشاكل دينية معقدة لا يملك احد الجرأة للبت فيها يعني هناك علماء لكن واحدهم ما كان شجاع في ابداء الرأي لبعض الحالات الا ان الشيخ زين الدين منشار كان شجاعاً لايخاف في الله لومة لائم واحياناً حتى السلطان الصفوي كان مثلاً يشعر بالالم ولكن كان يصبر نفسه ويخضعها ويعتقد ان الاصغاء والطاعة للشيخ زين الدين منشار بأعتبار هو ممثل السلطة الالهية وهي سلطة الامام المتفرعة من سلطة النبي صلى الله عليه واله اكتفي بهذا، طبعاً المؤرخين ما ذكروا تاريخ وفاته ومكان دفنه هذا العالم الجليل لكن القرائن تدل على انه مدفون في جوار الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه، مقبرة الشيخ البهائي هي مقبرة مشهورة ولكن بجوارها حوالي سبعة وعشرين عالماً من كبار علماء جنوب لبنان يعني جبل عامل كان لهم دورهم هناك والحديث عنهم طويل.
أسأل الله سبحانه وتعالى لهذا العالم المجاهد البطل الرحمة والرضوان وتغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة