والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن الصادقين المجاهدين المخلصين و احد خدمة اهل البيت وحاملي رأية اهل البيت هو العالم المجاهد والكاتب والخطيب والقائد المرحوم السيد مهدي القزويني البصري اعلا الله مقامه، هذا الرجل او هذا الرقم المبارك هو من علماء النجف الاشرف، علماء العراق ودرس في النجف الاشرف بدايات القرن الرابع عشر الهجري يعني بدايات القرن العشرين، 1908 ميلادية، هو من مواليد هذا التاريخ وطبعاً بعد ما درس في النجف الاشرف وبلغ المستوى العالي من الفضل والعلم والادب اوفده يعني خرج ممثلاً عن المرحوم السيد كاظم اليزدي زعيم الطائفة، اوفده الى مدينة الكويت انذاك، ارسله ممثلاً عنه ومرشداً ومسؤولاً عن امور المؤمنين في الكويت، في ذلك العهد في بدايات القرن العشرين كان حاكم الكويت انذاك مبارك الصباح فنشأت علاقات ودية حميمة بين المرحوم السيد مهدي القزويني البصري وبين هذا الحاكم لأسباب، اولاً المرحوم السيد مهدي القزويني عالم جليل في الفقه والاصول ورجل له جلالته وله مقامه لكن المرحوم القزويني كان ايضاً حكيماً، الان يسمى طبيب الاعشاب او الطبيب اليوناني فكان هو حكيم يعالج المرضى ويشخص الكثير من الامراض ويعالجها بوصفاته فكانوا يتوافدون عليه بالاضافة الى اصحاب المسائل والمشاكل والقضايا الاجتماعية، كان قد خصص وقتاً لمعالجة المراجعين من المرضى وطبعاً هؤلاء المرضى فيهم شيعة وفيهم غير شيعة وفيهم غير مسلمين فما كان يتقاضى مالاً وحتى الدواء كان يعطيه مجاناً فهذا اوجد له محبة واحترام كبير عند الناس عموماً على اختلاف درجاتهم حتى عند الحاكم انذاك اضف الى ذلك معلوماته وعلومه، كانت معلوماته الفقهية والاصولية ملمة بكل المذاهب الاسلامية الاخرى فكان رحمه الله السيد مهدي القزويني في هذه المنطقة ينشر روح التفاهم وروح التاخي بين المذاهب الاسلامية، احد الوجهاء من المؤمنين في الكويت وظف بيته، ديوانية كبيرة بيت المرحوم اسماعيل جمال الى ديوانية يحضر فيها المرحوم السيد القزويني وكان يجتمع اليه علماء المذاهب الاخرى ويستفيدون منه وهو كان جرئ وشجاع وصارم في قراراته وملتزم بالحق لايخشى ملائمة لائم ولايساوم على مبادئه وبشفافية وبأريحية وهو كان ايضاً يتميز بالروح الوطنية، رغم انه هو من النجف ومن البصرة سكن الكويت فترة واصبح يشعر بالواجب الوطني لانه حدثت في تلك الفترة ان هجمت الكويت من مجموعة من قطاع الطرق والقتلة من الوهابيين والتكفيريين اضطر اهل الكويت، التاريخ يقول هكذا لبناء سور يحيط بالبلد وينجي الناس من هذه الهجمات فساهم الناس كلهم في بناء هذا مساهمات مختلفة فكان السيد مهدي القزويني هذا العالم الجليل شأنه كأحد الناس، يتحرك ويقود الناس في شهر رمضان بعد الافطار الى السحر يأخذ جماعات جماعات ليشاركوا في تشييد هذا السور وهنا اذكر حادثة في سنة 1339 هجرية هاجم الوهابيون والتكفيريون مدينة الكويت بسبب فتاوى من بعض جهالهم بأهدار دم كل من يدخن الغرشة الغليون او يشرب السيجارة او يقرأ فاتحة عند قبر او يحلق ذقنه، قضايا سفاسف سببت مهزلة للدين وكراهية للدين الاسلامي يعني مصيبة كل الطوائف الاسلامية لا الشيعة فقط، لا الامامية فقط مصيبة مع هؤلاء الشرذمة هذه الشاذة فكانت فتاوى هؤلاء تهدر دم، واحدق الخطر بالكويتيين فهنا يلتجأ حاكم الكويت قلت انذاك الشيخ سالم الصباح التجأ الى السيد مهدي القزويني هذا العالم الجليل ويطلب منه النجدة يعني سبحان الله لا يتصور احد وهذا غلط ان نتصور بأن الامامية والشيعة هم فقط ضحايا هذه الشرذمة الضالة او هذه الفئات الضالة لا، الان نشاهد في افغانستان، في العراق رؤوس تقطع واجساد يمثل بها ويقتل الناس بالعشرات وبالمئات وللاسف هذا البلاء يشمل كل المذاهب الاسلامية فالمرحوم السيد مهدي لما لجأ اليه حاكم الكويت تحرك وقاد الناس معه الى حراسة ابواب المدينة وبالتالي رد الله كيدهم الى نحورهم وتحملوا خسائر فادحة، غرضي ان السيد مهدي القزويني رضوان الله تعالى عليه طيلة اقامته في الكويت ثمانية عشر سنة بذر في الكويت مشاريع عديدة اجتماعية خدماتية علمية وفي مقدمتها اقامة المجالس والندوات ومأدب الافطار وكان هو يحيي المجالس بأحاديثه وبكلماته وبمحاضراته وبكتاباته وبحوثه وعمل رحمه الله على تشجيع اطراف متعددة لبناء حسينية للشيعة تقام فيها المجالس والاحتفالات والفواتح في المناسبات الدينية فبفضل جهوده وتعاون اهل الخير خصوصاً حاكم المحمرة انذاك خزعل بن مرداو وغيره من اهل الخير من وجهاء الكويت كالحاج يلي البهبهاني والحاج محمد حسين معرفي رحمه الله بنيت الحسينية الخزعلية وهي اول حسينية واقدم حسينية في هذا المجال والذي قرأ فيها اكثر من مئة عام كبار الخطباء السيد حسن شبر، الوائلي، السيد جواد شبر، السيد حسن الشخص، السيد جابر اغايي كما انا قرأت حوالي احد عشر سنة في محرم وصفر وشهر رمضان يعني من عام 1414 الى عام 1427 وكان البداية يحضر المناسبات وفي مجالسها حاكمون من ال الصباح وغيرهم ولها موقعا الجغرافي والاجتماعي هذه كلها ثمرات لهذا العالم الجليل السيد مهدي القزويني رحمة الله تعالى عليه.
في عام 1925 ميلادية عاد المرحوم السيد مهدي القزويني الى البصرة وترك اخاه السيد جواد مكانه عالماً للشيعة في الكويت للمؤمنين ولا يخفى ان السيد مهدي القزويني هذا العالم الجليل والمؤمن والمجاهد احد العلماء الكبار الذين نهضوا بوجه الخرافات والخزعبلات التي تخللت الشعائر الحسينية فتضامن مع السيد محسن الامين والسيد ابو الحسن الاصفهاني والميرزا النائيني في مقاومة هذه البدع وهذه الخرافات والقضاء عليها وتحمل من اجل ذلك التهم والسبب شأنه شأن المرحوم الاصفهاني والميرزا النائيني والمرحوم كاشف الغطاء والسيد محسن الامين وغيرهم.
نهاية حياة هذا العالم المجاهد انه توفي رضوان الله تعالى عليه في البصرة عام 1357 هجرية وروعت المدينة بوفاته وشيعته الجماهير الايمانية ونقل الى النجف الاشرف و وري الثرى في النجف الاشرف في صحن الامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.
أسأل الله لهذا العالم الجليل الفذ السيد مهدي القزويني البصري اسأل الله له المزيد من الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******