البث المباشر

محمد طه نجف ابن المرحوم الشيخ مهدي نجف

الأربعاء 20 فبراير 2019 - 12:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 464

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن اوتاد الصادقين المخلصين والعاملين في خط اهل البيت واحد بناة مجد آل البيت واحد الشخصيات والرموز في حوزة اهل البيت في النجف الاشرف هو المرحوم الشيخ محمد طه نجف ابن المرحوم الشيخ مهدي نجف قدس الله سره، هذا العالم النحرير هو تقريباً استاذ الكل في زمانه وهو احد اركان الحوزة العلمية في النجف الاشرف ومن بناتها ومن دعائمها في زمانه، طبعاً هو من ابناء النجف الاشرف، من مواليد النجف الاشرف، مواليد عام 1241 هجرية حتى بعض الادباء نظم تاريخ ولادته حظي المهدي فينا يعني الشيخ محمد مهدي والده لما ولد له هذا الولد وهو الشيخ محمد طه فهنئه الكثير من الادباء، احد الادباء هنئه:

حظي المهدي فينا بسعود وافتخار

اذ اتى طه فأرخ كوكب الفضل انار

هذه كوكب الفضل انار 1241 هجرية، هذا العالم الجليل له خدمات واثار وايادي في بناء النجف الاشرف لا الحوزة العلمية فقط لا، في بناءها اجتماعياً، في بناءها تاريخياً وبالنسبة الى الجو العلمي والوجود العلمي كان في الواقع مربي اجتماعي وكان المرحوم الشيخ محمد طه نجف اباً للكل يعني ابو لعامة الناس، طيب تلمذ المرحوم على زبدة من خيار كبار الفقهاء في النجف الاشرف كالشيخ مرتضى الانصاري صاحب المكاسب وغيره وكان مشهوراً بذكاءه العجيب وقوة فطنته وادراكه حتى ان المعروف كان محسوداً على قوة حافظته، الحساد يحسدون الجمال، يحسدون المال، يحسدون حتى هذه المواهب كقوة الحافظة مثلاً، يرون عن هذا العالم الجليل طريفة وهذه الطريفة انه كتب دروسه بدقة جداً في كتيب خاص بخط يده واستمر هذا الجهد سنين وفي يوم تعرض الى سرقة واتوا السراق وسرقوا ما في البيت بما فيها الكتاب فكل المسروقات لا قيمة لها مقابل هذا الكتاب الذي هو ثمرة جهد سنين وبخط المرحوم بخطه هو فتأثر، حزين على هذا الكتاب وبقي يعيش حالة نكد الى ان احد تلاميذه وهو سيد شاب التقاه سأله لماذا انت حزين؟
قال له: هذا السبب. 
فقال له: لاداعي للتأثر انا احفظ درسك على خاطري. 
قال له: عجيب. 
وقال له: انا اكتب لك كل هذه الدروس فعلاً راح هذا السيد الشاب وكتب الدروس وقدمها الى الشيخ محمد طه نجف ففرح فرحاً كثيراً، وماذا بعد هذا، الذي صار بعد هذا بعد اشهر عثر على الكتاب المسروق لدى احد البقالين، يبدو ان هذا السارق لن ينتفع به باعه لبقال فيزن به جبن وقيمر وكذا، عثر على هذا الكتاب واحد الطلبة انتبه وامر البقال بالاحتفاظ به وقال: هذا اعرفه هذا خط استاذنا محمد طه نجف، فأتى بالكتاب الى الشيخ محمد طه نجف فتحولت الدنيا سروراً بعين المرحوم الشيخ محمد طه نجف، هنا النكتة انه طابق الكتاب القديم بكتاب هذا الطالب الذي كتبه وهذا الكالب كتب الدروس عن خاطره وعن حفظ فوجده لايختلف عنه بكلمة واحدة من اوله الى اخره فبهت واندهش متعجباً من قوة حافظة هذا الشاب وقال: هنا علمت ان الذي يجب ان يحسد هو هذا السيد لا انا سبحان الله وعلى كل هذه من النعم الكبرى التي انعم الله بها على هذا العالم الجليل الشيخ محمد طه نجف رضوان الله عليه وقلت بأن الشيخ محمد طه نجف طيلة حياته لم يكن عالماً فقط وانما كان بأصطلاحنا نقول اجمالاً رئيس يعني على المستوى الاجتماعي يقصده الناس في الشاردة والواردة او اصحاب الهموم واصحاب القلوب المضطهدة، اصحاب الحوائج، كان مسموع كلمة بحيث الولاة على النجف او القائم مقام او الوالي ايام العثمانيين كانوا يهابون مقام هذا العالم الجليل ولذلك كانت له خدمات كبيرة بالاضافة الى المجال الفقهي والاصولي يعني اليوم نحن اي كتاب عن النجف الاشرف او الوجود الحوزوي او تاريخ العلم والعلماء او تاريخ الرجال في العراق ما ان نفتحه الا وامام اعيننا اسم الشيخ محمد طه نجف كأستاذ اجمع الكل على عظمته وعلاه وابوته، الطريف في الامر ان هذا العالم على ما لديه من مؤهلات وعلى ما له من مقام هذا العالم الجليل كان يلاحظ انه تستوقفه الطفلة الصغيرة في الطريق يعني هذا يجسد خلق الامام علي بن ابي طالب، هذا يجسد صورة مصغرة عن خلق رسول الله صلى الله عليه واله، ينقل المؤرخون ان علي بن حاتم الطائي جاء يبحث عن النبي يسألأ أين النبي واذا علي بن حاتم يتلفت يميناً ويساراً، سأل انت عمن تبحث قال: ابحث عن نبيكم محمد أين هو قالوا له هذا المنحني لهذه المرأة، هنا هو تقريباً اشتراه النبي بهذه الحالة، طبعاً هذه السير وهذه الصفات من الاولى بأن يجسدها من هؤلاء العلماء والاولياء والاوتاد، رجالاتنا الذين هم اصحاب الامور وولاة امورنا عند غيبة الامام المعصوم صلوات الله وسلامه عليه ولهذا تركوا لهم ذلك الاثر الكبير وفعلاً فراغهم فراغ لايسد ابداً.
هذا المرحوم الشيخ محمد طه ال نجف رضوان الله تعالى عليه بعد عمر طويل من الدرس والكتابة والتدريس والمعاناة، قلت لا يسع وقت البرنامج ان اذكر المعاناة التي عاناها على كل من اصناف مختلفة وصبر على ذلك كله بالنتيجة كان في اواخر عمره اصيب بصدمات وطبعاً هذا من قدر الله الذي احياناً يبتلي به المؤمنين من عباده، الله يبتلي الانبياء، الاوصياء، الائمة، الاولياء يعني ما لللعب خلقنا كما يقول الامام الحسن العسكري صلوات الله وسلامه عليه، خلقنا على كل للامتحان، للصعاب، للتحمل ومن صبر كما في الحديث ظفر، كان يعرف المرحوم الشيخ محمد طه نجف بصبره فأواخر سنوات حياته قلت اصيب بصدمات منها مثلاً فقد بصره وبعد ما فقد بصره بفترة فقد وله الشاب فبقي بعد الصدمتين المهمتين يعني اصيب بحالة تأثر شديد فأنزوى عن الحياة العامة وبقي صابراً على هذا الابتلاء الالهي حتى توفي رحمه الله في شهر شوال عام 1323 هجرية ورجت النجف الاشرف لوفاته ودفن في الصحن الحيدري في حجرة جده لأمه وهو المرحوم الشيخ حسين نجف، تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة