البث المباشر

الشيخ أحمد الستري البحراني

الأربعاء 20 فبراير 2019 - 12:39 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 456

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. من مفاخر الصادقين واوتاد الطائفة ورجال الامامية‌ هو العالم والمحدث اللبيب والمجاهد الشيخ احمد الستري، الشيخ احمد بن الشيخ صالح الستري البحراني تغمده الله بواسع رحمته، هذا الرجل مفخرة من مفاخر تاريخ الإمامية وهو جزء من تراث هذه الطائفة وهو ولد في البحرين عام 1251 هجرية وهناك نشأ على حب العلم وكان مؤهلاً بنبوغات دللت على عظمة مستقبله، بعد ان اكمل دراسة المقدمات ودراسة العلوم تحول الى المعقل الى المركز الى المنبع، تحول الى النجف الأشرف في العراق وصار من تلاميذ المرحوم الشيخ مرتضى الأنصاري رائد علم الأصول اعلا الله مقامه، كان له باع طويل في العلوم الأخرى مثل التجويد، مثل الطب لأنه درس علم الطب في النجف الأشرف على يد الميرزا علي الخليلي احد كبار الحكماء، يعالج بالطريقة القديمة‌ اليونانية، من اساتذته في الفقة هو الشيخ محمد حسين الكاظمي، بعد ان توفي والده الشيخ صالح وهو من العلماء ايضاً دعت الحاجة الى ان يعود الى البحرين فقام في البحرين سنوات مرجعاً واستاذاً‌ وحكيماً ثم بسبب المضايقات والفتن سافر الى ايران، من ايران ذهب الى القطيف فطوال هذه السنين المتعبة والمشحونة بالمآسي والتعب لم يغفل ولم يهدأ عن كتابة البحوث والتأليف ونظم القصائد في المناسبات وبلغت مؤلفاته اكثر من ثلاثين مؤلفاً، يذكرون في ترجمته انه كان خفيف الطبع، مرهف الحس، لا تفوته النكتة، اما أدبياته وشعره لاحظت تعلقه بآل البيت سلام الله عليهم مثلاً في الإمام أمير المؤمنين له قصيده، لكن هذين البيتين كما يقال هي المعنى في القصيدة:

فدع مديحي ومدح الناس كلهم

وألزم مديحاً له الرحمن أولاه

يعني لا يستحق المدح إلا هذا

فدع مديحي ومدح الناس كلهم

والزم مديحاً له الرحمن أولاه

فكل من رام مدحاً فيه منحصر

لسانه عن يسير من مزاياه

في قصيدة اخرى في الحكمة اقرأ له هذين البيتين:

يا فاعل الخير والاحسان مجتهداً

أنفق ولا تخش من ذي العرش اقتاراً

فالله يجزيك أضعافاً مضاعفة

والرزق آتيك أصلاباً وأبكاراً

وهناك له قصيدة في تأبين استاذه الشيخ مرتضي الانصاري مثلاً يقول:

ولقد تسابقت السماء وأرضها

في ضم شخصك مجمع التبيين

فقسّمت بينهما فروحك في السماء

والجسم في الارضين للتحصين

تصوير جميل، يقولون هذه القصيدة استمرت تكرر في الندوات مدة ‌سنة كاملة، عنده قصيدة شافية، ما هي القصيدة الشافية، يجاري فيها قصيدة ابو فراس الحمداني، عنده:

الحق مهتضم والدين مخترم

وفي آل رسول الله منقسم

المرحوم الشيخ احمد الستري نظم على غرارها يعني جارى ابو فراس بها ومطلع قصيدته:

الحق نور عليه للهدى علم

من امه مستنيراً قاده العلم

يا حبذا عترة بدء الوجود بهم

وهكذا بهم ينهي ويختتم

ثم يشير الى دولة الامام المهدي «اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة» يقول:

من مثلهم ورسول الله فاتحهم

وسيطة العقد والمهدي ختمهم

وهل امية لا أمّت بمغفرة

ولا نحت سوحها من رحمة ديم

ولا كمثل بني العباس لا رقبوا

إلاً ولا ذمّة بل رحمهم جذموا

جنوا بمثل الذي تجني اميّة

بل على طنابيرهم زادت لهم نغم

نوادره الادبية جميلة وكبيرة وعديدة ‌ولكن الحديث عن شعره اختتمه ببيتين كان هو اسس مسجداً بجوار بيته فنظم هاتين البيتين:

على النقى اسس هذا البنا

فصار للناس به مأنس

نادى به تاريخ اكماله

يا مسجداً بالذكر قد اسسوا

هو سواء كان في البحرين او في النجف الاشرف او في القطيف كان جزءاً من اعماله وعطاءاته تربية التلاميذ ولا فقط تربيتهم علمياً وانما تربيتهم روحياً لأنّه كان مشهوراً في تهذيب النفس، وتنقل عنه العديد من المؤشرات الدالة على زهده وتقواه وورعه، المرحوم الشيخ احمد الستري كان يتردد على قبر العالم المجاهد الشيخ ميثم البحراني، سبق ان تحدثت عنه ضمن هذا البرنامج المبارك وكان يتردد على مرقد الشيخ ميثم ويصلي هناك، مرقد الشيخ ميثم البحراني هو مسجد والناس تصلي فيه على اساس انه مكان للعبادة لكن هو انقطع لفترة فذات ليلة في المنام رأى وكان الشيخ ميثم (رحمه الله) يعاتبه على انقطاعه عنه ففسر الشيخ احمد الستري هذه الرؤيا بأن الشيخ ميثم يدعوه لمجاورته، فعلاً اوصى (رحمه الله) ان يدفن في تربة الشيخ ميثم البحراني وبجواره، هذه مسألة مهمّة يهتم بها فقه اهل البيت وهو الدفن بجوار الاولياء، الانسان اينما مات فأقبروه، هذه اولاً وبالذات لكن تختلف البقاع، تختلف الامكنة، تختلف البلدان، البقيع ليست حضرموت، من يدفن، اينما مات فأقبروه تمام، كما ان الاشجار فيها خبيثة وفيها طيبة، كما الناس من انسان خبيث وانسان طيب، كما ان الماء ملح اجاج وهذا عذب فرأت كذلك البقاع تختلف، فبقعة لما يدفن فيها ولي من اولياء الله بطبيعة الحال نحن نؤمن من خلال ثقافة أهل البيت ان المؤمن الميت هو حرمته وكرامته كالمؤمن الحي لأنّه ارواحهم قائمة وباقية والروح طاقة وهي من جنس لا يفنى لذلك لما يوصي الشيخ احمد الستري ان يدفن بجوار الشيخ ميثم بهذا العنوان إنّه ولي من اولياء الله ليكون في جواره، الشيخ احمد الستري البحراني (رحمة الله عليه) توفي في البحرين ليلة عيد الفطر عام 1315 هجرية بعد حياة كلها تعب وآلام ووري الثرى عند الشيخ ميثم البحراني وقد رثاه وابنه اكثر من شاعر واقيمت على غيابه الفواتح والمجالس وعاشت البحرين اسبوعاً من الحداد والحزن على غيابه.
زرت قبره ايام الفاطمية عام 1424 حينما كنت ارقى المنبر في البحرين، زرت قبره وقبر الشيخ ميثم واستأنست بزيارة هذا المشهد، تغمده الله بواسع رحمته، والسلام عليكم ورحمة‌ الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة