البث المباشر

احمد بن شعيب النسائي

الأربعاء 20 فبراير 2019 - 12:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 455

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن الصادقين المخلصين المجاهدين في طريق الحق ونصرة امير المؤمنين الشهيد العالم الكبير احمد بن شعيب النسائي، بعضهم يصفه بالنسائي، لا النسائي بفتح النون وهو صاحب السنن وهو من حفاظ الحديث واحد مدوني الصحاح، مشهور في التاريخ على كل، النسائي الشهيد هو من مواليد ايران عام 215 هجرية، هو من علماء القرن الثالث الهجري في منطقة تعرف بنساء، وهو موهوب من الطفولة فأشتهر بتحصيله العلم في مختلف الفنون، كان عنده شوق غريب في تحصيل العلم من اين ما كان، وكان رغم السفر وصعاب السفر واخطار السفر كان يبحث عن الكتاب وعن الاستاذ ويبحث عن المفكر، طاف في البلدان يبحث عن المعرفة وسكن مصر لفتره وهناك كان محبرته معه يكتب ويتنقل من هنا ومن هناك وغالباً يكون هؤلاء الأشخاص نوابغ لأنّ ما عنده في الحياة توجه الى اغتراف العلم من أين ما كان من واطيء من عالي من داني من شريف من غير شريف من عربي من غير عربي، لقطة ومعلومة لا تفوته ابداً، يقولون كان يسافر ومعه اكياس من الاوراق رغم قوة الحافظة التي عنده، وكان ايضاً لسناً متسلط بالبيان وشجاع، احياناً تراه لسناً لكن جبان يخاف ان يواجه الناس بالخطاب، شجاع ولسن، ولسن وشجاع، وعالم في نفس الوقت شجاعة لمواجهة الناس، بلاغة بحيث يتقن المعلومة ويعكسها ثم عنده غذاء تربية لذلك اين صرفه هذا النسائي؟ في خدمة أهل البيت، هنيئاً له، هنيئاً لكل من يعرف كيف يصرف كلمة واحدة ويقولها في خدمة الحق وفي خدمة‌ الدفاع عن اهل البيت كونهم اول طبقة من المظلومين واشد المظلومين وبالخصوص الامام امير المؤمنين الذي الامام الصادق (عليه السلام) يقول: السلام عليك يا اول مظلوم في العالم، هذا الرجل النسائي رحمه الله بسبب الظروف المعادية لأهل البيت اضطر للتخفي والتكتم وكان حذر في جواباته بحيث هو كان حافظ الفقه على المذاهب المتعددة وكان بالأجوبة يحاول ان يلتف على السؤال، ولهذا بعض المؤلفين القدامى وقع في اشتباه فمرة وصفوه انه شافعي ومرة قالوا هذا كيساني، لا هو رجل موالي مدافع واستشهد في هذا الخط، شخصية لهذه تتعرض الى تهم وتنسب اليها النسب، راح بعضهم يتهموه وينسبوا اليه افعال منافية لان كل هذا بسبب، كل ذلك وهذه الهجمات والتهم بسبب كتاب كتبه عن امير المؤمنين واسمه خصائص امير المؤمنين، لو كان كتب خصائص مروان لصار علماً من اعلام العالم الاسلامي لنصبت له تماثيل لكن كتب عن امير المؤمنين فيقول المؤرخون لما جاء للشام وجد الشام قطعة واحدة في عداءها لأهل البيت ولم يزل اثار بعض سنن معاوية وآل مروان موجودة، رأى بعض مساجدها، الخطباء ينالون من أهل البيت، ينالون من امير المؤمنين وبعضهم يتحدث بما يزعم بأنها فضائل معاوية، بطبيعة الحال نحن لا نلوم أهل الشام لماذا لأن الاسلام، طبعاً الاسلام الواقعي هو حدوده الى استشهاد امير المؤمنين سلام الله عليه يعني 40 من الهجرة، اسلام اسم اسلام، ولكن معنى ومضمون لا يوجد سواء العشرين سنة من خلافة معاوية او ما تبعها من ايام بني مروان ثم جاء العباسيون وهكذا، غرضي انه لما جاء النسائي الى الشام رأى قطعة واحدة يسبون اهل البيت ويتحدث بعض خطباءهم بما يزعمون انها فضائل معاوية، طبعاً هذه الفضائل صنعتها الاقلام التي كتبت في عهد معاوية وبموجب رغباته ورغبات الكيان هذا، هو حاول رأى الشام لافيها صحابي ولا فيها تابعي ولا فيها عالم فقط هذه الامة لا تفهم الا الثقافة الاموية والثقافة المروانية وراوه عالم ويصلي في المسجد الاموي اخذوا يشكلون عليه لماذا تصلي هكذا، لماذا في السجود تقول كذا، حس بعضهم، قالوا له: انت كاتب كتاب خصائص امير المؤمنين فلماذا لم تكتب في فضائل الصحابة فهو كان جريء في الجواب، مرة سؤل طبعاً، هنا السبب في ضربه وفي الاعتداء على حياته، مرة سؤل قالوا: لماذا لم تكتب مثلاً في معاوية، لماذا؟ 
سؤل احدهم قالوا: ماذا تعرف فضيلة لمعاوية؟ 
قال: ابوه قاتل النبي وهو قاتل الوصي وابنه قتل الحسين فماذا ترون ان اذكر فضيلة لهذا، حقيقة هذا اجمل جواب، جواب بأجمال وخبر الكلام ما قل ودل، قالوا: لماذا كتبت عن خصائص امير المؤمنين، لماذا لم تكتب في فضائل معاوية فسخر وقال: لهم معاوية وهل يستحق ان يوصف بأنه من اهل الفضائل، ثم جاء احدهم وسأل النسائي رحمة الله عليه اما تعرف لمعاوية فضيلة واحدة فأجاب ساخراً قال: نعم نعم اعرف له فضيلة واحدة، الناس كلهم اشرأبت اعناقها. 
فقال: اعرف له انا فضيلة واحدة وهي ان النبي (صلى الله عليه وآله) دعاه مراراً والرسول يجده يأكل فأخبر النبي بأنه وجده ثلاثاً يأكل فدعا النبي عليه قائلاً: اللهم لا تشبعه ابداً.
قال: انا لا اعرف لمعاوية فضيلة غير هذه، هذه طبعاً موجودة في التاريخ موجودة في الكتب العامة، ان النبي ارسل اليه، الرسول قال: رأيته يأكل. 
بعد فترة ارسل اليه قال: يأكل.
مرة الثالثة جاء الرسول قال: يأكل.
قال النبي: سبحان الله، اللهم لا تشبعه ابداً.
التاريخ يقول: من بعد ذلك كان معاوية يأكل ويصيح ارفعوا الاكل عني، كلت اسناني ولم اشبع. 
قال: النسائي هذا في المسجد وثبوا عليه وضربوا ودمروه، سحقوه بالارجل حتى ظنوا انه مات، القوا في مزبلة واحرقوا ودمروا محبرته وتراثه واوراقه كلها لكن بعد فترة‌ تحرك وكتبت له النجاة، بقي مريضاً، اتجه صوب مكة، لما وصل الى مشارف مكة والمدينة وبالطريق بين مكة والمدينة هناك عاد عليه المرض بسبب ذلك الهجوم عليه وتوفي رضوان الله عليه في شهر شعبان عام 303 من الهجرة ودفن بين الصفا والمروة، تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة