البث المباشر

محمد مهدي القزويني

الأربعاء 20 فبراير 2019 - 09:47 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 445

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. 
ومن فطاحل الصادقين المخلصين لاهل البيت هو العالم التحرير والولي المقدس السيد محمد مهدي القزويني رضوان الله تعالى عليه، المرحوم السيد القزويني اعلا الله مقامه هو من مواليد مدينة النجف الاشرف عام 1222 هجرية وكان من عيون الفقهاء ووجهاً مشهوراً من وجوه الادباء تغمده الله برحمته، هو ايضاً من كبار المؤلفين وبعد اصبح يشار اليه بالبنان علماً وفضلاً اوفدته الحوزة العلمية في النجف الاشرف الى مدينة الحلة الفيحاء، ذلك اليوم كانت تعرف هذه المدينة طبعاً هي المدينة بلد العلم والعلماء والتشيع كانت تعرف المزيدية باسم المزيدية فأنتقل الى المزيدية او الحلة وكان باكورة وجود آل القزويني في الحلة هو بعد ان هاجر السيد محمد مهدي القزويني الى هناك وبعد ان عاد الى النجف بقي اولاده واحفاده في الحلة، فيهم علماء وفيهم ادباء‌ والخ. ايام تواجده المرحوم في الحلة كان نشطاً في تربية التلاميذ ونشر العلم، تعلمون ايها الاخوة المستمعين، الاخوات المستمعات ان العلم اهميته في نشره، الحديث الشريف «لكل شيء زكاة وزكاة العلم نشره» ولما ذهب الى الحلة السيد محمد مهدي القزويني اسس هناك حوزة كبيرة ومهمة وانشد اليه الناس من كل صوب واستطاع بسبب انفتاحه وتعلق الناس به، التاريخ يقول تشيع اكثر من مئة الف من عشائر آل زبيد لذلك الى الان نحن نسمع الموالين من آل زبيد يترحمون على السيد محمد مهدي القزويني لانه هو سبب نجاتهم وسبب هدايتهم وتوجههم نحو اهل البيت، اما المخالفين منهم بالعكس يذمونه وللاسف فهو كان في الحلة في ليالي شهر رمضان يقيم مجالس الدعاء، تفسير الايات وينتهي المجلس بمصائب اهل البيت ولعل المجالس التي تقام الان في شهر رمضان نواتها وبدايتها هو سيرة هؤلاء العلماء الكبار امثال السيد محمد مهدي القزويني الان لما يأتي شهر رمضان لاتجد قرية او مدينة‌ في العالم كله الا وتعقد مجلساً ويصعد خطيب وعالم قبله وهكذا، هذه السنن وهذه السير وضعها هؤلاء العلماء الكبار.
السيد محمد مهدي القزويني قلت له خدمات، خدمات اجتماعية وعلمية، مؤلفاته، يقولون ثمانين مؤلفاً او اكثر والعمدة تقواه وزهده وعزوفه عن الدنيا وملذاتها ولذلك هذا السلوك وهذا التكامل رفعت من مستواه الى درجة يقولون كان يتلقى الفيض والارشاد من الامام الغائب (صلوات الله وسلامه عليه) يذكرون ان تاجراً من تجار الحلة اسمه الحاج علي يقولون تعرض الى خسارة كبيرة، هذا الحاج علي كان رجلاً متديناً، كان ملازماً لزيارة الحسين ذي الدمعة، الحسين ذي الدمعة مدفون في الحلة ومزاره كان مشهور الى ان اتوا العفالقة وخربوه، هناك قبره الحسين ذي الدمعة وهذا الحاج على التاجر كان ملازماً يوماً صباحاً يقرأ الفاتحة عند قبر الحسين ذي الدمعة، ولما خسر لم يخبر اي احد حتى زوجته، يقول لا احد يعرف، يوم من الايام كعادته الحاج علي كان واقفاً عند قبر الحسين ذي الدمعة يقرأ الفاتحة يقول واذا واحد نوراني عليه ملابس اعرابي وهو يقرأ الفاتحة سلم عليّ وقال لي يا حاج علي لا تحزن ان الله اختبرك بالمال واختبرك بالخسارة فأن صبرت ولم تجزع فأن المال سيعود اليك ولا تحزن، الحاج علي يقول انا بهت وذهلت من اين يعلم هذا؟
حتى إذا الناس يدرون هذا كيف يعلم فهو غريب، هذا الموضوع لا يعلم به احد، سبحان الله.
اردت ان اعرف من هو؟ رأيته ذهب هذا الاعرابي فركضت من وراءه، وصل الى باب بيت المرحوم السيد محمد مهدي القزويني، بيت السيد محمد مهدي القزويني هو بيت وهو مدرس وهو جامعة وكل شيء وتتردد الناس والطلاب، يقول الحاج علي لما صار بالباب والبيت غاص بالطلاب والسيد علي المنبر يلقي بهم الدرس يقول انا من وراءه قال لي: تفضل. 
قلت: لا تفضل انت. 
قال: لا تفضل، ادخل لان انا صاحب البيت. 
يقول لما قال لي: انا صاحب البيت دخلت، يقول لما دخلت متلهف اريد ان اتكلم معه واريد ان افاتحه بالحديث واعرف من اين هو وما هو اسمه وكيف عرف؟ 
ابتعد عني وجلس وسط الطلاب يقول الملفت في الامر ان السيد القزويني كان يطرح بعض الاراء الفقهية يناقشه بعض الطلبة، هذا الاعرابي يخاطب التلميذ ويقول: لا الرأي هو رأي السيد، يقول: انا كنت اتعجب، ثم يقول الحاج علي وإذا قضية عجيبة اخرى ان السيد طلب ماءاً فواحد من الطلبة نهض يأتي بالماء من الكوز وإذا هذا الاعرابي صاح لهذا الطالب وقال له اجلس لا تأتي من الكوز بالماء فيه ميتة، يقول قمت وقام احدهم معي وإذا في الكوز وزغة ميتة، هذه اللفتات خلتنا متحيرين في امر هذا الرجل ثم غاب خرجنا نبحث عنه وكلما ابحث عنه فلم اعثر عليه وعلمت بأن المرحوم السيد محمد مهدي القزويني يحظى بعناية خاصة من الامام صاحب العصر، ما زلنا مع الحاج علي، الحاج علي يقول وإذا بعد فترة قليلة تحسن وضعي التجاري وعاد امري كما كان ولم اشاهد بعدها ذلك الاعرابي الا لما قصدنا نزور الحسين (سلام الله عليه) وذهبنا مع المئات من الزوار مع السيد محمد مهدي القزويني (رضوان الله عليه) ليلة النصف من شعبان زيارة المحيى، رأينا الالاف من الزوار وقالوا ان الجسر مقطوع، ومن قطع الجسر؟ التكفيريون النواصب الذين الان يقتلون الناس بالجملة في العراق وفي مناطق اخرى في باكستان في الهند، هؤلاء القوم ابناء القوم. وإذا الاف الزوار متحيرين فجأة يقول الحاج علي وإذا بأعرابي راكب على فرس هاجمهم فهربوا، رأيته من بعيد واذا هو ذلك الذي ادركته عند قبر الحسين ذي الدمعة وفي بيت السيد محمد مهدي القزويني فهزم الاعداء وصاح بالزوار فتقدم الزوار ويتقدمهم السيد القزويني اعلا الله مقامه.
وقت البرنامج اشرف على الانتهاء، السيد محمد مهدي القزويني عاد الى النجف الاشرف من الحلة ليواصل موقعه العلمي والقيادي ثم سافر للحج عام 1299 مع مجموعة من علماء ‌النجف وعند العودة من الحج رجع منهكاً، ذلك اليوم الطريق وعر فأصيب بمرض هو واحد العلماء اسمه السيد محي القرشي، وتوفي السيد محمد مهدي القزويني (رضوان الله عليه) في الطريق هو وذلك العالم وحمل الجثمانان الى النجف الاشرف استقبلتهما الجموع الغفيرة وكانت وفاة السيد القزويني 12 ربيع الاول عام 1300 هجرية ودفن بمقبرته الخاصة مقابل مقبرة الشيخ صاحب الجواهر، أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة