الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقات المجاهدات العابدات والصابرات ايضاً السيدة فاطمة بنت الامام ابي عبد الله الحسين سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه، طبعاً للحسين عدة بنات بينهن ابنته التي تميزت بين سائر بناته بحالات وهذه البنت هي ابنته فاطمة، من جملة الحالات التي امتازت بها على سائر بناته شبهها بجدتها فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، هذه الحالة هي حالة جاذبة، يوم من الايام في لندن في المستشفى رأيت شيخاً مريضاً وشاباً يخدمه. لايام كنت اتردد على المستشفى فكنت اتصور هذا ابنه، تبين لا ابنه ولا صديقه ولاولا وانما شاب متطوع لخدمة هذا الرجل العجوز وعجيب متطوع مجاناً فسألته ما السبب قال: هذا يشبه ابي ونتيجة شبهه لابي وخلاني منشداً اليه ولا اود ان افارقه لحظة واحدة حالة الشبة اذن حاله لها تأثيرها على الافراد وتأثيرها على سلوك الاشخاص والى ما هنالك فكيف اذا كانت تشبه جدتها فاطمة، اي فخر واي وسام اكبر من هذا الوسام واعظم من هذه الحالة، لا يخفى انه ما من امام من الائمة الا ولدية ابنة اسمها فاطمة واكثر من هذا الامام الكاظم سلام الله عليه سمى اربعة من بناته بأسم جدته فاطمة وبناته فاطمة المعصومة والمدفونة بقم، فاطمة الكبرى مدفونة قرب اصفهان، فاطمة الوسطى مدفونة في مدينة رشت وفاطمة الصغرى مدفونة في باكو عاصمة آذربايجان ولها هناك مزار مشهور، اذن تسمية الائمة لبناتهم بأسم الزهراء هذا يحظى بموقع خاص.
الامام الصادق يقول: لابو يعقوب السراج رآه حاملاً ابنته على صدره فقال: ما اسمها قال فاطمة فأراد ان يخرج فقال له: اياك وان تمد يدك فتضربها لإنها تحمل اسم جدتي فاطمة بمعنى ان هذا الاسم له اهمية خاصة عند الائمة.
فاطمة بنت الامام الحسين (سلام الله عليه) معروفة في المدينة بكمالها وعبادتها وجهادها.
ابوها الحسين، من امها؟ امها ام اسحاق بنت طلحة، الروايات تروي بهذه الصورة تقول ان الحسن المثنى ابن الامام الحسن سلام الله عليه دخل على عمه الحسين خاطباً احدى ابنتيه، سكينة وفاطمة فقال له الحسين: ازوجك ابنتي فاطمة لانها اكثر النساء شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه)، فعلاً تزوجها الحسن المثنى فأنجبت له من الاولاد ثلاثة، هؤلاء ثوار معروفين وهم عبد الله المحض من الشهداء وابراهيم الغمر والحسن المثلث، الحسن بن الحسن بن الحسن يسموه المثلث.
الشيخ المفيد اعلا الله مقامه يقول: ان فاطمة بنت الحسين لم يكن لها نظير في التقوى والكمال والفضائل وعرفت في زمانها بأنها من الحور العين.
اما جهادها وصبرها هي كانت مع زوجها الحسن المثنى في كربلاء، المقاتل او المصادر تقول كانت مع زوجها الحسن المثنى في كربلاء وطبعاً زوجها جرح في المعركة وحمل جريحاً اسيراً الى الكوفة وعولج في الكوفة وبعدها بتوسط من اسما بن خارجة اطلق سراحه وارسل الى المدينة لكن زوجته فاطمة بنت الحسين (سلام الله عليه) بقيت مع السبايا وتقول: السير انه حينما ادخلوا السبايا في مجلس يزيد ووضع رأس الحسين امام يزيد فكانت فاطمة وسكينة يتطاولان يعني يستطيلان يعني مثل احداً جالس ويرفع رأسه لينظر، كانا يتطاولان لينظرا الى رأس ابي عبد الله الحسين، يرفعن انفسهن بين النساء، يزيد بن معاوية عليه وعلي ابيه وآله لعنة الله كان يسترعي هذا انتباهه وكان يحاول ان يستر الرأس عنهن فلما وقع بصرهن صحن بالبكاء فبكت وبكى المجلس حتى عائلة يزيد ونساءه بكت، هذه حالة ما فوق الحسابات، نفس عمر بن سعد يوم عاشوراء سأله ابنه لماذا تبكي قال: بني تسألني لماذا ابكي انظر الحسين كيف يودع ولده علي واذا عمر بن سعد دريد رأى الحسين يودع علي الاكبر فأخذ يبكي، هذه قضية ما فوق الحسابات والمعايير المؤلوفة.
لما صرخن بنات الحسين وضج المجلس بالبكاء عائلة يزيد ايضاً بكت فصاحت امرأة من عائلة يزيد الله اكبر ابنات رسول الله سبايا وما صاحت هذه المرأة الا والمجلس يبدو البعض يريد البكاء ولكن يبحث عن فرصة فضج المجلس بالبكاء وتحول الى عزاء، هنا يزيد غير الوتيرة وصار في كلامه يتنصل من قضية مصرع الحسين وصار يؤاخذ ابن زياد ويصب اللؤم على ابن زياد ويلعن ويشتم ابن زياد، هذا موقف فاطمة بنت الحسين في مجلس يزيد. عاشت فاطمة بنت الحسين في المدينة تنشر فضائل اهل البيت وهذا هو عمل جهادي، تعلم النساء وتقوم بتربيتهن وهذا عمل من اعظم العبادات فكانت هذه المرأة السيدة الشريفة مظهر للعبادة والتقوى ونشر العلم وفضائل اهل البيت.
الروايات تقول كانت من المسبحات، عندها خيط معقود فيه مئة عقدة وفي المدينة كان لها شأناً من الشأن.
لما توفي زوجها الحسن المثنى رضوان الله عليه وحملوا جنازته الى البقيع فنظرت فاطمة بنت الحسين الى جثمان زوجها تصبرت وقالت:
وكانوا رجاءاً ثم امسوا رزية
لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
معنى هذا انها كانت شاعرة ايضاً، هذا الذي بعض الشعراء اخذ المعنى منه.
مازال يلهج بالرحيل ملوحاً
حتى اناخ بباه الجمال
لعظمة هذه العلوية الطاهرة واثار جهادها ايضاً تعرضت الى هجمات كبقية نساء ورجال اهل البيت وهذا كله لاصحة له، السيد محسن الامين العاملي ذكر ترجمتها في المجلد الثامن من موسوعته ودافع عنها ورد هذه التهم الباطلة.
توفيت السيدة فاطمة بنت الحسين سلام الله عليها بعد ان عاشت حزينة عام 117 هجرية ودفنت في البقيع، تغمدها الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******