البث المباشر

حر بن يزيد بن قعنب بن عتاب

الأربعاء 20 فبراير 2019 - 09:33 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 438

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين. 
ومن الصادقين بمعنى من المعاني هو الشهيد بين يدي ابي عبد الله الحسين الحر بن يزيد بن قعنب بن عتاب رئيس عشيرة بني رياح، الحر الرياحي وعتاب جدابيه، كان زميل للنعمان بن منذر ملك الحيرة ومن ندمانه ثم بعدها اصبح عتاب من وزراء النعمان بن منذر ملك الحيرة، هذا هو الجد الاكبر للحر الرياحي، الحر الرياحي (سلام الله عليه) المصادر والمقاتل والخطباء يتحدثون عنه ولكن اريد الان ان اذكره بما لم يسمع عنه كثيراً، شخصية الحر تستحق اكثر من هذا، ولكن اذكر بعض اللقطات عن هذه الشخصية المهمة‌ والعظيمة، هو من اللامعين في قطار الصادقين المحبين لاهل البيت، الحر الرياحي هو من مشاهير عمد الكوفة ومن رجالاتها المشهورين ومن اشجع فرسانها ولذلك فوجيء بموقفه كبير القادة الامويين يوم كربلاء لانه شاهد الحر في اللحظة الحاسمة رآه متردداً منشطراً على‌ نفسه سبحان الله، الله اكبر، حينما يدرك الانسان التوفيق ينقذه بصعوبة من طاعة‌ ذاته والتمرد على الذات نستطيع ان نسميه من اشجع المواقف نسأله كبير القادة الامويين قال له ما دهاك؟ ولو سؤلت من اشجع اهل الكوفة لما عدوتك فماذا اجابه، اجابه بحدّية وجدّية ‌قال له انا اخير نفسي بين الجنة‌ والنار وهذا الموقف المربي اخواننا كثيراً ما نقف نحن على مفترق طريق وصراط حاسم هنا الجنة‌ وهنا النار، النار من تحتنا والجنة من فوقنا وهنا يبين مدى قدرة الانسان وشجاعته في التمرد على‌ ذاته والتمرد على نزواته فلما قال له ما دهاك؟ لو سألوني من اشجع اهل الكوفة لاقول انت! الان اراك قدم للامام وترجع قدماً للوراء فقال اخير نفسي بين الجنة والنار فجأة قال هيهات ان اختار على الجنة شيئاً، هنا الانتصار فقفز صوب الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) مطأطأ برأسه مستحياً ويقول يا مولاي انا الذي جعجعت بك في الطريق ومنعتك من العودة فهل لي من توبة فأني نادم فأنفتح الحسين عليه مرحباً وفي الواقع هنا اصبح موقف الحر مصداقاً كاملاً لاسمه واصبح الاسم والمسمى واحد بعكس موقفه السابق، في السابق اسمه حر، ولكن كان عبداً للغرائز والذات، هذا التحول عند الحر بن يزيد كون شخصية اجتماعية مرموقة كان له تأثير كبير على عدد من رجال اسرته، التحق به اخوه مصعب بن يزيد ومعه خادمه اسمه قرة يعني مصعب بن يزيد الرياحي وخادمه هؤلاء تحولوا من جيش بني امية صاروا في صف انصار الحسين وعدد من ابناء عمومته وكل هذا يعود الفضل فيه الى الحر الرياحي الذي تسبب في انقاذ هؤلاء وانسان واحد ينقذ نفساً «ومن احيا نفساً» ليس فقط معناه انه ينجيه من الفرار من الموت او يخرجه من محرقة النار، الاحياء انقاذه من جهنم، انقاذه من الضلالفكأنما احيا الناس جميعاً لانه لما ينقذه هو ينقذ من يهدي من يصلح ومن يرشد كل الفضل يعود لمن بذر هذه البذرة. اذن الكثير من المقاتل لا تذكر من استشهد معه من قومه في حين ان للحر بن يزيد الرياحي من الاولاد اربعة، اربعة اولادة استشهدوا بين يدي الحسين وهؤلاء مدفونين معه واثنين من اولاده يحملان اسم علي وهذه لفتة مهمة علي الاول وعلى الثاني، خلال تتبعي لاحظت ان احد كبار علماء الطائفة الامامية وهو الحر العاملي يرجع نسبه الى الحر بن يزيد الرياحي وتذكر السير والمقاتل ان الحسين (عليه الصلاة والسلام) حينما وقف على مصرع الحر تأثر لفقده وفرح لنهايته فقال كلمته المأثورة «انت حر كما سمتك امك حر» ثم تقول الروايات ان الحسين شاهد جرحاً في جبين الحر يتدفن منه الدم فأخرج الحسين منديله وعصب جبين الحر وتوقف الدم، هنا اذكر ما حدث للشاه اسماعيل الصفوي لما ذهب اسماعيل الصفوي الى تعمير المراقد المقدسة في العراق بني مراقد اهل البيت كان معه مجموعة من العلماء ومن جملة المشاهد التي عمرها انذاك قبر الحر لكن وقع ترديد في موقع الجسد بشكل دقيق فحفر العمال القبر وانتهوا الى جسد الحر واذا به على حالته رغم مرور الف عام على استشهاده فدهش اسماعيل الصفوي لما رأى الجسد على حالته ثم نظر الى العصابة التي جبهته سأل عنها فقالوا انها للحسين (عليه السلام) وانه عصب بها جبين الحر فأصر اسماعيل الصفوي على اخذها لما علم انها للحسين (عليه السلام)، العلماء الذين كانوا معه نهوه وقالوا هذه حركة غير صحيحة لكنه اصر، قال انا اريد منديل الحسين فلما نزل وفتح العصابة تفجر الدم كالميزاب وكأنه حي لان الدورة الدموية هي اول مؤشر على الحياة ارتبك اسماعيل الصوفي فأعاد العصابة وتوقف الدم عاد وفتحها مرة ثانية تفجر الدم ثم رجعها الى ثلاث مرات، فسرّ الامر على انه امر غيبي فأعيدت العصابة الى مكانها وسجلت هذه ككرامة لهذا الشهيد العظيم وهو الحر الرياحي وبعدها اعادوا التراب وبني القبر، لكن بعد هذا تبددت بعض الشكوك التي كانت تثار حول الحر، لان المحققين من السلف الماضي انقسموا في امره، جماعة منهم وعلى رأسهم المرحوم الممقاني صاحب تنقيح المقال ذكر ان الحر عند خروجه من الكوفة لم يكن قاصداً قتال الحسين وذكر ابن نما في كتابه (رحمه الله) مثير الاحزان، ان الحر لما طلع من الكوفة سمع نداءاً من خلفه يا حر ابشر بالجنة فمال برأسه ولم ير احداً وبقي متحيراً والقيادة الاموية كانت تبشر الخارجين لقتال الحسين بأن عملهم هذا يؤدي الى الجنة كما هي الفتاوى اليوم في قتل اتباع اهل البيت في العراق، بعضهم افتى من يقتل عشرة من الروافض لا يحتاج الى صلاة وصوم، هذه الفتاوى الرخيصة، الحر بقي متردداً في تفسير هذا الهتاف، لكن ظل هذا اللغز قائماً الى ان انقلب صوب الحسين واعلن عن تحوله فقص ذلك على الحسين ضمن قصصه فلما قص ذلك على الحسين قال له الحسين الا ابشرك ان ذلك هو الخضر الذي جاءك مبشراً بنهاية امرك، طبعاً اعظم وسام للحر بن يزيد الرياحي هو ما قاله له الحسين انت حر كما سمتك امك حر نسأل الله ان يجعلنا احراراً في ارتباطنا بالله واهل البيت والسلام على الحر الشهيد الرياحي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا. والسلام عليكم رحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة