البث المباشر

الحسين بن علي العابد بن الحسن المثنى بن الحسن بن امير المؤمنين المعروف بشهيد فخ

الأربعاء 20 فبراير 2019 - 09:33 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 437

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين 
ومن الصادقين والمضحين والشهداء الابرار هو الحسين بن علي العابد بن الحسن المثنى بن الحسن بن امير المؤمنين، الحسين هذا العالم الكبير والشهيد المظلوم يعرف بشهيد فخ، فخ هي منطقة بينها وبين مكة مسافة قصيرة وهذه اليها اشار الشاعر دعبل الخزاعي في قصيدته التائية:

قبور بكوفان واخرى بطيبة

واخرى بفخ نالها صلواتي

في منطقة فخ مجموعة قبور، الان اذا يرى احداً لا اعرف في السنين الاخيرة هل بقيت او عفيت، مجموعة قبور لاولاد واحفاد الامام امير المؤمنين بالاضافة الى مرقد الحسين شهيد فخ، المنطقة يقول الرواة ان النبي (صلى الله عليه وآله) مر بها مع جمع من اصحابه فصلى‌ ركعتين وصلى معه اصحابه لكنه في الركعة الثانية استولت عليه الدمعة واستعبر اصحابه ايضاً وبعد الفراغ من الصلاة اخبره الوحي ان في هذه البقعة يقتل رجل من ولدك ومعه اصحابه والشهيد معه له اجر شهيدين تقول الروايات هنا يلتفت النبي الى من معه فيقول ها هنا يقتل رجل من اهل بيتي في عصابة تسبق ارواحهم اجسادهم الى الجنة، هذه واقعة فخ والحسين شهيد فخ، كيف نشأت هذه الحادثة؟ في هذه المنطقة جرت مواجهة مريرة وجرت فيها من الفضائع عام 169 هجرية،‌ بالخصوص في الشهر الحرام شهر ذي الحجة، لهذا الامام الجواد (سلام الله عليه) يقول: لم يكن لنا مصرع بعد الطف اعظم من يوم فخ لانه قطعت فيها الرؤوس ومزقت الابدان ومثلت بها واسر مجموعة من المقاتلين، ما هي اسباب هذه الواقعة؟ في الواقع اسباب عديدة اشعلت هذه الثورة واولها واهمها ان والياً لئيماً عينه الهادي العباسي على المدينة، هذا الوالي كان هدفه الوحيد وهمه الوحيد اذلال العلويين، اذلال علماء اهل البيت، كان لا يعمل الا على سبهم ويستهين بالامام الكاظم، يمنع احداً ان يصل اليه، كأن لم تكن مشكلة لديهم الا محاربة فكر اهل البيت ومحاربة اهل البيت، كان همه الوحيد في المدينة ايذاء عائلة الرسول، كان الخليفة منتقية لهذا الغرض، هؤلاء ينتخبون ولاة من هذا النمط، يوماً كان يلزمهم ان يحضروا الى دار الولاية‌ يوقعون اثبات حضورهم، احياناً يفتعل اشياء وينسبها لهم ويحملهم المسؤولية هذا نقرأه في التاريخ لكن رأينا له مصاديق، طاغية العراق الدكتاتور اذا اراد ان يقتل مجموعة من العلماء‌ والساسة يأتي بأحد الى التعذيب ويفجرون ببنته او يهددوه ويطلع بالتلفزيون ويتكلم انه هنالك مؤامرة، هناك تجسس ويرد هذه الاسماء وبعد اربعة وعشرين ساعة هؤلاء يعدمون ويقتلون ويدفنون سراً، هذه السلوكية استخدمها طغاة في العالم قديماً وحديثاً، هذا الوالي مرة مسك مجموعة من كبار اهل البيت اركبهم على الحمير بالعكس وجوههم الى الخلف ويطوفون بهم في شوارع المدينة‌ والمنادي ينادي ان هؤلاء شوهدوا يشربون الخمر في مدينة رسول الله وعليه نعاقبهم، وهي قضية لا اصل لها ولكن هو يريد أن ينتقم ويطبق سوء محضره، مرة من المرات احضر الحسن بن محمد بن عبد الله المحض في مجلسه والمجلس حاشد بالناس وجماعة‌ من العلويين معه فأمر بضربهم بالسياط امام الناس بالخصوص الحسن امر بضربه ثمانين سوطاً وهؤلاء البقية معه خمسة عشر سوطاً امام الناس فكان يضع الرصد على تحركاتهم، يشتمهم يوجه لهم التهم، نفذ صبر العلويين في المدينة، الامام الكاظم كان في المدينة ولكن محاصر وحراسة مشددة عليه لكن الحسين شهيد فخ الحسين بن علي بن الحسن المثنى ارسل بصورة سرية للامام الكاظم يستشيره يقول هل ننتفض لان صبرنا نفذ، قال الامام اذا فعلت فأنك مقتول لا محالة، «فأحدّ الضراب فأن القوم فساق يظهرون ايماناً ويضمرون نفاقاً وشركاً وانا لله وانا اليه راجعون» آخر المطاف انتفض العلويون في ثورة منظمة وانظمت اليهم الجماهير وبايع الناس الحسين وصلوا في مسجد الرسول واعلنوا الاذان ظهراً ونودي لشعيرة حي علي خير العمل واقام الحسين الصلاة بالناس، هرب الوالي الخبيث وسيطروا على المدينة، اقاموا دولة واستقرت لهم الامور وبعد تحركوا صوب مكة المكرمة لاستغلال فرصة الحج والاستفادة من تواجد الحجاج لكن قبل مكة بقليل هاجمهم جيش العباسيين بقيادة قائد من الاتراك النواصب واندلعت المعركة يوم التروية يعني قبل عرفة بيوم سقط فيها الحسين قتيلاً ‌سنة 169 هجرية وتساقط عدد من قواده من رجاله واصحابه وهرب عدد منهم مثل عيسي بن زيد وثلاثة من اولاد عبد الله المحض واسر جماعة من العلويين فأثقهم كتافاً ومثل بالاجساد وقطعوا الرؤوس وساقوا الاسرى الى موسى الهادي العباسي في بغداد ولما ادخلوا عليه الاسرى باشرهم قتلهم بيديه وهو يردد:

بني عمنا لا تنطق الشعر بعد ما

دفنتم بصحراء الغميم القوافيا

فأن قلتم انا ظلمنا فلم نكن

ظلمنا ولكن قد اسأنا التقاضيا

هذه الحادثة او واقعة فخ كان من اخطر وافضح الحوادث في التاريخ الاسلامي وتحدث عنها بعض الشعراء وكتب عنها الكتاب، احد الادباء رثا الحسين ذي الدمعة بقولة:

فلا بكيين على الحسين بعولة وعلى الحسن

وعلى ابن عاتكة الذي ابقوه ليس له كفن

يشير الى‌ الحسين شهيد فخ ويشير الى ان اسم امه عاتكة كما يشيرون الى ان جسده واصحابه ثلاثة ايام تأكل منها الوحوش وبالتالي اتوا جماعة ‌من الطالبيين ودفنوهم سراً، صارت بعدها تداعيات الخليفه العباسي القى بمسؤولية هذه الثورة على الامام الكاظم فكان يهدد ان اذهب الى المدينة، احفر البقيع، انبش قبور الائمة، اخرج عظامهم، افعل كذا، اقتل موسى بن جعفر، علي بن يقطين كان يخبر الامام بطريقته الخاصة، التزم الامام بهذا الدعاء المعروف بدعاء جوشن صغير، الهي كم من عدو شهر علي سيف عداوته، ليالي الجمع كان الامام يردد هذا الدعاء وكان يردد هذا البيت:

زعمت سخينة ان ستغلب ربها

وليغلبن مغالب الغلاب

سبحان الله ان الله استجاب دعاء الامام موسى بن جعفر واذا قبل سفره هذا المزمع ان يهدم البقيع واذا قبل سفره بليلتين تواطئت امه مع اخيه هارون فقتلته خنقاً وبالتالي الله نجا الامام واصحابه هذه لمحة عن واقعة فخ وعن شهيد من شهداء الاسلام وهو حفيد الامام الحسن المجتبي (سلام الله عليه) والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة