البث المباشر

محمد باقر المجلسي

الأربعاء 20 فبراير 2019 - 09:33 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 436

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين 
ومن تيجان الصادقين هو محدث اهل البيت وجنديهم الوفي المخلص المولى شيخ الاسلام محمد باقر ابن العالم الكبير محمد تقي المجلسي (طيب الله ثراهما)، المجلسي صاحب البحار، المولى شيخ الاسلام محمد باقر المجلسي، هذا العالم الكبير هو من مواليد ايران عام 1037 هجرية ولد من اب عرف بالعلم والفضل والخدمات المشرفة والمشرقة والمولى المجلسي يقترن اسمه دائماً متألقاً بخدماته وعطاءاته وآثاره واهمها واعظمها كتابه بحار الانوار طبع الكتاب عشرات المرات في مختلف العواصم ويقول المرحوم الحر العاملي (اعلا الله مقامه) ان المولى محمد باقر المجلسي عالم فاضل ماهر محقق فقيه متكلم محدث ثقة جامع للمحاسن والفضائل وجليل القدر عظيم الشأن ويقول كان مهاباً وايضاً السيد نعمة الله الجزائري (اعلا الله مقامه) في كتابه الانوار النعمانية في الجزء الثالث يقول ما نصه «انني كنت ادرس عند المرحوم المجلسي وكان يخصني من بين تلاميذه واصبحت له صديقاً متأهلاً معه وتتخلل احاديثنا المطايبات والقصص، ولكن مع ذلك كنت كلما اردت الدخول عليه اقف عند الباب ساعة واحدة حتى اعد نفسي لمواجهته، وذلك لما كان يتداخلني من الهيبة والتوقير والاحترام حينما ادخل عليه كتابه الخالد هذا بحار الانوار موسوعة حافلة في مختلف العلوم، في القرآن في الحديث في الفقة في الحكمة في الادب في الاخلاق في التاريخ في الشواهد ويمكن القول انه دائرة‌ معارف عامة لكل الفنون العلمية وقد وردت في هذا الكتاب الاثري الرائع تراجم المعصومين (عليهم الصلاة والسلام) بشكل واسع بحيث قصرت عن نيله اكثر الاقلام يعني لاتجد متحدثاً او كاتباً يكتب عن اهل البيت الا ومن اول المصادر واهم المصادر التي يستند اليها هو كتاب البحار للمجلسي (اعلا الله مقامه)، هذا الكتاب الف في فترة قاسية للعلم، اتلفت فيها معظم المصادر بسبب سطو النواصب على ‌كل مراكز تراث اهل البيت واتلافها، فالمرحوم المجلسي (اعلا الله مقامه) كابد اشد المآسي وعانى الصعاب حتى استطاع ان يخرج هذا السفر العظيم يعني من يقرأ كتاب البحار بدقة وطبعاً اوكد لا يكفيه مرة واحدة يعني ولا مرتين ولا ثلاث في كل مرة كلما يعيد قراءته هو يقف على اسرار ومعلومات جديدة فالذي يقرأ كتاب البحار يعرف عبقرية المجلسي وسبقه الى الفضائل وتضلعه في انواع المعرفة وهنا اوكد ان المرحوم المجلسي (اعلا الله مقامه) عنده مؤلفات اخرى في مختلف صنوف العلوم يمكن زادت على الثلاثة وخمسين مؤلفاً هذا بالنسبة الى‌ كتابه بحار الانوار اما جهاده على الصعيد الاجتماعي، من الواضح ان ايران في عهد المرحوم المجلسي كانت تعج بفوضى الفتن خصوصاً الفتن في الدين والمعتقدات والفرق منقسمة على ‌نفسها وكانت السلطة عاجزة تماماً عن معالجة الامور ولا تقدر ان تجد لها حلاً، تصدى المرحوم المجلسي (اعلا الله مقامه) بحزم لإستئصال تلك الفتن بخطبه بأصلاحاته واحياناً اذا اقتضي الامر ان يتدخل بنفسه باشرة كما حدث له في منطقة تسمى بدولة خانة، كان هناك مجموعة صغيرة يريدون يعيدون الوثنية صنعوا اصناماً وكانوا يدعون لعبادة‌ الوثنية ونجح المرحوم المجلسي في قمع هذه الفتن وتوحيد توجه الناس نحو الشرع الحنيف، الحاكم الصفوي انذاك شعر له وللعلماء علماء الامامية ‌بالفضل الكبير واستدعى في خطوة تعزيزية الحاكم الصفوي استدعى المحقق الكركي فأنتقل من جنوب لبنان الى ايران واصدر اسماعيل الصفوي في حينها قراراً رئاسياً بتنصيبه قاضياً لعموم ايران، هنا يجدر ان انوه الى ان ايران كانت تعيش فراغاً عاماً وتاماً للثقافة الدينية لان الحكام النواصب الذين سبقوا الصفويين سواء ‌مغول او غزنو او غيرهم ابادوا الوجود العلمائي بالكامل فقد ذكرت المصادر المتعددة ان حاكم من هؤلاء النواصب وهو محمود بن سبكتكين قتل في يوم واحد واحداً وتسعين عالماً من علماء الامامية، ضمن هذا السياق ابادوا واحرقوا مراكز التراث بالكامل فالمرحوم المجلسي (اعلا الله مقامه) لاقى المرارة تلو المرارة في تحضير المصادر وتهيئة الاخبار المتعلقة بموضوع اهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، في لفتة اخرى عن موقع المرحوم المجلسي كان يتردد على مجلس الحاكم الصفوي لمعاينة الامور عن كثب وابداء النصح في الوقت المناسب واذكر هنا قصة ظريفة حدثت له، حضر يوم من الايام كعادته وكان في المجلس ايضاً كبير قساوسة النصارى والحاكم الصفوي لم يأت بعد فدار سجال بين الجلساء، وهذا عالم النصارى اخذ يتهكم قال للمرحوم المجلسي ماذا هي قضية عقد النكاح واجراءها باللفظ قبلت وزوجت ويقصد ان التوافق هو كافي، المرحوم المجلسي يناقشه ويقول ان الشريعة تنص على اجراء العقد والقبول والايجاب لفظاً عالم النصارى كان يعاند ويقول هذه كلمة واحدة تحلل وتحرم رأى المرحوم المجلسي ان هذا معاند فقال له اسكت يا حمار فأنزعج عالم النصارى بهذه الاثناء دخل الحاكم الصفوي فرأى الغضب بادي على هذا كبير القساوسة وهو متوتر سأله ما حصل؟ قال هذا عالمكم وصفني بالحمار فتبسم المرحوم المجلسي وقال انت لتوك تقول ما معنى كلمة وما قيمة كلمة تحلل وتحرم فلماذا تزعل من كلمة هي كلمة ذات اربع حروف؟ فسكت عالم النصارى هذا وما دمنا في الحديث عن المرحوم المجلسي في هاتين الدقيقتين المتبقية هناك كتب كثيرة كتبت لكن لم تنجح بتوفيق كما نجح هذا الكتاب وهو كتاب البحار فلابد وان تكون من وراءه نية طاهرة، المرحوم صاحب الجواهر (اعلا الله مقامه) يكتب يقول انا رأت رؤيا وكأني في مجلس علمائي حاشد والمرحوم المجلسي حاضر في الوسط وفي مكان مرتفع فسألت عن سبب جلوسه بشكل خاص وحفاوة خاصة فأجبت بأن هذا مقبول عند الائمة سلام الله عليهم، يذكرون ان ابوه كان يدعو له دائماً، توفي المرحوم المجلسي (اعلا الله مقامه) في اصفهان في 27 شهر رمضان المبارك عام 1111 هجرية واحدث غيابه صدمة كبرى للعالم الاسلامي ودفن هناك الى جانب قبر والده في مشهد خاص يزوره الناس تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة‌ الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة