الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين. 
ومن الصادقين السابقين واعاظم الشهداء واول شهيد في تاريخ الاسلام من البيت الهاشمي يعني من اسرة الرسول (صلى‌ الله عليه وآله) هو ابن عم النبي الشهيد عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب (رضوان الله تعالى عليه) لا اريد ان اقيس بين موقف هذا الشهيد وهو عبيدة بن الحارث وبين من هو اكثر منه قربى للرسول ولكنه وقف موقفاً عدائياً هذا يأتي في وقته لكن ما نحن فيه ان اول صدمة صدم بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بفقد عزيز وشخصية من اسرته وهو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب (رضوان الله تعالى عليه)، في بعض التفاسير او كثير من التفاسير ورد هذا المضمون وهو قول الحق سبحانه وتعالى «هذان خصمان اختصموا» نزلت في ستة نفر من المؤمنين والكفار يوم بدر والمفسرون اجمعوا على ان هؤلاء ستة هم حمزة‌ بن عبد المطلب، هذان يعني خطان، المقصود انه فريقان او مثلاً جبهتان هكذا، الستة هم حمزة بن عبد المطلب وعلي بن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) والوليد وعتبة وشيبه وعبيدة بن الحارث والمجلسي (رضوان الله عليه) ذكر عن ابن عباس في قوله عزَّ من قائل «ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض» بأنهم علي سلام الله عليه وحمزة وعبيدة بن الحارث واما المفسدون في الارض فهم عتبة بن ربيعة وشيبه والوليد هذا بالاضافة الى ما سبق وذكرته انه ستة فرد «هذان خصمان اختصموا» ثلاثة من هذا الفريق وهم الحمزة وعلي بن ابي طالب وعبيدة بن الحارث والثلاثة عتبة وشيبة والوليد، في يوم بدر طبعاً هي اول حرب قامت في تاريخ الاسلام واول مواجهة عسكرية او اول انعكاس لدولة الاسلام على صعيد القوة العسكرية، وكان هذا الموقف تجريبي وموقف بدائي وكان امراً صعباً لذلك القران يقول «كتب عليكم القتال وهو كره لكم» لكن كتجربة اولى لعب بعض المقاتلين دوراً رائداً وكأنهم تعاملوا مع هذه الحالة منذ امد بعيد، في الواجهة الاولى، هناك اشخاص عدد الاصابع بينهم الامام علي بن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) وبينهم ايضاً عبيدة بن الحارث ابن عم النبي واجه قطباً قاسياً من اقطاب المشركين وهو عتبة واجهة بضربة قاضية فارداه صريعاً رغم ان عبيدة بن حارث اصيبت ساقه وحمل جريحاً صوب الرسول (صلى الله عليه وآله) وانفصلت ساقه وهو شاهد النبي متأثراً كثيراً فأنشأ يقول ليخفف الم الرسول فصاح:

فأن قطعوا رجلي فأني مسلم

وارجو به عيشاً من الله عاليا

والبسني الرحمن من فضل منه

لباساً من الاسلام غطى المساويا

هنا يقولون ان النبي استعبر يعني نزلت دموع عينيه، فيقول عبيده: يا رسول الله الست شهيداً. 
اجابه النبي: بلى انت اول شهيد من اهل بيتي يعني من البيت الهاشمي، وجاء في رواية عن ابن عباس (رضوان الله عليه) حول قوله سبحانه وتعالى «من كان يرجو لقاء الله فأن اجل الله لآت» قال ابن عباس نزلت في بني هاشم ومنهم الحمزة وعبيدة بن الحارث، واردف قائلاً: ان هذه الاية والاية الاخرى «ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه» قد نزلت فيهم ايضاً. 
وهناك احاديث متعددة ذكرها المجلسي والكليني بأن لعبيدة والحمزة وعلي ادواراً اضحكوا فيها المسلمين وابكوا فيها الكفار هذه ايضاً حالة تعكس نموذجاً من الفن الرائع او الخلق القتالي حينما يقاتل البطل فيعطي شحنة معنوية لرفاقه ويعطي ضربة نفسية لخصومه، هذه من تدريبات الرسول (صلى الله عليه وآله)، اضحكوا فيها المسلمين طبعاً فرحاً لما نزل بالخصوم من هزائم وابتهاجاً بهذا الانتصار، ابكوا الكفار حزناً على اندحارهم، ترى كم من الفضيحة والخزي ان يقف قائد عدو للاسلام يشعر بهزيمته ويبكي وكم من هؤلاء ابكاهم الرسول وابكاهم امير المؤمنين في ساحات القتال، ولذلك حاولوا الانتقام بعد وفاة الرسول من الامام امير المؤمنين فعملوا على اقصاءه هذا ايضاً يأتي في وقته، عبيدة بن الحارث يجهر بصوته ويعلن اسمه يوم بدر ويصيح انا عبيده بن الحارث بن عبد المطلب وكان قريب بالسن من ابي طالب، كان هو اكبر اهل البيت الهاشمي سناً او اكبر المسلمين سناً يوم بدر، هناك حديث شريف يقول بأن الشهداء السبق وفي نص السابقين اربعة نفر هم في المقدمة عبيدة بن الحارث وحمزة عم النبي وعلي بن ابي طالب وجعفر بن ابي طالب، هذا يرتبط بتلك الحقبة وذلك التاريخ، هذا الحديث احتج به هشام بن الحكم وهو من تلاميذ الامام الباقر وتلاميذ الامام الصادق احتج في مجلس هارون الرشيد بحضور جمع غفير من العلماء والمتكلمين وكان في صدر الجمع جعفر البرمكي هشام ذكر هذا الحديث انه الشهداء‌ السبق اربعة عبيدة بن الحارث وجعفر بن ابي طالب وحمزة وعلي وما ان ذكر اسم علي حتى ضاق صدر هارون الرشيد، لأن هذا فتح باب الحديث عن التاريخ الجهادي لامير المؤمنين فضاق صدره ونظر غاضباً وقطع الجلسة وبعدها كان يهدد ان ظفرت بهشام بن الحكم لأقتلنه ولأحرقنه، هذه هي لغة هؤلاء المنهزمين الطغاة لانه داعية ‌لخط الامام علي بن ابي طالب وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم) اخيراً استشهد عبيدة بن الحارث، النبي ما دفنه مع الشهداء وانما افرد له قبراً ليكون مشهداً خاصاً في منطقة تسمى بالصفراء أسأل الله له الرحمة والمزيد من الرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******