البث المباشر

محمد صالح المازندراني الطبرسي

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 09:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 412

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اعاظم الصادقين المخلصين هو العالم العابد الزاهد المولا محمد صالح المازندراني الطبرسي وهو طبعاً صهر العلامة المجلسي صاحب موسوعة البحار، وتحدثت في حلقة من المرحوم المجلسي اعلا الله مقامه المولا محمد صالح المازندراني الطبرسي صهر العلامة المجلسي ولهذه المصاهرة قصة احملها ان شاء الله ضمن الحديث عنه، لما نذكر هذه الشخصيات لا من اجل ان نؤدي شيئاً تقليدياً وانما القرآن يقول وان في قصصهم لعبرة، يعني ان تكون لنا هذه القصص مدرسة ان شاء الله لنا ولابناءنا. هذا العالم الجليل عرف بهمته العالية، همة عالية في الكتابة والتأليف تأليف في اخبار آل الرسول صلوات الله وسلامه عليهم واشتهر قلمه في المعقول والمنقول، هو المرحوم هذا احد شارحي اصول الكافي وروضة الكافي سبحان الله شرح جميل ونافع وشرح بعيد عن الافراط والتفريط، عنده مؤلفات مهمة غيبتها الايدي المسعورة حقداً على أهل البيت، اكثر مخطوطاته دمرت واخفيت واتلفت، ترى مخطوط يباع بثلاثة عشر الف روبية في الهند ويشتريه احد ضمن ضعف المبلغ ويأخذه وبعد ساعتين يجيء مشتري ويدفع ضعف المبلغ وهذا يمتنع عن بيعه وبعد ذلك يكتشف ان هذا اشتراه ضعف المبلغ واحرقه، كتاب يشترى بهذا الثمن ويحرقه ما معناه؟ العاقل يدرك ان هؤلاء مرة يقتلون شخصاً يقطعون رأسه ومرة يقتلون تراثاً، يقتلون جهد اربعين سنة، جهد خمسين سنة، يكب هذا الرجل بقلمه لاينام ولا يأكل من اجل ان يترك علماً ينفع المجتمع يأتي هذا ويحرقه، غرضي ان هذا المرحوم العالم الجليل راحت مؤلفاته، حتى المرحوم السيد حامد حسين الهندي في بعض مراسلاته مع المرحوم الاستاذ البهبهاني يقول انه عثر في بلاد الهند على عدد من مخطوطات المرحوم المولا محمد صالح المازندراني ومنها شرحه لفروع الكافي وطبعاً المرحوم السيد حامد حسين بعد الاجل ما تركه ان يكتب للمرحوم البهبهاني كيف اختفت وبأي طريقة؟ راحت وغابت هذه الآثار وهذا التراث القيم وانا لله وانا اليه راجعون. 
المرحوم المولا محمد صالح المازندراني نعود الى الوراء خطوات شب على طلب العلم وهو من عائلة فقيرة الحال اقتصادياً قرر السفر الى اصفهان لطلب العلم ولم يكن لوالده من المال ما يسد مصروفه ويقولون لما وصل الى اصفهان سكن في مدرسة علمية متواضعة وكان يعيش بتقشف شديد وكان حتى يتحاشى ان يحضر مجلس او مكان لرداءة ملابسه حتى ذكر مترجموه انه لم يكن يملك ما يشتري به وقوداً او زيتاً لمصباح غرفته فكان من اجل المطالعة والكتابة يستعين بضوء مصباح يسرج في الحمامات واقفاً على قدميه وقضى فترة طويلة بهذه المعاناة مواضباً على الاستفادة من الوقت ليتطور في مراحل التحصيل حتى نتيجة الجهد والمعاناة اصبح قدوة ومثال في الجهد والاشتغال في العلم، كان يردد مقولاته على الطلاب كان يقول لهم انا حجة من قبل رب الارباب فلا احد افقر مني، من خلال موقعه هذا ومكانته كانت مصاهرته للمرحوم المجلسي لانه اصبح محترماً معظماً وكان له رونقه الخاص وصار معظماً عند المرحوم المجلسي حتى سأله يوماً المجلسي اعلا الله مقامه قائلاً ما رأيك بالزواج قال مولاي انا بحاجة لذلك لكن انى لي بالزواج، كيف اتزوج وانا فقير ومعدم، هنا انظر الى الايمان والتقوى، يدخل المرحوم المجلسي اعلا الله مقامه على ابنته آمنة بيكم كانت عالمة فاضلة صارحها ابوها بنية لو خطبك من هو فقير الحال جداً ولكنه غزير العلم والتقوى والعبادة، فأجابت على استحياء بعد تأمل قائلة يا ابه ليس الفقر عيباً وهو امر عابر، استأنس المرحوم المجلسي اعلا الله مقامه وامر زوجته باعدادها وزوجها من هذا العالم المولا محمد صالح المازندراني، انظر ما بعد هذا، في ليلة الزواج لما شاهدها المولا محمد صالح، رأى زوجته لاول مرة وكما هو المألوف في ذلك الزمان انبهر بجمالها وهيبتها تركها وذهب الى زاوية في حجرته انشغل بالصلاة والدعاء الى الصباح هكذا الليلة الثانية والثالثة لم يقترب منها فتعجبت اخبرت امها واباها بالامر. 
طلبه المرحوم المجلسي فقال له: الا تعجبك البنت، اذا لم تكن على رغبتك فسأهيء لك احدى اخواتها، هذا كفر في تقاليدنا ولكن هو جزء من الدين، لا غير في الحلال، ما جعل عليكم في الدين من حرج.
فأجاب متعجباً قال: لا هذا ليس هو السبب انما انا لا استوعب هذه النعمة الالهية فأنا مشغول بشكر هذه النعمة، هنا ايها الاخوة والاخوات اذكر هذه الملاحظة وهي مفيدة جداً ان شاء الله.
آمنة بيكم كانت معروفة بفراستها تفهمت ان زوجها متحير في مسألة علمية عويصة لا يستطيع حلها، في هذه الليالي الثلاث التي كان منشغلاً بالعبادة هي انشغلت في حل هذه المسألة وكتبت حلاً علمياً دقيقاً وتركت ذلك عند المصلى فلما انتبه الى تلك الكراسة وقرأها ازدادت زوجته عظمة في عينه وعرف مقدار علمها وعاش معها خير حياة ورزق منها خير البنين والبنات واصبحاً مصداقاً تاماً لقوله تعالى عز من قائل: الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ويذكر صاحب رياض العلماء ان العالمة الفاضلة آمنة بيكم بنت المرحوم المجلسي كان يستفسر منها زوجها المولا محمد صالح المازندراني في شرح قواعد العلامة واخيراً استفاد وعاشا جواً علمياً وبالتالي توفي هذا العالم الجليل عام 1081 هجرية ودفن في مقبرة العلمين الكبيرين المجلسي الاول والمجلسي الثاني يعني الاب والابن باصفهان، لما يذهب الزائر الان الى مدينة اصفهان هناك مزار معروف بمزار المجلسي صاحب البحار لما يدخل يرى المزار فيه قبور متعددة، اهمها ابو المجلسي اعلا الله مقامه واهمها بعده صهره وهو المرحوم المولا محمد صالح المازندراني تغمده الله برحمته الواسعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة