البث المباشر

مارية القبطية بنت منقذ العبدي البصري

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 09:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 411

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقات الورعات الموفقات في نصرة اهل البيت هي المجاهدة مارية القبطية بنت منقذ العبدي البصري، طبعاً هي تشترك بالاسم مبدئياً مع زوجة الرسول صلى الله عليه وآله ايضاً مارية القبطية، لعل هذه من سعادتها هي من ذوات البيوت والشرف في البصرة، ارملة شهيد وام لشهداء زوجها واولادها استشهدوا بين يدي الامام امير المؤمنين في فتنة الجمل لما شهرت السيوف لشن الحرب على سيد الاوصياء امير المؤمنين سلام الله عليه والنبي يقول يا علي حربك حربي وسلمك سلمي، شن الحرب على سيد الوصيين هو عملياً شن الحرب على رسول الله اذن هذه المرأة في الواقع هي رسالة زوجها شهيد وام لشهداء وتحتفظ بكامل اختياراتها وشعورها وجرأتها وعندنا من النساء الان وعلى قيد الحياة ممن قتل سفاح العراق صدام ازواجهن واولادهن واخوانهن، نعرف مرأة هناك لها تسعة من الشهداء خمسة اولادها وزوجها وثلاثة اخوتها قتلهم سفاح العراق الذي هو وريث يزيد بن معاوية وريث مروان والحجاج، اذن هذه الحالة موجودة ان مرأة تفقد هذا العدد من الرجال وهي على رباطة جأشها، مارية القبطية واصولها قلت من النصارى الاقباط لكن ابوها وجدها دخل في الاسلام وزوجها واولادها وهي موالية لامير المؤمنين، هذه المرأة سنة 61 من الهجرة او قبل ذلك هي علمت بأن الحسين صلوات الله وسلامه عليه يستجيش ضمير العالم الاسلامي ويلتمس من ينصره من خلال رسائل الحسين لاهل البصرة وكاتبهم الحسين مراراً ودعاهم ولم يجيبوه الا عدد الاصابع وكل واحد يعتذر بعذر، هذه المرأة مارية القبطية كانت تجلس بباب دارها ومنزلها يقع في منطقة حساسة وستراتيجية فكانت تبكي ويعلو صراخها فيسألها الناس مادهاك لان في عرف العرب واخلاق العرب، المرأة اذا صرخت وولوت يهتمون بها ارحامها وعشيرتها او سائر الناس، سألوها من اغضبك او من آذاك فكانت ترد بلوعة وتصيح ما اغضبني احد يا ناس انا لا ابكي لامر شخصي انما ابكي للحسين بكائي للحسين وقد سمعت انه يستصرخكم ويستنصركم فلا تجيبوه اوليس هو ابن بنت نبيكم، اليس هو ابن الزهراء، اليس ابوه علي امير المؤمنين، اليس هو حبيب رسول الله، اين غيرتكم؟ واذا هؤلاء احدهم يعتذر والآخر يعتذر ان ليس له سلاحاً وآخر يقول ابي لا يوافق من هذا الكلام وهذه الاعذار والآخر يعتذر يقول ما عندي راحلة فوراً كانت تقول له انا اشتري لك راحلة، احدهم يقول ماعندي من المال لاعطيه لاهلي حتى اعود تقول انا اعطيك المال، يقول المؤرخون جمعت الناس وافرغت كيساً مليئاً بالدنانير وصاحت خذوا ما تريدون من المال واذهبوا الى نصرة مولاي الحسين، وهذا الجهاد نوع من انواع الجهاد، جهاد بالاموال عندنا وجهاد بالقلم وجهاد باللسان، وما فاتني نصركم باللسان اذا فاتني نصركم باليد، هذه المرأة ما كان عندها وراث ولم تفكر تقول ابقيه لاحد، حسبته وتدعو الناس الى نصرة الحسين، يروي المؤرخون ان هناك شخصية في البصرة معروفة هو عبد الله القفعمي، عنده احد عشر ولداً، قرر ان يتجه الى كربلاء، ثار عليه اولاده لانه رجل مسن قال لهم ويحكم هذه امرأة واخذتها الحمية اما ترون هذه مرأة ارملة لكن اخذتها الغيرة على ابن فاطمة وانتم جلوس ماعندكم غداً عند جده رسول الله وهذا التقصير مع الحسين حبيبه فاولاده صاروا قسمين اربعة من اولاده تضامنوا مع والدهم واتوا الى كربلاء واستشهدوا مع ابيهم بين يدي الحسين صلوات الله وسلامه عليه، طبعاً اتوا طوع ارادتهم رجاء ثواب الله ورجاء رضا رسول الله وكانوا يقاتلون عن طيب قلب وخاطر وفرح، الاديب يقول: 

ادركوا بالحسين اكبر عيد

فغدوا من الطيوف اضاحيا

الحاج يوم العيد يأتي بقربان يضحي بمنى يوم عاشر يوم عيد الاضحى هؤلاء كان عيدهم يوم العاشر من محرم وكانوا يشعرون بانهم يفرحون كما يفرح الذي في مكة يضحي.

ادركو بالحسين اكبر عيد

فغدوا من الطفوف اضاحيا

وهو يحمي دين النبي بعضب

وسناه لظلمة الشرك ماحيا

هذا الرجل يتحرك هو واولاده واكثر من هذا التأريخ يقول هذه ماريا القبطية بنت منقذ العبدي بسببها تحرك عدد آخر منهم سعيد بن عبد الله الحنفي هذا سعيد كان جديد العهد بالزواج ترك زوجته واتى والتحق لنصرة الحسين، هو الذي وقف بين يدي الحسين يوم العاشر كما صلى الحسين عليه السلام وكان يتلقى السهام بصدره ويقول للحسين لماسقط، هل وفيت يا ابا عبد الله وامثال هؤلاء، كل هؤلاء تسببت هذه المرأة مارية القبطية في دفعهم وفي تحضيرهم وتحريضهم والحديث (لان يهدي الله بك رجلاً)اذن أي مصداقية للصداقة مع الحسين والتعامل مع الحسين بصدق كهذا. التاريخ يقول ان مارية صرفت اموالها في هذا المجال وكانت تسأل ما صار بالحسين؟ ما الذي حصل للحسين؟ متعطشة، واذا تأتي الاخبار، وصلت اليها الانباء بمصرع الحسين فأقامت الدنيا عزاءاً وعقدت المآتم حتى لحقت بربها وهي في هذا التوجه وبهذا السبيل، أسأل الله لها المزيد من الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة