البث المباشر

هشام بن الحكم الكوفي المعروف بمولا كندة

الإثنين 18 فبراير 2019 - 10:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 394

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين. 
ومن اعاظم الصادقين ووجهائهم ممثل اهل البيت العالم الكبير والفيلسوف الاسلامي المعظم هشام بن الحكم الكوفي والذي يعرف بمولا كنده، هو من مواليد الكوفة، نشأ فيها وتعلم وانتقل الى بغداد يعمل في حقل التجارة ‌ولكنه كان يستغل كل فرصة للتزود بالعلم وهذه ملاحظة مهمة.

بكر على صيدك فالوقت فرص

ولا تكن في اخريات من قنص

فكان يستغل الفرص للتزود بالعلم حتى نشأ هشام بن الحكم فقيهاً عالماً بعلم الكلام واصبح من اذكياء العلماء وازكيائهم بأفكاره الصحيحة ونظرياته الصائبة وكان يهذب المفاهيم الكلامية ويروج مذهب اهل البيت واشتهر بقوته في المناقشات وخبرته خذاقته وسعة اطلاعه حتى اصبح هذا العالم المعظم موضع تقدير وثناء الامام الصادق والامام الكاظم صلوات الله وسلامه عليهما وترحم عليه الامام الرضا والامام الجواد كثيراً، الذي ائمة ‌اربعة من المعصومين قسم يترحم عليه وقسم يقدره ويثني عليه هذا جدير ويستحق بأن ندرس ترجمته دائماً ولا يغيب عن خواطرنا، هشام بن الحكم الكوفي له مؤلفات عديدة اشهرها كتاب الشيخ والغلام وكتاب ايضاً له اسمه ثمانية ابواب وكتابه الرد على ارسطاليس، ارسطاليس هذا فيلسوف متحلل علماني اخذ ينشر افكار فرد عليه بالفلسفة الاسلامية الناصعة وكان لرد هشام اثر كبير في تصحيح الافكار ولهذا لما اصفه بالفيلسوف المعظم منطلقاً من هذا. 
يقول الشيخ المفيد اعلا الله مقامه: بأن هشام بن الحكم كان من اكبر اصحاب الامام الصادق وكان فقيهاً وصحب الامام الصادق لفترة وكذلك الامام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه.
بلغ هذا العالم من علو مرتبته ومكانته ان الامام الصادق سلام الله عليه دخل عليه بمنى وهو غلام ذلك اليوم ولم يدب الشعر في وجهه وكان عنده جماعه من الوجهاء الامامية والشخصيات الامامية مثل حمران بن اعين، قيس الماصر، يونس بن يعقوب وابو جعفر الاحول هؤلاء شخصيات لها وزنها، لما دخل الامام الصادق امام هؤلاء اثنى على هشام بن الحكم ثناء عاطراً رغم انه اصغر الحاضرين سناً، الامام الصادق استشعر هنا بأن ثناءه كبر على هؤلاء نظراً لحداثة سنه وانهم اكبر منه فأكد الامام قائلاً ان هذا ناصرنا بقلبه ولسانه وبيده، بهذا يؤكد الامام الصادق على هذا المضمون وهو ان الانسان ليس بعمره ولا بماله ولا بقبيلته ولا بأصالته ولا بشكله وجماله وانما الانسان يثمن بعطاءه وجهده وما يقدمه لمبدأه لا بعمره وحجمه.
يذكر المؤرخون ايضاً ان الامام الصادق سلام الله عليه سأله هشام ذات يوم عن اسماء الله تعالى واشتقاقها فأجاب بأسهاب الامام الصادق كان يسأله من باب الامتحان يريد الامام ان يستكشف عمق فهمه، فلما سأله عن اسماء الله واشتقاقها اجاب بشكل دقيق وبأسهاب وكسب اعجاب الامام الصادق فقال الامام يا هشام نفعك الله بعلمك وثبتك عليه، هذه كلمات لها حسابها ولها مداليلها ولها مضمونها وذكرت المصادر ان هشام بن الحكم ناظر رجلاً من اهل الشام في ديوان الامام الصادق، الامام كان يصغي للمناظرة بدقة فأثنى عليه وشكره معناه مامسك عنده اي نقطة ضعف.
وله مناظرات علمية عديدة خصوصاً مع قطب المعتزلة عمرو بن عبيد وبريهة وهو من كبار علماء النصارى كذلك مع شخصيات اخرى والذي في الواقع هذه المناظرات وهذا الجدو الاجتهاد في نشر فكر اهل البيت وكشخصية مرموقة وموضع ثقة اربعة من الائمة او امامين بالذات تلميذ لهما هذا دفع بوضعه للخطورة اصبح شخصية مستهدفة واكثر من هذا كان يناظر العلماء في مجلس يحيى البرمكي ايام عظمة يحيى البرمكي وايام عنفوانه فأستيقظ هارون الرشيد العباسي وبدأ يقيم هشام بن الحكم ويفكر في تصفيته فصار يطارده اولاً بأول واضطر بسبب هذه المطاردة هرب الى الكوفة متخفيا وبعضهم كان يلومه فكان يقول اللهم اني ما عملت واعمل من خير مفترض وغير مفترض فجميعه عن رسول الله واهل بيته الصادقين صلواتك عليه وعليهم اجمعين فتقبل ذلك مني واعطني من جزيل جزاءك حسب ما انت اهله فهو في تحت طائلة الخوف والتشريد وكان مصراً على ذلك.
آخر المطاف في عام 179 هجرية اصيب بمرض عضال واعتل علة شديدة وكان يختفي في بيت شخصية اسمه بشير النبال فقال له بشير اتيك بطبيب قال لا لاني ميت، بعض الروايات تقول ان بشير احضر له طبيب، الطبيب اظهر اليأس من مرضه وعلل ذلك بالفزع الذي اصابه من المطاردة والتشريد والتغرب، الرشيد وامثال الرشيد العباسي كيف يلقون الله بهذا البطش وهذا الارعاب فيقول بشير النبال فلما اشتدت علته اوصاني اذا مت فأدفني بالكناسة ليلاً واكتب على قبري هذا قبر هشام بن الحكم الذي يطلبه هارون الرشيد وفعل بشير ذلك والسر ان لا يطارد اقاربه مثلاً وارحامه ولما علم الرشيد بوفاته اظهر الفرح والسرور وقال الحمدلله الذي كفانا امره وكان هذا من دأب العباسيين شأنهم شأن الامويين اما الامام الرضا سلام الله عليه لما علم بخبر وفاته تأثر عليه وترحم عليه، اما الامام الجواد سأله ابو هاشم الجعفري ذات يوم ما تقول في هشام بن الحكم قال الامام الجواد رحمه الله ما اذ به عنا، هذا كله ايها الاخوة وايتها الاخوات كله يدل على ان كلمة واحدة في خدمة اهل البيت ونصرة اهل البيت لن تضيع عند الله اطلاقاً تغمد الله هشام بن الحكم بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة