البث المباشر

ابو نصر بشر بن عبد الرحمن المروزي المشهور ببشر الحافي

الإثنين 18 فبراير 2019 - 09:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 388

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين الخلص والاولياء‌ المهتدين بهدى‌ اهل البيت المرحوم التقي المكنى ابو نصر بشر بن عبد الرحمن المروزي المشهور ببشر الحافي هو من منطقة مروز وانتقل الى بغداد فسكنها وكان ذا مال كثير وكان في البداية غير مبال بتصرفاته وربما يعقد في بيته مجالس معصية لكن سبحان الله ظفر به التوفيق فأنتقل في نقلة مفاجئة ليتحول الى شخص تتقرب الناس اليه لتقواه وزهده وورعه وعزوفه عن الدنيا وسبحان الله مقلب القلوب قصة تحوله ترويها المصادر لكن المؤرخون ذكروا ان السبب الاصيل في تحوله هذا الخطير الكبير هو انه ذات يوم كان ماراً في طريقه فعثر بقصاصة ورق صغيرة مطروحة على الارض فحملها فوجد فيها مكتوباً: بسم الله الرحمن الرحيم فأخذ الورقة قبلها وعطرها بطيب خاص احتراماً للبسملة وذكر الله واسمه واخذها ووضعها في ثقب في الجدر ان حتى لا تنتهك حرمة ذكر الله فواصل مسيره فسمع هاتفاً يا ابا نصر طيبت اسمي فلاطيبن اسمك في الدنيا والآخرة وفي عقبك وذكرك فيقال ان هذه البادرة منه فتحت له باب التوفيق والهداية ولذلك امر العبد بأن يبدأ هو والله سبحانه وتعالى يدفعه بالتوفيق لان الانسان عليه ان يبادر اولاً يعني نقطة البداية تبدأ منه هو اولاً واذا حلت الهداية قلباً نشطت للعبادة اعضاء يقال في المصادر ان تحوله هكذا كان، لكن المصادر تذكر روايات ان الامام موسى بن جعفر(ع) عندما جلب الى بغداد وكان في السجون معظم تلك الفترات فكان يخلا سبيله ويكون ضمن اقامة جبريه في البلد وذات ليلة كان الامام باب الحوائج يسير في وقت متأخر من الليل فمر على قصر بشر بن عبد الرحمن المروزي فسمع الامام موسى بن جعفر اصوات الغناء وتألم الامام(ع) واذا تطلع جارية من القصر والقت بعض القمامة وفضلات تكشف عما يدور في القصر من معصية وشرب خمور وغيره فتأمل الامام للجارية ورأى الوضعية والامام بلباسه العادي وهيأته فسألها من صاحب هذا القصر قال ان هذا قصر بشر بن عبد الرحمن المروزي وانا جارية من جواريه فقال لها الامام صاحبك هذا حر ام عبد. الجارية لم تأخذ الكلام بمعناه الطبيعي واخذته في الظاهر فأجابت بأستغراب لا لا انه حر كيف يكون عبد وانا له جارية انه حر فقال لها الامام صدقت والله لو كان عبداً لاستحى من مولاه، الجارية تفاعلت مع هذا الكلام ورجعت الى القصر وكان بشر قد استبطأها ولما عادت سألها عن سبب بطأها وتأخرها فأجابته بما حصل وقال القضية بهذه الكيفية، عابر رآني القي هذه القمامة سألني،‌ فقلت له فقال صدقتي لو كان هذا عبداً لأستحى فما ان سمع بشر هذا الكلام عرف ان هذا ليس كلام رجل عادي فسألها من اين ذهب فجاء يركض حافياً فقيل سمي بالحافي ويبحث عن الامام فوصل عند الامام وسلم عليه واذا هذا الامام موسى بن جعفر اجهش بالبكاء معتذراً وهو يقبل الامام ويعلن عن توبته وندمه ورجوعه عن هذا الخط وتمرد على كل جلساءه وتنكر لسلوكه الماضي وتحول الى ‌مريد وصديق للامام لا ينفك عنه ابداً، الامام(ع) قصد في جوابه للجارية بأن رمز الحرية هي طاعة الله وتقوى الله فمن لم تحكمه موازين الله ويتجاهل حرام الله وحلاله وهو ليس بعبد وانما هو عبد لهواه وغرائزه والامام لما قال هذا ليس عبداً يعني فوضوي لان الامان قصد بذلك صدقتي لوكان عبداً لاستحى من مولاه وبعد ذلك اخذ يرتقي مراقي الكمال وصار له موقعاً عند الناس في زهده وتقواه وكان يسعى دائماً للمسجد ماشياً على قدميه حافياً وقالوا عنه بأنه بلغ من امره وموقعه عند الناس كان يقف على بائع البطيخ يشتري منه فأذا وضع يده على بطيخة ولم يشتريها تنافس الناس على شراءها تبركاً وتيمناً به وارتقى امره الى درجة ان المأمون العباسي اراد زيارته فلم يستطع فتشفع بالامام احمد بن حنبل وكان يعرف بعد ذلك ببشر الحافي فكان يعرف بعد ذلك ببشر الحافي بقطب العارفين هجر الدنيا وانفق كل ممتلكاته وكان يقتنع بلباس واحد وكان يردد هذه الابيات: 

له افادتني القناعة ‌اي عز

ولا اعز اعز من القناعة

فخذ منها لنفسك رأس مال

وصير بعدها التقوى بضاعة

تحز حالين تغني عن بخيل

وتسعد في الجنان بصبر ساعة

ومن شعره ايضاً في هجره للدنيا وزينتها وانعزاله عن الناس يقول:

ذهب الرجال المرتجى بفعالهم

والمنكرون لكل امر منكر

وبقيت في خلف يزيين بعضهم بعضاً

ويدفع معور عن معور

قيل له بأي شيء تأكل الخيز فقال اذكر العافية فأجعلها اداماً وهو امر بدفن كتبه لكرهه بأنتشار اسمه وتجنبه الشهرة او التصدي لها، آخر حياته مرض فأحضروا له طبيب فنظر اليه وكان من النصارى فسأل هذا من الرهبان قالوا له انه مسلم مؤمن تحول النصاري ايضاً الى مسلم وبالنهاية اختصاراً رأى في المنام قبيل وفاته يا بشر بشرى لك في الدنيا وفي الآخرة وكان بشر الحافي من المتأثرين بقضية الحسين(ع) ويقيم المآتم وسبحان الله كانت وفاته ليلة عاشوراء من عام 227 هـ وله من العمر 75 سنة ودفن في بغداد في مسجد يعرف بأسمه وكذلك سبطه احد كبار علماء‌ الامامية تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة