البث المباشر

سهل بن حنيف الانصاري الأوسي

الإثنين 18 فبراير 2019 - 09:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 385

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومـن الصادقين ومـن مفاخر الصادقين هـو الصحـابي الجليل سهل بـن حنيف الانصاري الاوسي، هذا الرجل هو من اصحاب النبي(ص) وهو احد الاثني عشر الذين ثبتوا على بيعة يوم الغدير بعد وفاة الرسول(ص) بمعنى انه لم يتغير وبقي على منهاج النبي بلا اي تبديل كما انه رفض رفضاً قاطعاً المستجدات التي حدثت بعد وفاة رسول الله(ص)، نعمة الثبات ونعمة الاستقامة نعمة كبيرة ان الامواج والفتن تعصف بالانسان وكم وكم الحقت خسائر فادحة وحطمت ملفات دامت بحالة ايجابية ثمانين او تسعين عاماً حطمتها غفلة بسيطة نسأل الله الثبات، سهل بن حنيف هو من مقاتلي بدر يعني بدري واحدي وكان يذب عن رسول الله(ص) وتؤكد السير ان سهل بن حنيف ما سبقه احد من قريش ولا من الناس بمنقبة وهو له مع النبي صداقة وزمالة وقصص رائعة فمثلاً النبي كان دائماً يدعو له بالبركة والتوفيق ومرة قال له النبي يا سهل انت رسولي الى اهل مكة، يبدو ان سهل كان ذاهباً الى مكة مثلاً فأقرهم عني السلام وقل لهم ان رسول الله يأمركم بثلاث امور ان لا تحلفوا بآبائكم لانه كانت ظاهرة التقديس للاموات والتفاخر بالاموات فالنبي نهاهم ان لا تحلفوا بآبائكم وان لا تستقبلوا القبلة او تستدبروها حين قضاء الحاجة النبي هنا يريد ان يتحضروا ويتحولوا الى المدنية‌ والتقدم والنبي اثر عليهم الى مدى لكن لو كان مشروع النبي عن طريق امير المؤمنين والامام قد استمر لتحولت الارض الى قطعة من الحضارة والمدنية ولكن الامامة لما عطل دورها تعطل كل شيء، سهل بن حنيف احد الذين استجابوا بالفطرة قبل الاسلام ونداء الاسلام وهذه مسألة مهمة مثلاً كسر اصنام قومه حولها الى حطب وكان يحمل انقاضها الى امرأة من الانصار ويقول لها احتطبي هذه الاحطاب بمعنى انه كافر بهذه الفكرة نهائياً، سهل بن حنيف الانصاري هو اخ الصحابي عثمان بن حنيف الانصاري والي الامام امير المؤمنين في البصرة وهو الذي وجه اليه الامام علي(ع) رسالته الشهيرة الموجودة في نهج البلاغة اما بعد يابن حنيف قد بلغني ... والخ، سهل بالاضافة الى تاريخه المشرق مع الرسول(ص) استمر مع الامام امير المؤمنين ويوم الجمل لما غدر اصحاب الجمل بأخيه عثمان بن حنيف وقبضوا عليه وارادوا قتله لكن سهل بن حنيف وجه اليهم تهديداً بأنهم ان قتلوا اخاه عثماناً فأنه سينتقم منهم ويقتل قومهم بالمدينة فخلوا سراح اخيه عثمان بن حنيف وبعدما نتفوا شعره وحاجبيه حتى ان الامام امير المؤمنين(ع) لما نظر اليه بتلك الحالة قال بعثتك شيخاً وعدت الي امرداً بعد واقعة الجمل استخلفه الامام امير المؤمنين على البصرة ثم انضم الى الامام يوم صفين وذلك حينما دعا الامام المهاجرين والانصار لنصرته في مواجهة معاوية فرشح الانصار سهل بن حنيف ليتحدث عنهم فقام سهل وحمد الله واثنى عليه وقال بصوت عال يا امير المؤمنين نحن سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربت ورأينا رأيك وقد رأينا ان تقوم هذا الامر في اهل الكوفة فتأمرهم بالشخوص وتخبرهم بما صنع الله لهم في ذلك من الفضل يا ابا الحسن متى دعوتنا اجبناك لما اندلعت المعارك في صفين وجيش معاوية اغار على اصحاب الامام، الامام امر سهلاً ان يتصدى لمواجهة هذا الجيش وذلك لاعتماد الامام به فقابلهم وهزمهم شر هزيمة فثبت مع الامام قال المؤرخون انه اصيب بجروح وكانت باهضة ورجع فلما رجع الامام(ع) عولج وكان بصحبة الامام حينما عاد الى الكوفة طبعاً هنا الامام امير المؤمنين لم يعتبر الامر منتهياً ولكن كانت هذه حلقة من الحلقات والامام كان يستعيد تنظيم جيشه للتحرك من جديد لقمع هذا السرطان الفتاك وهو الكيان الاموي والاقدار حالت ولعب الامويون دورهم مع الخوارج رغم انهم طرف يهاجم طرف ويكفر طرف لكن اتفقا الطرفان كما اتفق الشرق والغرب ضد الامام(رض) لما تكون المصلحة مشتركة، الخوارج ومعاوية‌ كل طرف يريد تحطيم الآخر لكن بوجه امير المؤمنين لتحطيم الامامة عملا يداً بيد فسهل كان مع الامام امير المؤمنين ينضم الجيش وكان احد المتحمسين لذلك حتى ان صاحب مرآة الجنان في الجزء الاول من الطبعة القديمة يقول كان سهل بن حنيف الانصاري بدرياً وكان ذا علم وعقل وكياسة وفضل وكان جميلاً وسيماً حتى‌ان النبي(ص) كان يحذره من شر العيون وكان يأمره بالصدقة توفي رحمة الله عليه في الكوفة ايام خلافة الامام او اواخرها وصلى عليه امير المؤمنين عدة مرات قالوا ان التكبيرات خمسة وعشرين تكبيرة والسبب هو ان الامام شيعة تشييعاً مهيباً فكان كلما صلى عليه ومشوا مسافة جاءت جماعة وطلبوا الصلاة فأعادوا الصلاة وهكذا استمرت خمس مرات كما ان نفس العملية اجراها النبي على عمه سيد الشهداء حمزة(رض)ولما سألوا الامام امير المؤمنين كيف صليت خمس مرات قال اما بلغكم ان النبي صلى على عمه سيد الشهداء حمزة عدة مرات، وقال الامام الصادق(ع) ان سهل بدري احدي من النقباء وعن ابي بصير عن الصادق(ع) قال كبر رسول الله على عمه الحمزة سبعين تكبيره وكبر جدي على جثمان سهل بن حنيف خمسة وعشرين تكبيرة، اشرف على مواراته الثرى وخزن عليه، أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة