البث المباشر

الشهيد جويبر صحابي رسول الله(ص)

الأحد 17 فبراير 2019 - 09:20 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 347

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. 
ومن الصادقين والمحبين لله ولرسوله الشهيد الصحابي جويبر صاحب رسول الله ولا نعرف له اسماً غير هذا وجويبر هو مصغر لجابر جويبر هو من اليمامة اساساً وقد اسلم على يد رسول الله وحسن اسلامه ومنّ الله عليه بحسن النهاية، ‌كان جويبر قصيراً دميماً محتاجاً ولما اسلم، اسلم عن حب وعن فهم فأستوعبه رسول الله واحتواه وكان يتحنن النبي(ص) عليه نظراً لغربته وفقره وكان النبي يجري عليه طعامه وهنا يذكر المؤرخون قصة زواجه وتعتبر من المؤشرات المهمة على طريقة سحق النبي للفوارق الاجتماعية الظالمة والتقاليد العصبية الحاكمة آنذاك والقصة كما يلي: ان النبي(ص) قال ذات يوم يا جويبر لو تزوجت امرأة فعففت بها نفسك واعانتك على دنياك وآخرتك فتبسم جابر مرحباً وبنفس الوقت متعجباً وهو يقول ومن يزوجني يا رسول الله ومن يرغب فيَّ فلا لي حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال اي امرأة تقبلني وترغب فيَّ فقال له النبي(ص) يا جويبر ان الله وضع بالاسلام من كان في الجاهلية شريفاً وشرف بالاسلام من كان في الجاهلية وضيعاً الى ان قال يا جابر اني لا اعلم احداً من المسلمين عليك اليوم فضلاً الا من كان اتقى منك واطوع ثم قال له النبي(ص) يا جويبر اتنفذ ما اقوله لك؟ قال بلى يا رسول الله قال انطلق الى قصر زياد بن لبيد شيخ بني بياضة واجلس امامه في مجلسه وقل له امام الحضار ان رسول الله يسلم عليك ويقول لك زوج ابنتك الدلفاء من جويبر وفعلاً انطلق جويبر وحضر الديوان وقال له بالنص فسأله من جويبر قال له انا الذي بين يديك فنظر اليه زياد مشمئزاً وكأن السقف ضرب رأسه وهو يقول النبي قال لك هذا؟ قال نعم قال له يا بني نحن لا نزوج بناتنا الا من الاكفاء وشك زياد في الموضوع فخرج جويبر والدلفاء ابنته وراء الستار تسمعه فنادت اباها وكانت البنت من المؤمنات التقيات الناضجات الفاهمات والاب يعيش عقلية جاهلية ويتصرف تصرف الجبارين، انا هنا اذكر حديث للامام الصادق(ع) يقول ان في جهنم جبلاً يقال له الصعود وان في الصعود لوادي يقال له سقر وان في سقر لَجُباً يقال له هب هب وكلما كشف غطاءه ضج اهل النار من حره فذلك منازل الجبارين، هذا الحديث محتواه كنايي يعكس ويترجم مصير الطغاة المتكبرين المتغطرسين الجبارين امثال فرعون، هامان، هتلر، استالين، الشاه البهلوي، صدام التكريتي، شارون و...امثالهم، النبي يريد ان يبين عاقبة امر هؤلاء ونهايتهم، البنت هذه قالت يا ابه ما كان جويبر ليكذب على رسول الله او يتقول عليه كأن الدلفاء علمت ان هذا الرجل هو رسول النبي، يا ابه اترد رسول رسول الله والله ما كان جويبر ليكذب على رسول الله ولك ان تبقيه وتذهب انت بنفسك الى الرسول فأستحسن كلامها زياد وبعث خلف جويبر وابقاه في المجلس وقصد بنفسه رسول الله ولما حضر بين يدي النبي سأله فقال يا رسول الله اننا لا نزوج بناتنا الا من اكفاءنا من الانصار فقال له النبي يا زياد ان جويبر مؤمن وابنتك الدلفاء مؤمنة والمومن كفوء المؤمن فزوجه يا زياد ولا ترغب عنه ويعود زياد الى منزله ويخبر ابنته بما جرى له مع رسول الله فقالت يا ابه ان عصيت رسول الله فقد كفرت وفعلاً زوجه زياد جويبراً على سنة‌ الله وسنة رسوله وتكفل صداق ابنته وجهزها وهيأها وسألوه اين منزلك فقال مالي منزل فهيأوا له منزلاً واثاثاً ومتاعاً وكسوه ثوبين وادخلت الدلفاء في بيتها وادخل عليها جويبر معتماً فلما رآها ورأى جمالها ورأى المتاع والطيب والاثاث انبهر فلزم زاوية البيت وبقي يصلي ويقرأ القرآن حتى الصباح وهكذا في الليلة الثانية والثالثة شكراً لله تعالى وفي الليلة الرابعة دنا منها وكلمها ورزق منها خير بنين وعاش معها خير حياة وهنا يكمن السر في نجاح الزوجية بأن عش الزوجية يجب ان يقوم على صورة‌ التكافؤ وفهم كل طرف للطرف الآخر وان اللغز الاساسي الذي يجمع بينهما هو الايمان ولاقيمة للمظاهر الاخرى والاعتبارات فلا الجمال يضمن النجاح والسعادة ولا المال ولا الاثاث ولا السبب ولا النسب ولا المنصب وانما ان يكون الزواج قائماً‌ على ان يستوعب كل طرف الطرف الآخر وان جوهر الايمان هو عنصر الكفاءة المطلوبة والسنخية، عاش معها وصار موضوع جويبر مدرسة في ضمن تراث اهل البيت وتراث رسول الله في تعاملهم مع القيم والقضايا وشكلت حادثة جويبر جزءاً من الثوابت الاساسية التي اعتمدها رسول الله في صقل المجتمع الاسلامي وبناء الدولة الاسلامية وصياغة الانسان المؤمن هذا هو جزء من سلوك النبي في اجتثاث تلك العادات على غرار هذا تزويجه زيد بن حارثة من المرأة ذات المكانة العالية والشرف العالي بمعنى ان الشرف كل الشرف ولكن لا شرف بعد شرف الاسلام والايمان وهذا جويبر كان ملازماً للرسول(ص) لا يفارقه ابداً في السراء والضراء والحضر والسفر الى ان خرج مع رسول الله في غزوة له وكان جويبر يقيه فيها الضربات يعني يقف سد منيع للرسول يمنع عنه الضربات فأصابته ضربة من العدو فأستشهد في الحال مما ترك صدمة والماً عند رسول الله على فقدانه فوقف النبي عليه دامع العينين وجهزه ورثاه بعبارات ابكت من كان حاضراً، أسأل الله لجويبر خير الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة