الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وممن اشتهر بصدقه ولاشك انه من الصادقين الراجين شفاعة آل البيت وولاء اهل البيت يوم المحشر هو المولى الآخوند الملا اقا الدربندي الحائري واعتقد ان الكثير من الاخوة المستمعين والاخوات المستمعات من المؤمنين والمؤمنات طرأ اسماعهم اسم كتاب مهم في موسوعة ما كتب عن الحسين(ع) كتاب اسمه اسرار الشهادات هذا الكتاب طبع بالطبعة الحجرية عدة مرات وطبع الآن طبعة على الطراز الحديث وهذا الكتاب هو من اروع المقاتل التي دونت فيها تفاصيل مأساة الحسين(ع) هذا الحبر الاعظم وهو المرحوم الدربندي الحائري هو من مواليد ايران عام 1208 هـ وكان مكباً على طلب العلم من بواكير صباه ثم هاجر الى قزوين وكانت قزوين آنذاك تشكل حاضرة للعالم الاسلامي فيها العديد من الفقهاء والعلماء الكبار فتتلمذ وانتهل العلم هناك على يد العالم الكبير المولى محمد صالح البراغاني الحائري وكذلك على يد شقيقه الشهيد وبعد ذلك دخل جواً جهادياً وصار له موقع جهادي مهم خصوصاً في مقاومة الاحتلال الروسي لايران ايام القياصرة عام 1240 هـ وحينما توفي المرحوم السيد الطباطبائي بعد رجوعه من المعارك ونقل جثمانه الى كربلاء سافر المرحوم الدربندي اعلى الله مقامه الى كربلاء بصحبة الجثمان واستقر في كربلاء لتحصيل العلوم الاسلامية بعد سنين انتقل من كربلاء المقدسة الى النجف الاشرف ليجاور باب علم مدينة الرسول امير المؤمنين(ع). ولينتهل من فيوضاته وتسديداته فدرس علوم الفقه والاصول على يد المرحوم الشيخ علي كاشف الغطاء وهو من ابرز مراجع الامامية آنذاك صاحب كتاب كشف الغطاء ثم عاد المرحوم الدربندي الى كربلاء وهو يعد من ابرز علماءها ومجتهديها بالاضافة الى ذلك كان خطيباً بارعاً ومؤلفاً كبيراً لان مجتهدونا العظام في السابق كانوا بالاضافة الى دورهم التعليمي كان لهم دور في المنبر ايضاً فمثلاً المرحوم الدربندي كان يرقى المنبر لا للدرس انما في الصحن الحسيني يعظ ويدعو الناس الى الصلاح والاصلاح وعرف المرحوم الدربندي بأنه كان شديد التوجع والتفجع لمصائب اهل البيت فأشتهر عنه انه كان مثلاً من البكائين واشتهر عنه اللطم يلطم صدره على اهل البيت. في تلك البرهة المعاصرة للمرحوم الدربندي اعلى الله مقامه ظهرت بعض الانشطة الهدامة وخصوصاً نشاط استعر بشكل غريب نشاط فرقة البهائية الفرقة العميلة وبرعت في اغراء الشباب وتخريب العقائد فتصدى لهم العلماء المجاهدون وفي طليعتهم المرحوم الدربندي اعلى الله مقامه ففضح حقائق امرهم وعمالتهم للماسونية ودورهم التخريبي في تضليل المسلمين ولشدة تأثيره ودوره الجهادي واجهوه بكل قوة وداهموا منزله وحاولوا اغتياله ونجا منهم بأعجوبة رغم انه اصيب بجروح بالغة كما ضيقوا عليه وآذوه بمختلف الاذايا بالتالي اضطر ان يعود الى ايران وعاد الى ايران واستقبل في ايران استقبالاً كبيراً واستمر في ايران ينشر فكر اهل البيت فكان يرقى المنبر بعد كل صلاة جماعة وما كان يفتر عن محاسبتهم واعمالهم وظلمهم الرعية وهنا انقل ما كتبه الاغا بزرك الطهراني صاحب الذريعة في كتاب طبقات اعلام الشيعة في الكرام البررة - الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة قال المولى الاقا الشهير بالدربندي الحائري عالم متبحر في الفقه والاصول طال مكثه في كربلاء فكان من اجلاء العلماء فيها آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر لاتأخذه في الله لومة لائم وكان كثير الحب لسيد الشهداء اثرت عليه واقعة الطف ومصائبها بشكل خاص فكان من اجلها متأثراً موتوراً له من المؤلفات ما ذكرته المصادر اربعة عشر مؤلفاً في مختلف العلوم والمعارف ولكن كتابه الموفق والرائد وطالما سمعنا ونسمع الخطباء على المنابر يستشهدون به وينقلون عنه اسرار الشهادات وطبعاً هذا الكتاب مبوب ورتبه على نحو اربع واربعين مجلساً وقدم له اثنتي عشر مقدمة ويذيل المجالس بتذييل خاص هنا اروي هذه الجملة وهذه من اروع مالاحظت في مقدمة كتابه يقول اني صرفت شطراً من عمري في مختلف التصانيف وان كانت لا تخلو من اجر ان شاء الله الا ان اولى ما يصرف فيه العمر واليق ما يوقع العاقل لاجله نفسه هو تصنيف كتاب ينشر فيه آثار الائمة الهداة ولا سيما في فضائل سيد الاوصياء واقامة العزاء على سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين(ع). في السنين الاخيرة لما كان في كربلاء كان يسكن في غرفة عين فيها فرجة ان تكون امام قبة ابي عبد الله الحسين كان يقول اريد في قيامي في قعودي في جلوسي لا تغيب عن عيني قبة ابي عبد الله الحسين(ع) اخيراً توفي هذا العالم الجليل في عام 1285 هـ في ايران دفن كأمانة لستة اشهر ثم نقل جثمانه الى مدينة كربلاء ولما وصلوا الى كربلاء وجدوا جثمانه طرياً كأنه مات قبل لحظات سبحان الله هذه المثوبة في الدنيا قبل الاخرة فدفن بجوار سيد الشهداء في الصحن الحسيني الصغير وقد ارخ وفاته المرحوم الهمداني بقوله:
ومذ اتانا نعيه ارخته
قد طار روحه الى عرش العلى
ووجد في وصيته ان ادفن عند رجلي ابا عبد الله الحسين(ع) أسأل الله لهذا العالم الجليل الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******