البث المباشر

عمرو بن الجموح

الخميس 14 فبراير 2019 - 18:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقه 287

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الارقام التي يبتهج بها سجل الصادقين هو الشهيد عمرو بن الجموح رضوان الله عليه هذا الصحابي الجليل كان اعرجاً وكان كبير عشيرته وكان هو سيد عشيرته ولديه اولاد اربعة وهؤلاء كانوا مع النبي يجاهدون بين يديه وفي يوم احد اراد ايضاً هو اللحوق برسول الله(ص) ولكن قومه حبسوه وكان كبير قومه وكان لولب القوم فحبسه قومه وقالوا اما كفاك وجود اولادك الاربعة مع النبي ثم انت رجل اعرج ولا حرج عليك فرد عليهم قال لهم بخ بح يذهب اولادي الى الجنة وانا اجلس عندكم، في هذا دلالة مهمة ‌يذهب اولادي الى الجنة وانا اجلس عندكم ما معنى هذا الكلام، هي قضية اليقين حينما يحصل هذا المضمون عند الانسان ويصل الى هذه الملكة وهذا المستوى واطعت الله حتى اتاك اليقين، لما يصل المستوى الايماني عند الفرد الى هذه المرحلة بحيث لا يرى للحياة اية قيمة ويصل الى درجة المكاشفة، تنكشف له عوالم الغيب وجود ذلك العالم يرتبط بذلك العالم لذلك يحصل منه هذا السلوك، يقول لعشيرته يذهب اولادي الى الجنة وانا اجلس عندكم، دخل ساحة المعركة وحتى تقول السير ان النبي(ص) قال له انت رجل اعرج والله سبحانه وتعالى رفع ذلك عنك فقال عمر وبن الجموح يا رسول الله اني اريد ان اطأ بعرجتي هذه الجنة واراد قومي ان يحبسوني عنك، وهنا تقول الروايات ان النبي توسط بينه وبين قبيلته واقنعهم وقال لهم النبي لا عليكم لا تمنعوه لعل الله يرزقه الشهادة في سبيله وفعلاً هنا يأتي الكلام لزوجته تقول زوجته هند رحمها الله تقول سمعته حين خرج كان يدعو اللهم لا تردني الى اهلي، سبحان الله هذه الدعوة لوحظ اثرها بعد استشهاده، حملت اخته جثمانه على بعير مع جثمان ولدها وجثمان اخيها الآخر يعني ثلاث جنائز على بعير واحد فلما تحرك الجمل قليلاً برك كلما حاولت هذه المرأة لا يذهب الجمل لا يمين ولا يسار فجاءت الى رسول الله لان علمت ان هذا الامر غير طبيعي وهذا يرتبط بعالم خارق العادة، جاءت الى رسول(ص)فأخبرته فتأمل النبي قليلاً وقال لها يا فلانة او سمعتيه قال شيئاً قبل خروجه الى المعركة قالت بلى يا رسول الله انه كان يقول اللهم لا تردني الى اهلي وارزقني الشهادة فبين لها رسول الله(ص) سر عدم تحرك الجمل وان تفسير هذه الظاهرة انه يدفن هناك مع الشهداء واضاف النبي قائلاً يا فلانة ما زالت الملائكة مظلة على جنازة اخيك من لدن استشهاده حتى هذه اللحظة لينظرون اين يدفن ولهذا كرم النبي شهداء احد تكريماً خاصاً، نزل في قبورهم في بعض الروايات تام في قبورهم ثم قال النبي(ص) لاخته ان بعلك واخوك وابنك قد ترافقوا في الجنة، كيف؟ كأن عمرو بن الجموح هو وعمرو بن حزام الانصاري كانوا اخوه ولكن اخوه لا بالنسب وانما بسبب الايمان «رب اخ لك لم تلده امك» «كم من اخ لك لم يلده ابوك واخ ابوه قد يجفوك» هذه ارقى انواع الاخوة، اخوة ‌الايمان عندنا في التاريخ وفي سيرة الرسول(ص) هناك يوم يعرف بيوم المؤاخاة، آخ النبي بين الانصار والمهاجرين فآخ بين عمرو بن حزام الانصاري وعمرو بن جموح المهاجر وكانا هذين اخوين في حياتهم، ذلك اليوم النبي آخر المطاف آخا بينه وبين امير المؤمنين(ع) وهو يقول انت اخي ووصي ووزيري وقاضي ديني، اذن عمرو بن الجموح وعمرو بن الحزام كانا اخوين، عمرو بن الجموح كان قصير القامة سبحان الله قرر النبي دفنهما سوياً‌ بأعتبار انهما كانا اخوين في حياتهم فأمر النبي ان يلفا بحبرة واحدة ولا نعرف السر لان من يقتل في المعركة وبين يدي رسول الله(ص) هذا لا يغسل ولا يكفن لكن انا افسر هذا او احتمل هذا المعنى بأن البعض يدخر له في حياته حبرة او كفناً يوصي ان يكفن بها فلربما كان الرجل، نجد في التاريخ ان فلان تأبط كفنه وجاء للقتال مع رسول الله فلربما ان النبي فعل ذلك تنفيذاً لوصيته لفهما النبي بحبرة واحدة، عمرو بن الجموح وعمرو بن الحزام الانصاري ولكن عمرو بن حزام كان طويل القامة وعمرو بن الجموح كان قصير القامة‌ فكان النبي اذا سحب الحيرة على رأس عمرو بن حزام بدت رجلاه واذا سحبها على رجلين بدا رأسه بالتالي النبي سحبها على رأسه وغطى رجليه بالحشيش ودفنهما رسول الله بعد ان صلى على الجنائز كلها صلاة واحدة وفي ذلك التاريخ تقول الروايات ان القنوت شرع في ذلك الوقت كأن النبي لما صلى رفع بيديه بالصلاة بالقنوت ودعا لهما وللشهداء في حالة القنوت وصلى على جنازة عمة الحمزة وبقيت الشهداء ودفن الاقرب فالاقرب بحكم ايهم يحفظ القرآن لان مجموعة كبيرة منهم من حفاظ القرآن تقول السير بعد اكثر من اربعين سنة جاء معاوية في خطوة استفزازية للاستهانة بالانصار فأمر بحفر مقبرة احد ليزرعها زاعماً انها تصلح للزراعة فعثر على اجساد الشهداء ومن جملة هؤلاء جسدي عمرو بن الجموح وعمرو بن حزام وتقول الروايات ان ذلك الحشيش الذي غطى به رسول الله رجلي عمر بن حزام كان على حالته اخضراً لم يجف وطبعاً اراد معاوية بهذا ان يسيء الى الانصار ويسيء الى ذويهم ويهاجمهم ولكن حدث الامر على العكس واذا بالناس كل ينظر الى الآخر ويقول لاينكر منكر فضل الشهادة في سبيل الله بعد هذا اليوم ابداً، هذه لمحة خاطفة عن الصحابي عمرو بن الجموح تغمده الله برحمته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة