البث المباشر

عبد الله ابن جعفر الطيار زوج زينب الكبرى(ع)

الإثنين 11 فبراير 2019 - 11:47 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 208

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من الصادقين في تاريخ الاسلام الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه في خدمتهم وولاءهم لاهل البيت المرحوم عبد الله بن جعفر وهو ابن اخ الامام امير المؤمنين(ع)، عبد الله بن جعفر ابن اخ الامام امير المؤمنين ابوه جعفر بن ابي طالب وجعفر بن ابي طالب ربما مر الحديث عنه في حلقة ماضية، اخ الامام امير المؤمنين واستشهد يوم موته شهيد الاسلام وولده الاكبر عبد الله هو زوج الحوراء زينب وهو من مواليد الحبشة ايام هجرة المسلمين الاولى لان عبد الله بن جعفر اول مولود ولد بالاسلام في ارض الحبشة، اول مسلم يولد هناك هو عبد الله بن جعفر لان المسلمين هاجروا الى الحبشة بقيادة ‌جعفر بن ابي طالب وله قصة مأثورة ومشهورة فولد ولده عبد الله هناك وطبعاً امه اسماء بنت عميس(رض) يعني ام عبد الله زوجة جعفر بن ابي طالب، اسماء بنت عميس ايضاً موقعها مشهور ومعروف من اهل البيت عرف عبد الله بن جعفر بالرواية عن اهل البيت خصوصاً نلاحظ ان سليم بن قيس منبع من منابعه المعتمدة والمعول عليها هو عبد الله بن جعفر، سليم بن قيس هذا الذي يشير ويستشهد في قضية الزهراء(ع):

قال سليم قلت يا سلمان

هل دخلوا ولم يك استئذان

اذن هو من الرواة الثقات عن اهل البيت وقد اشتهر بلتمذه وبعلمه علي يد الامام امير المؤمنين وتلقى علومه ايضاً من الحسن والحسين(ع) وشاهد محنة الامام امير المؤمنين ومحنة الامام الحسن ومأساة الامام الحسين(ع) وهو الذي دفع بولدية لنصرة الحسين واستشهد، معروف وما اتفق عليه بعض المقاتل بين الضحايا من الهاشميين عون وجعفر ابناء الحوراء زينب عبد الله بن جعفر الذي يقول فيهم سليمان بن قبة «واندبي ان بكيت عوناً اخاه ليس فيما ينوبهم بخذول» غير ان ابا الفرج الاصفهاني في كتابه مقاتل الطالبيين يشير ان لعبد الله بن جعفر من الاولاد اربعة استشهدوا يوم الطف بالاضافة الى عون وجعفر هناك محمد وعبيد الله وامهم الخوصاء كما يذكر ابو الفرج الاصفهاني، ‌اذن عبد الله بن جعفر هذا موقفه من ابي عبد الله الحسين(ع) و اشتهر عبد الله بن جعفر بسخاءه يعني لما يمر التاريخ بأحصائية بجرد لاسخياء المدينة فنرى شخصية لامعة بالسخاء في المدينة وهي شخصية عبد الله بن جعفر حتى يرون كان حاجاً مع الحسن والحسين وفي الطريق فاتتهم اثقالهم وكان الحسن والحسين يمشيان وكان يصحيهم من كان يرافقهم بالسفر وكان جواب اهل البيت والحسن والحسين عندما يسألون لماذا تمشون حفاةً يقولون اني استحي من ربي ان اتجه الى بيته ولم امشي على قدمي وكان احياناً يمشي حافياً، فاتتهم اثقالهم في الطريق فعمدوا الى خباء فعمدوا الى مرأة بالخباء او كان معها زوجها، عموماً لم يعرف منهم كان الحسنان ومعهم عبد الله بن جعفر فأستطعماه بأعتبارهم ضيوف فلم يكن عند هذا الرجل وزوجته سوى شاة، قال فليذبحها احدكم والظاهر والارجح ان المرأة كانت لوحدها، الرجل كان ذاهب يحتطب، قالت فليذبحها احدكم فقام احدهم وذبحها وشوت لهم من لحمها فأكلوا وما عرفتهم لما ارادوا الرحيل قال لها الامام الحسن: «امة الله انا نفر من قريش فألمي بنا ان عدنا فأنا صانعون معك خيرا» رجعوا ولم تشاهدهم رجع الحسن والحسين الى المدينة من باب الصدفة الامام الحسن عابر واذا تلوح له المرأة فسألها امة الله هل عرفتني قالت لا، الايام تغيير المحن توجد نسيان قال لها امة الله ما تصنعين هنا قالت نبيع البعر يبدو وضعهم انحط قال ما عرفتيني انا الذي يوم كذا وكذا كنت ضيفك ومعي اخي وصهري فأخذها الامام الحسن واعطاها الف شاة ‌والف دينار، واعطاها الحسين(ع) الف شاة والف دينار فلما بلغ ذلك عبد الله بن جعفر امولها بمثل ما اعطياها الحسنان(ع) وقال المؤرخون ان هذه دلائل على سخاءه وكرمه انه يوم من الايام كان جالساً في المسجد النبوي وكان لابساً جبة او مدرعة جميلة وراقية جداً فمر اثنان لعلهما كانا محتاجان اويتسولان لكن احدهما كان ذكي قال لصاحبه انظر الى هذه البردة التي يرتديها عبد الله بن جعفر قال بلى قال انها من نوع كذا غالية قال اتعلم بأني قادر ان اخذها منه، اعتمد اسلوب خاص ان يعطيني اياها قال: استبعد ذلك فجاء ذلك ووقف عند عبد الله بن جعفر وهو يقول رأيت ابا جعفر في المنام فألبستني منه دراعه واستمر بشعره بما ان انا رأيتك في المنام والبستني هذه الخلعة فتبسم عبد الله بن جعفر فنزعها والبسها اياه، عبد الله بن جعفر انتبه الى ان هذا تذرع ومكيدة وبعد ما اعطاها للاعرابي قال له يا اخ العرب كيف بك لو رأيتني لبست افخر منها فقال الرجل سأرى فيها طيفاً آخر ان شاء الله اذن هو معروف بسخاءه كما ان معروف بتبليغه لمفاهيم اهل البيت بالاخص مفاهيم القرآن على ضوء اهل البيت، توفي عبد الله بن جعفر في المدينة عام 80 للهجرة ودفن في البقيع تغمده الله برحمته والسلام عليه وعلى زوجته العقيلة وعلى ولديه الشهيدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة