البث المباشر

تفسير موجز من الآيات 25 الى 31 من سورة الجاثية

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 931

 

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد الشاكرين ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين... أحبتنا المستمعين الكرام سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أطيب تحية لكم أينما كنتم أيها الأفاضل وأنتم تتابعون برنامجكم القرآني "نهج الحياة" وتفسير آي أخر من آيات القرآن الكريم حيث سنواصل في حلقتنا هذه تفسير آيات سورة الجاثية المباركة نبدأها بالإستماع الى تلاوة الآيات الخامسة والعشرين حتى السابعة والعشرين منها فتابعونا على بركة الله...

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{25} قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{26} وَلَلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ{27}

ما تعلمه إيانا هذه الآيات، أيها الأكارم، أولاً: يلجأ الكفار الى طلب إحضار الآباء والأجداد، بدل التأمل في آيات الله عزوجل.

ثانياً: متى ما استحضر كلام المنكرين، فاستحضر الرد عليهم معه.

ثالثاً: حياة الإنسان الأولى دليل إمكان القيامة.

رابعاً: الإحياء والإماتة أمر سهل على الله تعالى لأن عالم الوجود تحت أمره.

خامساً: الخسران الدنيوي ليس بشيء، بل الخسران في الآخرة هو الخسران المبين.

وسادساً: الذين ينكرون القيامة، سوف يكونون من الخاسرين في ذلك اليوم العظيم.

أما الآن، أيها الأكارم، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيتين الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين من سورة الجاثية..

وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{28} هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{29}

"الجثو" هنا، عزيزي المستمع، هو بمعنى الجلوس على الركب، وذلك عند الخوف والوحشة أو التواضع والتسليم.

وتشير هاتان الآيتان الى أن لكل أمة كتاب تدرج فيه أعمال المجتمع، وقد ورد عن رسول الله (ص) أنه قال: "إذا ذكر العبد ربه في قلبه، كتب الله له ذلك في صحيفة، ثم يعارض الملائكة، فيريهم الله ذكر عبده له بقلبه، فتقول الملائكة: ربنا .. هذا العمل ما نعرفه فيقول الرب: إن عبدي قد ذكرني بقلبه فأثبته في صحيفته، فذلك قوله تعالى "إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون.

وما تعلمه إيانا هاتان الآيتان أولاً: من أهوال يوم القيامة أنك ترى الناس جميعاً جاثين.

ثانياً: ليس في القيامة من شيء مخفي، بل الكل حاضر وكل شيء في القيامة مكتوب ومدون.

ثالثاً: دليل كون صحيفة الأعمال حقاً وتمتاز بالدقة هو أن المثبت لها هو الله عزوجل.

ورابعاً: الإيمان بأن أعمال الإنسان تدون بشكل دقيق رادع للإنسان الواعي عن فعل المعاصي.

أما الآن، إخوتنا الأفاضل، ننصت خاشعين للإستماع الى تلاوة الآيتين الثلاثين والحادية والثلاثين من سورة الجاثية المباركة...

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ{30} وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ{31}

"الفوز" هنا أيها الكرام، هو النصر والوصول الى الخير سالماً وتحقيق الأماني والآمال. وقد وردت كلمة الفوز في القرآن الكريم مردفة بكلمات مثل: مبين وعظيم وكبير.

كما ورد في الآية الثلاثين قوله تعالى "فيدخلهم ربهم في رحمته" ولم يقل (يدخلون الجنة) وذلك يعني أن أهل الإيمان والعمل هم في ظل الرحمة الإلهية الخاصة.

وتعلمنا هاتان الآيتان أولاً: إستقامة الإنسان تتحقق عندما يقترن إيمانه بالعمل الصالح، وعمله الصالح يكون عاماً وشاملاً.

ثانياً: لا يمكن تلقي الرحمة الإلهية بدون إيمان وعمل صالح.

ثالثاً: الجنة ونعمها مظهر من مظاهر الرحمة الإلهية.

رابعاً: الإنسان يطلب الإستقامة بطبعه، والقرآن الكريم هو الذي يبين للإنسان طريق الإستقامة الحقيقي.

وخامساً: جذور الذنب والمعصية في الكفر والتكبر، والإستكبار الفوري علامة على العناد.

بهذا إخوتنا الأفاضل، وصلنا الى نهاية هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر وتفسير ميسر من آي الذكر الحكيم نستودعكم الباري تعالى والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة