بسم الله وله الحمد والثناء، ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين..
سلام من الله عليكم، أحبتنا المستمعين الأكارم، ورحمة من الله وبركات، تحية طيبة لكم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامج "نهج الحياة" حيث نواصل فيها تفسير سورة الجاثية المباركة نشرعها بالإستماع الى تلاوة الآيتين العاشرة والحادية عشرة منها فكونوا معنا مشكورين..
مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئاً وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{10} هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ{11}
كلمة "وراء"، مستمعينا الأكارم، في الآية العاشرة هي بمعنى الأمام كما في الآية التاسعة والسبعين من سورة الكهف حيث قال (... وكان ورآءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا). كما تعرضت الآية العاشرة والآيات السابقة لأنواع من العذاب (عذاب أليم) (عذاب مهين) و(عذاب عظيم).
و كلمة "الرجز" في الآية الحادية عشرة هو "الرجس" أي إن الكفار سوف يعذبون بمواد ملوثة ومنفرة.
وما نتعلمه من هاتين الآيتين المباركتين أولاً: المشركون في يوم القيامة لا ناصر لهم ولا ملجأ.
ثانياً: لا تنفع أموال الدنيا ومتاعها في الآخرة.
ثالثاً: تذكّر الآخرة يمكن أن يكون عاملاً أساساً في ترك التكبر والإصرار على الذنب.
رابعاً: القرآن كله هدى، من أوامر ونواه وقصص وتشبيهات.
وخامساً: العذاب الإلهي لا يقع إلا بعد إتمام الحجة.
والآن، أعزتنا المستمعين الأفاضل، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآية الثانية عشرة من سورة الجاثية:
اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{12}
مما تعلمه إيانا هذه الآية المباركة أيها الأحبة أولاً: الفعل الإلهي لا يصدر إلا عن حكمة ولهدف ولغاية، ولما فيه مصلحة الإنسان.
ثانياً: المنافع المادية ينبغي أن تكون مقدمة للإرتباط بالله تعالى.
ثالثاً: السعي في تأمين مصدر العيش أمر ممدوح.
رابعاً: الفضل والرحمة وإن كانا من الله عزوجل ولكن على الإنسان أن يسعى ويبذل جهده للوصول إليهما.
وخامساً: الإلتفات الى النعم الإلهية يحيي روح الشكر في الإنسان.
أما الآن، إخوتنا الأكارم، ننصت وإياكم خاشعين لتلاوة مرتلة للآيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة من سورة الجاثية:
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{13} قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ{14}
المراد من أيام الله في الآية الرابعة عشرة، مستمعينا الأفاضل، هي الأيام التاريخية التي شهدت تحولات كبرى من العذاب الإلهي للظالمين أو الرحمة الإلهية للمؤمنين.
وما تعلمه إيانا هاتان الآيتان أيها الأفاضل أولاً: كل ما في هذا الكون مسخر لخدمة هذا الإنسان.
ثانياً: تكاتف أجزاء الوجود باتجاه واحد دليل وحدانية الخالق.
ثالثاً: يحث الله عزوجل الإنسان على التأمل والتفكير.
رابعاً: العفو والصفح من لوازم الإيمان.
خامساً: للعقيدة تأثيرها على العمل، وحيث لم يكن للكفار من أمل بالقيامة اتجهوا لإرتكاب السيئات.
وسادساً: الإصرار والإستمرار في خط الإنحراف والضلال هو سبب العذاب.
أيها الأكارم، الى هنا وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" ختاماً تقبلوا تحياتنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لحسن إصغائكم وطيب متابعتكم والى اللقاء.