البث المباشر

تفسير موجز للآيات 29 الى 37 من سورة الدخان

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:42 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 924

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطيبين الطاهرين.. أحبتنا المستمعين الأكارم، سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تحية طيبة لكم وأهلاً ومرحباً بكم وأنتم تستمعون الى هذه الحلقة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" وتفسير آخر ميسر من آيات سورة الدخان.

بداية ندعوكم أيها الأفاضل الى الإستماع الى تلاوة الآية التاسعة والعشرين من هذه السورة المباركة:

فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ{29}

مستمعينا الأكارم، ذكر بعض المفسرين أن عدم بكاء السماء والأرض ربما كان كناية عن حقارتهم، وعدم وجود ولي ولا نصير لهم ليحزن عليهم ويبكيهم، ولكن ظاهر هذه الآية أن نوعاً من الإحساس والشعور موجود في عالم الوجود عبّر عنه القرآن الكريم بالبكاء.

ومما نتعلمه من هذه الآية المباركة أولاً: الأرض والسماء تمتلكان شعوراً وإدراكاً وإحساساً.

ثانياً: إذا وجدت الإرادة الإلهية فإن التعاون يتحقق في عالم الوجود.

ثالثاً: الإمهال من قبل الله عزوجل له شروط، فقد يصل الذنب درجة لا يدع فرصة للإمهال.

أما الآن إخوتنا الأفاضل نستمع وإياكم الى تلاوة الآيات الثلاثين حتى الثالثة والثلاثين من سورة الدخان:

وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ{30} مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ{31} وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ{32} وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ{33}

أيها الأحبة، نظراً الى أن الله تعالى جعل أمة المسلمين خير أمة كما ورد في سورة آل عمران، فالمراد من تفضيل بني إسرائيل على العالمين هو تفضيلهم على أهل زمانهم لاتباعهم كتاب الله أو تفضيلهم في بعض الخصائص كشق البحر ونزول المن والسلوى.

وما تعلمه إيانا هذه الآيات المباركات أولاً: التحولات التاريخية جميعاً بيد الله عزوجل.

ثانياً: يبعث الله تعالى الطمأنينة في نفس النبي (ص)، وفي نفوس المؤمنين من خلال حديثه عن نجاة المؤمنين من الأمم السابقة.

ثالثاً: سر هلاك الإنسان خُلُقه وعمله.

ورابعاً: العطاء الإلهي وسيلة للإبتلاء.

أما الآن أيها الأفاضل، نصغي وإياكم خاشعين الى تلاوة الآيات الرابعة والثلاثين حتى السابعة والثلاثين من سورة الدخان المباركة:

إِنَّ هَؤُلَاء لَيَقُولُونَ{34} إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ{35} فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{36} أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ{37}

اختلفت آراء المفسرين في بيان المراد من قوم تبع ومن ذلك أنهم ملوك اليمن لأن الناس كانت تتبعهم فأطلق عليهم قوم تبع. ومنها أيضاً هم الملوك الذين كان يأتي أحدهم بعد الآخر، أي كانوا تابعين لبعضهم البعض. كما قيل أن تبع إسم شخص كان حسناً ولكن أتباعه كانوا أهل سوء.

ومما تعلمه إيانا هذه الآيات أولاً: لا أثر للمعجزة على أهل العناد، فالذي ينكر وجود حياة بعد الموت، أو الذي يقول (إن كنتم صادقين) هو من أهل العناد.

ثانياً: لا مانع من سرد العقائد الباطلة والخرافات التي يؤمن بها الآخرون إذا لم يترتب على ذلك أثر سلبي.

ثالثاً: الإيمان بالمعاد هو حد الإيمان والكفر، فالمشركون كانوا يؤمنون بأن الله عزوجل هو خالقهم، ولكنهم كانوا ينكرون المعاد.

رابعاً: أمر المعجزة بيد الله عزوجل، لا بيد الناس.

وخامساً: التاريخ أفضل درس للإعتبار.

بهذا، أعزاءنا المستمعين، وصلنا الى ختام هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" راجين أن نالت رضاكم واستحسانكم، فحتى لقاء آخر تقبلوا تحياتنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة