البث المباشر

تفسير موجز للآيات 36 الى 42 من سورة الزخرف

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:41 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 913

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين لما هدانا وله الشكر على ما أعطانا ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا رحمة الله للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين..

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، مستمعينا أينما كنتم وأنتم تستمعون الى هذه الحلقة من برنامجكم (نهج الحياة) عبر أثير إذاعة طهران، حيث نستأنف فيها تفسير آيات أخرى من سورة الزخرف المباركة فندعوكم الى الإستماع الى تلاوة الآيتين السادسة والثلاثين والسابعة والثلاثين منها:

وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ{36} وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ{37}

بيّنت الآيات السابقة، إخوتنا الأكارم، حال الكفار وغرقهم في زينة الحياة الدنيا، وتبين الآية السادسة والثلاثين آثار غرقهم هذا.

فمفردة (يعش) من العشو وهو آفة في العين توجب ضعف الرؤية، وهذه الكلمة متى ما وردت متعدية بـ (عن) فالمراد بها الإعراض.

ومن آثار الإعراض عن ذكر الله هو الصد عن سبيل الله تعالى والإنحراف العقائدي مع ظن الهداية وعدم الإتعاظ عند الموعظة وعدم الإقدام على التوبة لأنه لا يرى انحرافه.

ومما تعلمنا هاتان الآيتان هو أولاً: تسلط الشيطان على الإنسان هو بسبب أعمال الإنسان.

ثانياً: القلب إما أن يكون محلاً للرحمن أو محلاً للشيطان.

ثالثاً: عقوبة الإعراض عن رحمة الله سبحانه، هي الوقوع في عبودية الشيطان.

ثالثاً: يسعى الشيطان بجد لكي يصد الإنسان عن طريق الحق.

ورابعاً: الأسوأ من الإنحراف العملي الإنحراف الفكري.

والآن أيها الأفاضل ندعوكم الى الإستماع الى تلاوة الآيتين الثامنة والثلاثين والتاسعة والثلاثين من سورة الزخرف المباركة:

حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ{38} وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ{39}

إخوة الإيمان، تشير هاتان الآيتان الى أن المجرمين يتمنون يوم القيامة أن لا يحشروا مع الشياطين؛ ولكن القرآن الكريم يذكر أنهم في العذاب مشتركون.

كما نتعلم من هاتين الآيتين أولاً: الندم في الدنيا قد يكون مؤثراً ومثمراً، وأما الندم في الآخرة فلا يترتب عليه سوى الحسرة.

ثانياً: في يوم القيامة وبعد أن تزول الحجب فإن الكثير مما كان محبوباً في هذه الدنيا يصبح أمراً مذموماً ينفر منه الناس.

ثالثاً: يحشر الشياطين يوم القيامة مع البشر.

ورابعاً: كون الشيطان هو القرين في يوم القيامة هو عذاب بحد ذاته.

أما الآن، مستمعينا الأكارم، نستمع وإياكم الى تلاوة الآيات الأربعين حتى الثانية والأربعين من سورة الزخرف المباركة:

أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{40} فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ{41} أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ(42)

ما تشيره هذه الآيات، أيها الأفاضل، هو أن قول الحق إنما يكون مؤثراً في إحياء القلوب التي تخاف الله عزوجل، لا غير، لذا نقرأ في الآية السبعين من سورة يس (لينذر من كان حياً..)

كما تشير هذه الآيات الى أن المراد من الإنتقام الإلهي هو هذا العقاب العادل، لا الحقد والتشفي الذي يكون غالباً في الإنتقام البشري.

وأما ما تعلمنا هذه الآيات المباركة أولاً: إذا لم تتوافر المؤهلات فإن كلام رسول الله لن يكون مؤثراً في النفوس.

ثانياً: السبب في كون الإنسان قريناً للشيطان هو الصمم والعمى الباطني.

ثالثا: عقوبة الكفار، سنة من السنن الإلهية.

رابعاً: يظن الكفار أن النبي ما دام بينهم فلا ينزل العذاب أو أنه متى ما مات النبي فلا من عذاب يأتي.

وخامساً: زمان نزول العذاب بيد الله عزوجل ولا يكون إلا عن حكمة، سواء أكان ذلك في زمان النبي أو بعد وفاته.

أعاذنا الله وإياكم من عذابه وعقابه في الدنيا والآخرة؛ وبهذا إخوتنا الأفاضل وصلنا الى ختام حلقة أخرى من برنامج (نهج الحياة) فحتى لقاء آخر وتفسير آخر من آي الذكر الحكيم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة