البث المباشر

تفسير موجز للآيات 29 الى 35 من سورة الزخرف

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:41 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 912

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المنتجبين..

أحبتنا المستمعين الأكارم سلام من الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته، تحية طيبة وأهلاً بكم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامج "نهج الحياة" وتفسير ميسر آخر من آي الذكر الحكيم إبتداءً من الآية التاسعة والعشرين حتى الحادية والثلاثين من سورة الزخرف المباركة بعد الإستماع الى تلاوتها فكونوا معنا وتابعونا على بركة الله...

بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى جَاءهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ{29} وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ{30} وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ{31}

أيها الأفاضل .. تشير هذه الآيات المباركات الى أن للكافرين توقعات لا أساس لها، ويقولون: لأن فلاناً صاحب مال وثروة، إذاً لابد من أن ينزل الوحي عليه، مع أن الأفضلية المادية لا تلازم الأفضلية المعنوية، كما تشير إلى أن مكة والطائف كانتا أهم مدينتين لدى أهل الحجاز في عصر البعثة.

كما تعلمنا هذه الآيات أولاً: السنة الإلهية هي الإنعام على المؤمن والكافر وإمهال الناس كافة.

ثانياً: لابد لإتمام الحجة من كتاب ومن قائد.

ثالثاً: لابد من أن تكون الدعوة إلى الدين والرسالة غاية في الوضوح والبيان.

ورابعاً: أصحاب منطق التبرير يتمسكون في كل لحظة بحجة، فتارة يقولون: القرآن سحر، وأخرى يقولون: لماذا أنزل القرآن على فلان؟!

أما الآن، أيها الأحبة، ندعوكم الى الإستماع الى تلاوة الآيتين الثانية والثلاثين والثالثة والثلاثين من سورة الزخرف المباركة:

أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ{32} وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ{33}

إخوتنا الأكارم.. تشير هاتان الآيتان الى أن أفضلية بعض الناس على بعض على نحوين: الأول هو الأفضلية في البنية الجسدية والفكرية وهذا الأمر هو السبب في الإحساس بالحاجة وخدمة بعضهم الآخر، وبهذا يتكون المجتمع. وليس للإنسان من دور في هذه الأفضلية. والثاني: الأفضلية التي يهبها الله عزوجل على أساس سعي الإنسان وجهده كقوله تعالى في الآية الحادية عشرة من سورة المجادلة (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).

كما تشير الى أن زخارف الدنيا وزينتها لا قيمة لها أساساً، لذا يقول تعالى إنه عزوجل يقدر على أن يعطي الكفار هذه الدنيا بشكل وافر؛ ولكن لا يفعل ذلك لأن عيون الناس ترى ذلك فتميل إلى الكفر.

كما نتعلم من هاتين الآيتين، أيها الأفاضل، أولا: لابد للإنسان من أن يعرف قدرَه وحدّه، ولا يمد قدميه إلا بقدر بساطه فاختيار النبي تابع لإرادة الله، ولا يخضع لما يتوقعه الناس.

ثانياً: لا ينبغي أن تكون الأفضلية الجسمية والفكرية سبباً للغرور؛ لأن ذلك كله من الله سبحانه.

ثالثا: الأفضلية المادية هي السبب في غفلة الناس عن الرحمة الإلهية.

ورابعاً: وحدة الأمة إنما تكون أمراً ممدوحاً متى ما اجتمعت على الإيمان لا على الكفر.

والآن إخوتنا الأكارم، قبل استئناف تفسير ما تبقى من سورة الزخرف المباركة نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيتين الرابعة والثلاثين والخامسة والثلاثين منها:

وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ{34} وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ{35}

أعزتنا المستمعين، تعلمنا هاتان الآيتان أولاً: القيمة والإعتبار عند الكافرين تنشأ من الزينة والمال وأما عند المؤمنين فإن الإعتبار هو بالسعادة الأخروية.

ثانياً: المتقون بدلاً من التفكير بزينة الحياة الدنيا وبيوتها هم الذين يجعلون من التفكير بالآخرة همّهم والله عزوجل جعلها لهم.

وثالثا: جوار الله تعالى ونيل فضل الحضور لديه لا يقاس بشيء.

إخوة الإيمان، بهذا وصلنا وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم القرآني (نهج الحياة) فشكراً لحسن إصغائكم ومتابعتكم ونسألكم الدعاء..

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة