البث المباشر

الامام الرضا(ع) والمنزلة العلمية لأهل البيت(ع)

الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 09:54 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 42

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء وخاتم الانبياء والمرسلين. السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات ورحمة الله وبركاته.
حديثنا عن الامام علي بن موسى الرضا(ع)، وحياة الامام الرضا(ع) غنية بالكثير من الفيض والعطاء طبعاً دور الامامة مارسه الامام الرضا في سلوك وصيغة خاصة، نحن لما نمر بتاريخ الامامه نرى الادوار التي مارسها اهل البيت(ع) تختلف، الهدف واحد هدف الائمة واحد، لكن الادوار تتنوع كل دور من نوع حسن ظروف الامام وحسن المعطيات والمستجدات التي يمر بها الامام(ع)، الامام الرضا(ع) مرت حياته بوضع خاص كيف ان ذلك التبدل الذي حدث بعد هارون الرشيد والصراع بين المأمون واخوه محمد بن زبيدة وانتصار المأمون، اراد ان يحتوي الامام الرضا(ع) والسبب ما هو؟ هذا يحتاج الى تفصيل وتزخر به بطون الكتب لكن اهم شئ، اراد المأمون ان يتخلص من ثورات اهل البيت التي كانت تنبثق هنا وهناك حالات الانتفاضة التي كانت تتفجر في مختلف زوايا العالم الاسلامي اراد تركين الامور بهذه اللعبة وبهذه العملية وهو جلب الامام الرضا(ع) واعطاءه ولاية العهد، انا لا اتكلم عن هذا بالذات لكن من جملة معطيات الامام الرضا(ع) ان بهذا السفر الذي قطعه من المدينة الى سناباد يعني الى طوس الى خراسان، مر الامام الرضا بعدة مدن من جملة المدن مدينة تاريخية قديمية اسمها نيشابور هذه الان يسمونها نيشابور كانت تسمى نيسابور، المهم كانت هذه قلعة من القلاع الكبيرة لحفاظ الحديث والعلماء انذاك مثل المروزي وغيره، فلما وصل الامام الرضا(ع)الى هذه المدينة تجمهر عليه مئات الالاف من البشر، قلت بان المدينة كانت اوسع من حاضرها الآن، الان تبدو مدينة صغيرة بل كانت تشكل وحدة ادارية ضخمة وقلعة اقتصادية وقلعة بنفس الوقت حضارية. وجاء في الروايات والمصادر تقول احاط بالامام اكثر من عشرين الف كلهم بيدهم محبرة وقلم ويدون الحديث من الامام علي بن موسى الرضا(ع).
سألوا الامام والامام راكباً على الاوداج فقالوا: يا بن رسول الله نريد ان تحدثنا بحديث ثابت ومعتمد من جدك رسول الله، ما هو الثابت والمعتمد باعتبار ان الحديث يضاعف ويتقوى عن الطرق التي تنقل الحديث، هناك حديث موثوق روايته اثنان اما اذا صار الرواة عشرة لازم في علم الحديث وفي علم الرجال ان ندقق وننقب في سلوك هؤلاء العشرة بان لا يكون احدهم مشكوك في احاديثه غير ثابت يتهم بالكذب هذا يزعزع من قوة الحديث، وليس كل حديث، حديث صحيح. اما بالنسبة لاهل البيت فنحن بعيدين عن هذا الوجع بالكامل، باعتبار سلسلة ذهبية اجمع الكل على نزاهتهم وصدقهم ولما يروي الامام الرضا فلا يروي عن فلان وفلان انما يرويه عن اناس هم ابوه عن ابيه عن جده عن علي عن رسول الله، فلذلك هؤلاء كان كل واحد يمسك بمحبرته وقلمه وقالوا نريد ان نسمع عنك حديثاً عن جدك رسول الله فقرأ لهم الامام الحديث المعروف بحديث السلسلة الذهبية، قال(ع): حدثني ابي عن ابيه عن جدنا علي عن جدنا رسول الله على اعتبار ان علي بن ابي طالب هو باب مدينة علم الرسول، ان رسول الله(ص) قال: كلمة لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني امن من عذابي، الامام قرأ هذا الحديث وهؤلاء دونوه وسمعوه من نفس الامام، لكن هل ترك الامام الحديث على عواهنه ابداً، فان اول من يستفيد منه اليهود والنصارى فيقولون فنحن نقول لا اله الا الله ايضاً، وهذه الكلمة هي المدخل الاساسي للايمان. فالكلمة التي يصفها الامام الصادق(ع) اولها كفر وآخرها ايمان "لا اله الا الله" الامام لما نقل الحديث واصل الكلام واستدركه وقال(ع): "ولكن بشرطها وشروطها" والا فان لا اله الا الله يقوله البرهمي ويقولها البوذي ويقولها غيره النصاراني واليهودي قال(ع) الامام الرضا بشرطها وشروطها، تأملوا ايها الاخوة والاخوات لماذا بشرطها؟ ولماذا بشروطها؟ شرط وشروط مفرد وجمع قال(ع) فالشرط هي النبوة والشروط من الامامة الائمة، ثم صاح الامام وانا من شروطها يعني كلمة لا اله الا الله فقط لا، وانما بالايمان بما تأمر به هذه الكلمة وهي التصديق بنبوة رسول الله التصديق بنبوة رسول الله، ماذا يعني: هو الاقرار بالشروط الاخرى وهي امامة اهل البيت لان الامامة هي مكملة لدور النبوة. 
ان النبي(ص) يعطل الحياة ويعطل الوجود وتركه سدى لا وانما الشروط هم الائمة فان الامامة تكملة لدور النبوة والامام الرضا(ع)يقول: "وانا من شروطها" يعني الذي يقول لا اله الا الله يجب ان يعتقد بنبوة النبي وبأمامة الائمة فالدعاء الذي ندعو به "اللهم عرفني نفسك فانك ان لم عرفني نفسك لم اعرف نبيك، اللهم عرفني نبيك فانك ان لم تعرفني نبيك لم اعرف حقك، (وهم الشروط) اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني" الايمان بوحدانية الله لا اله الا الله لا يكتمل الايمان بوحدانية الله الا بالايمان بنبوة الرسول، نبوة الرسول الايمان بها لا يتحدد ويكتمل الا بالاعتقاد بان هناك خلفاء شرعيين ائمة شرعيين هم اوصياء رسول الله وهم الحجج على الناس. فان الله خلق الانسان ما ترك سدى وضع له حجتين فرض عليه حجة ظاهرة وحجة باطنة، فالحجة الباطنة العقل هذا العقل بك اثيب بك اعاقب بالفطرة بالعقل هذه الحجة الباطنة، والحجة الظاهرة هي النبوة والامامة في عصر النبي، النبي وبعد النبي الامام هو الحجة لذلك اذا نحن لا نعرف اوصياء الرسول في الواقع لم نفهم شخصية الرسول واذا لم نفهم شخصية الرسول التوحيد لنا موحدين لاننا نغط في مشكلة والف معضلة ونتيه في المتاهات، فوجود الامام هو العصب او الحصانة والصيانة التي تمسك بايماننا بالواحدانية وايماننا بالمعاد وباصول الاسلام وايماننا برسالة الرسول(ص)، لذلك الامام الرضا(ع) يقول: "بشرطها وشروطها وانا من شروطها" وهي امامة الامام علي بن موسى الرضا(ع)، بالاضافة الى هذه المعطيات التي شاهدها الناس من الامام الرضا(ع) الامام لم يتوانى عن الاجابة على اي سؤال، يقولون المأمون في مؤامرة طبعاً دقيقة ومقننة احضر عشرين الف عالم بدرجات وقال لهم ووصاهم بتدريب وبقصد خاص وقال اسألوه بمختلف الاسئلة لتحرجوه لعله يتوقف عند احداها وسبق واعد له من شهر فاجتمعوا كلهم بالامام الرضا(ع) اياماً طويلة ليل نهار ولا يسألوه عن اي مسألة في اي باب من العلوم الا والامام يجيب، يقول المؤرخون المأمون اصيب بدهشة انبهر سأل عم الامام الرضا قال له كم عمره هذا قال له عمره تسعة واربعين او خمسين سنة قال من اين جاء بهذا العلم فان هذا العلم لمئات السنين من اين جاء ابن اخيك بهذا العلم؟ فقال له على ان الصلة كانت غير سليمة بين محمد واخوه الامام الرضا لكن اجابه للمأمون قال: يا مأمون لقد سألتني عن مسألة نحن عنها في حيرة نحن متحيرين. 
وبالنسبة لنا هناك معتقد نعتقد ان الائمة علومهم ليست بالاكتساب والتحصيل وانما الهمهم الله سبحانه وتعالى ذلك العلم باعتبار ان الله عزوجل خبير بعباده وان من اطاع الله اطاعة صحيحة الله يلهمه العلم بطرق متعددة. 
نسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم في الدنيا زيارة الامام الرضا وفي الاخرة شفاعته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة