وأكدت المصادر الغربية أن نقص الغاز في أوروبا سيستمر إلى عام 2025 على الأقل، معتبرة أنه في الوقت الذي يركز فيه السياسيون الأوروبيون على "نجاة المنطقة (البقاء بشكل مستقر) هذا الشتاء، لكن العام المقبل قد يكون أسوأ".
وبحسب وكالة "بلومبرغ"، سيؤدي فقدان إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى استنفاذ الاحتياطيات الأوروبية بشكل أسرع عندما تنخفض درجات الحرارة في الأشهر المقبلة، الأمر الذي سيجعل من عملية الاستعداد لمواسم التدفئة التالي، أي العام المقبل، أكثر صعوبة.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين تنفيذيين في مجال الطاقة، أنه "مع عدم وجود حل سريع متاح، من المقرر أن تستمر الأزمة حتى عام 2025 على الأقل".
وبدوره، أشار كبير المسؤولين التجاريين في شركة الطاقة الألمانية العملاقة "Uniper SE" نيك دين هولاندر، إلى أن أوروبا "يمكن أن تواجه مشكلة أكبر في الشتاء المقبل.. من المحتمل ألا تتمكن الدول من ملء مواقع التخزين في الصيف المقبل بقدر ما تمكنا من القيام به هذا العام".
وبينت الوكالة أن أوروبا تعاني حاليا من أسوأ أزمة طاقة منذ 50 عاما، على خلفية تخفيض روسيا عمليات التسليم، حيث أدى ارتفاع الأسعار إلى حدوث "تفاقم أزمة تكلفة المعيشة ودفع الاقتصادات إلى حافة الركود".
وفي يوم الجمعة الماضي، أعلنت روسيا وقف تدفق الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد إغلاقه للصيانة يوم الأربعاء الماضي.
وقالت شركة "غازبروم" الروسية إنها ستوقف التدفقات مؤقتا لحين معالجة تسرب نفطي في التوربينات، لكن العديد من المحللين أشاروا إلى أن التعليق جاء بعد أن وضع وزراء مالية "مجموعة السبع" اللمسات الأخيرة على اتفاق لمحاولة الحد من أسعار النفط الروسي.
ويتوقع العديد من المحللين والاقتصاديين في الوقت الحالي أن يسقط اقتصاد منطقة "اليورو" في حالة ركود خلال الأشهر المقبلة، إذ تقوم الأسر والشركات بتقليص استخدام الطاقة، وقد أثر ذلك بشدة على "اليورو"، الذي انخفض بنسبة 13 في المئة تقريبا من 1.137 دولار في بداية العام الحالي 2022.