فسمع أن الإمام الحسين (ع) محاصر في كربلاء فسأل عشيرته بني راسب من منكم يذهب معي لنصرة الحسين فلم يجبه أحد.
فقام وحده من البصرة إلى كربلاء ووصل إليها بعد الظهر وبعد شهادة الإمام الحسين (ع).
ورأى من بعيد خيام تحترق بالنار فاقترب قليلا ورأى خيمة من خيام عمر بن سعد.
فقال لهم: ما الخبر؟.
قالوا: نراك غريبا.
فقال: نعم أنا ابن المهلب الراسبي جئت لنصرة الحسين.
فقالوا له: قتل الحسين.
قال: وما تلك الخيام التي تحترق.
قالوا: تلك خيام نساء الحسين جنودنا ينهبونها.
فجرد سيفه وصاح :
يا أيها الجند المجند
أنا الهفهاف ابن المهلب
أحمي عيالات بني محمد
قاتلهم وقتل منهم مقتلة عظيمة.
وعمر بن سعد علم بالأمر فسأل ما الخبر؟.
قالوا: رجل وصل من البصرة حمل فينا السيف كالليث المُغضَب.
فقال: احتوشوه من كل جانب.
قال: نحن نسرق الخيام
فقال: اقتلوه أولا ثم انهبوا الخيام.
السيدة زينب من بعيد سمعت ضرب السيوف وأنَّ معركةً بدأت من جديد ورأت الجند تركوا سلب الخيام فقالت ما الخبر؟.
فقالوا: يا زينب هذا ابن المهلَّب جاء لنصرتكم. الآن وصل من البصرة وهو يدافع عنكم.
بعد ذلك احتوشوه ورموه بالسهام والنبال فوقع شهيدا وهو آخر شهيد في كربلاء.
وهو آخر صريع في الميدان قائلا: عليك مني السلام يا أبا عبد الله.
وقد قال عنه الإمام زين العابدين (عليه السلام) مؤبنا: "لم ير الناس شجاعا بعد أهل البيت كمثل هذا اللهم أحشره مع أبي الحسين وآل بيته (عليه السلام)".