وكان جده السابع محمد بن إسحاق من سادات المدينة الكبار، وقد لقب بطاووس لجماله.
وكان أبوه موسى بن جعفر من الرواة الكبار، وكان قد كتب الروايات في أوراق متفرقة فقام ابنه بعد وفاته بجمعها في كتاب تحت عنوان: فرقة الناظر وبهجة الخاطر مما رواه والدي موسى بن جعفر.
وأمه بنت ورام بن أبي فراس الذي كان من أكابر علماء الإمامية. وأما جدته لأبيه فهي من أحفاد الشيخ الطوسي ولهذا فقد كان يقول أحيانا: جدي ورام بن أبي فراس ويقول أحياناً أخرى: جدي الشيخ الطوسي.
و كان أبناؤه وإخوته وأبناؤهم أيضاً من علماء الشيعة الكبار.
دراسته
درس (قدس سره) في بادئ الأمر عند أبيه وجدّه لأُمّه الشيخ ورّام بن أبي فراس في الحلّة، وكان يتمتّع بذهنٍ وقّاد وذكاءٍ حاد، وقد فاق جميع أقرانه في تحصيل العلوم في فترةٍ وجيزة، وأكمل خلال سنة واحدة من الدراسة ما كان الآخرون يكملونه في عدّة سنوات.
وسافر إلى مدينة الكاظمية وأقام في بغداد خمسة عشر عامّاً؛ مشغولاً بالتدريس ومواصلة الدراسة، ثمّ عاد إلى الحلّة، ثمّ أقام في جوار الإمام الرضا (عليه السلام) بمدينة مشهد المقدّسة ثلاث سنوات، بعدها سافر إلى النجف الأشرف ومدينة كربلاء المقدّسة، وأقام في كلّ منها ثلاث سنوات، فدوّن خلالها الكتاب الشريف كشف المحجّة كوصيةٍ لأولاده.
أساتذته
-جدّه لأُمّه، الشيخ ورّام بن أبي فراس
-أبوه، السيّد موسى بن طاووس
-السيّد فخار بن معد الموسوي
-الشيخ محمّد بن نما الحلّي
-الشيخ حسين بن أحمد السوراوي
-الشيخ محمّد بن النجّار و الشيخ أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني.
تلامذته
-ابن أخيه، السيّد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس
-الشيخ الحسن الحلّي، المعروف بالعلّامة الحلّي
-نجليه، السيّد محمّد بن علي بن طاووس، والسيّد علي بن علي بن طاووس
-الشيخ علي بن عيسى الأربلي
-الشيخ حسن بن داود الحلّي
-الشيخ جعفر بن نما الحلّي
-الشيخ إبراهيم بن محمّد القسيني
-الشيخ جعفر بن محمّد القسيني والشيخ يوسف بن حاتم الشامي.
شخصيته الاجتماعية
حظى السيد ابن طاوس باحترام خاص بين علماء زمانه وعامة الناس. وبالإضافة إلى كونه فقيهاً مشهوراً فقد كان أديباً بارعاً وشاعراً مقتدراً، إلا أن شهرته الأصلية كانت في زهده وتقواه وعرفانه، وكانت أكثر مؤلفاته في الأدعية والزيارات.
وكانت عنده مكتبة كبيرة قل نظيرها ورثها عن جده. وقال إنه قرأ جميع هذه الكتب أو درسها.
نقابة السادات
لقد عرض عليه الحاكم العباسي المستنصر خلال إقامته في بغداد الوزارة والسفارة وغيرهما إلا أنه لم يقبل شيئاً من ذلك واحتج عليه بأنه: لو عمل طبقاً لمصالحهم فسيقطع علاقته بالله تعالى، وإذا عمل طبقاً للأوامر الإلهية، والعدل والإنصاف فإن الأسرة الحاكمة وبقية الوزراء والسفراء والقادة لا يتحملون ذلك، وسيقولون إنّ علي بن طاوس بفعله هذا يريد أنّ يقول لو أن الحكم صار بأيدينا فسنعمل هكذا وهذا الأسلوب خلاف سيرة من حكم قبله.
وقد قبل السيد نقابة العلويين في سنة ٦٦۱ للهجرة وكان النقيب يمثل أكبر شخصية علمية ودينية من بين السادة وهو المسؤول عن جميع شؤونهم ومنها: القضاء في المنازعات وإعانة المساكين والعاجزين ورعاية الأيتام.
وقد أكد السيد على أن قبوله لهذا المنصب هو من أجل حفظ أرواح أصحابه والشيعة الذين كانوا في معرض القتل والغارات المغولية.
من مؤلّفاته
- اللهوف على قتلى الطفوف
- اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين علي(عليه السلام) بإمرة المؤمنين
- فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم
- مهمّات في صلاح المتعبّد وتتمّات لمصباح المتهجّد
- جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع
- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف
- الأمان من أخطار الأسفار والأزمان
- الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة
- أسرار الصلوات وأنوار الدعوات
- زهرة الربيع في أدعية الأسابيع
- مصباح الزائر وجناح المسافر
- مهج الدعوات ومنهج العنايات
- التراجم فيما نذكره عن الحاكم
- سعد السعود للنفوس المنضود
- فتح الأبواب بين ذوي الألباب
- فرحة الناظر وبهجة الخواطر
- فلاح السائل ونجاح المسائل
- كشف المحجّة لثمرة المهجة
- الدروع الواقية من الأخطار
- الإقبال بالأعمال الحسنة.
وفاته رحمه الله تعالى
تُوفّي السيد بن طاووس (قدس سره) في الخامس من ذي القعدة ٦٦٤ﻫ بمدينة بغداد، ودُفن بجوار مرقد الإمام علي (عليه السلام) في النجف الأشرف.