البث المباشر

احلى الكلام -۹

السبت 19 يناير 2019 - 10:43 بتوقيت طهران

الحلقة 9

كعب الامام الحسين (عليه السّلام) الى اشراف البصره، ومنهم يزيد بن مسعود الهسلي (رحمه الله) دعاهم به الى نصرته ولزوم طاعته.
فجمع مسعود بني تميم وبني خنلطة وبني سعد، وقال لهم: يا قومي كيف ترون موضعي فيكم؟
فقالوا: انت والله فقرة الظهر ورأس الفخر.
فقال: فاني جمعتكم لامر اريد ان اشاوركم فيه، واستعين بكم عليه.
فقالوا: انا والله نمنحك النصيحة، ونحمد لك الرأي، فقل نسمع.
فقال: ان معاوية مات، فاهون به هالكاً ومفقودا!
الا وانه قد انكسر باب الظلم، وتضعضعت اركان الاثم.
وقد قام ابنه يزيد شارب الخمور، ورأس الفجور، يدعي الخلافة على المسلمين، ويتامر عليهم، بغير رضا منهم، مع قصر حلم، وقلة علم، لا يعرف من الحق موطيء قدمه.
فأقسم بالله قسماً مبروراً لجهاده على الذين افضل من جهاد المشركين.
وهذا الحسين بن علي، ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذو الشرف الاصيل، والرأي الاثيل، له فضل لا يوصف، وعلم لا ينزف.
وهو اولى بهذا الامر لسابقته وسنه وقدمه وقرابته، يعطف على الصغير، ويحنو على الكبير.
فاكرم به راعي رعية، وامام قوم وجبت لله به الحجة، وبلغت به الموعظة!
فلا تعشوا عن نور الحق، ولا تسكعوا في وهدة الباطل، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم الى ابن بنت رسول الله ونصرته.
والله لا يقصر احد عن نصرته، الا اورثه الله الذّل في ولده، والقلة في عشرته.
وها انذا قد لبست للحرب لامتها، وادّرعت لها بدرعها.
من لم يقتل يمت، ومن يهرب لا يفت، فاحسنوا (رحمكم الله) الجواب.
فقال بنوحنظلة: يا أبا خالد، نحن بنو عامر، نبل كنانتك، وفرسان عشيرتك، ان رميت بنا اصبت، وان غزوت بنا فتحت، لا تخوض والله غمرة إلا خضناها، ولا تلقى والله شدة إلا لقيناها، ننصرك باسيافنا، ونقيك بابداننا، اذا شئت فافعل.
وقال بنو عامر: يا ابا خالد، نحن بنو عامر، بنو أبيك لا نرضى ان غضبت، ولا نقطن ان ظعنت، فادعنا نجبك، وائمرنا نطعك، والامر لك اذا شئت.
وقال بنو سعد: يا ابا خالد، ان ابغض الاشياء الينا خلافك، والخروج من رأيك، وقد كان صخر بن قيس امرنا بترك القتال، فحمدنا امرنا، وبقي عزّنا فينا. فامهلنا نراجع المشورة، ويأتيك رأينا.
فقال يزيد: والله يا بني سعد، لئن فعلتموها، لا رفع الله السيف عنكم ابدا، ولازال سيفكم فيكم.
فكتب يزيد بن مسعود الى الحسين: بسم الله الرحمن الرحيم، اما بعد، فقد وصل الي كتابك، وفهمت ما ندبتني اليه، ودعوتني له من الاخذ بحظي من طاعتك، والفوز بنصيبي من نصرتك.
وان الله لم يخل الارض من عامل عليها بخير، او دليل على سبيل نجاة، وانتم حجة الله على خلقه، ووديعته في أرضه، تفرعتم من زيتونة احمدية، هو اصلها، وانتم فرعها.
فاقدم سعدت باسعد طائر، فقد ذللت لك اعناق بني تميم، وتركتهم اشد تتابعاً في طاعتك من الابل الظماء لورود الماء يوم خمسها وكفّها.
وقد ذللت لك رقاب بني سعد، وغسلت درن صدورها بماء سحابة مزن حين استهل برقها، فلمع.
وقرأ الحسين (عليه السّلام) ذلك الكتاب ابتهج به، وقال: آمنك الله يوم الخوف، واعزّك، وارواك يوم العطش.
وتجهز يزيد بن مسعود النهشلي (رحمه الله رحمة واسعة) للخروج الى الحسين (عليه السّلام) فبلغته شهادته، فجزع من عدم القتال معه، والشهادة بين يديه.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة