ويخضع المصابون بالفشل الكلوي لنوع من العلاج الذي يقوم، إلى حد ما، بأداء مهام الكلية الطبيعية، وهو علاج يطلق عليه اسم "غسيل الكلى"، حيث يستخرج الدم ويتم تنقيته من الشوائب في عملية قد تستغرق من ساعتين إلى ثلاث ساعات أو أكثر بحسب الجلسات وحالة المريض.
ويضطر المرضى إلى تعديل نظامه الغذائي بشكل كامل ليتناسب قدرة الجسم على تحمل الفترة الزمنية بين جلسات غسيل الكلى التي قد تحدث كل يومين أو ثلاثة أيام، حيث لا يستطيع الجسم تنقية الدم في بين هذه الفترات، الأمر الذي يضطر المرضى إلى حرمان أنفسهم من الكثير من الأطعمة الشهية والضرورية أيضا على رأسها اللحوم والخضار والملح والقائمة تطول.
انخفاض نسبة فيتامين يتسبب بالتعب والضعف الشديد
يعتبر "فيتامين ب 12" من أهم المغذيات الضرورية لصحة الإنسان، نظرا لتأثيره على الوظائف المختلفة لأعضاء الإنسان، حيث يلعب هذا الفيتامين دورا أساسيا لإنتاج خلايا الدم الحمراء وتكوين الحمض النووي الخلوي.
لكن عند تراجع نسبة هذا الفيتامين في الجسم، قد تظهر أعراض مختلفة تبدأ من التعب أو الضعف والوهن العضلي وفقر الدم وغيرها، ومن جهة أخرى يتواجد هذا الفيتامين في الأطعمة ذات الأصل الحيواني، وهي من الأطعمة التي يوصي الأطباء بضرورة تقليلها لدرجات كبيرة لدى مرضى القصور الكلوي.
يوصي الأطباء المتخصصون، بحسب المقال المنشور في مجلة "tododisca"، بتناول الأطعمة الغنية "فيتامينات ب" لدى مرضى القصور الكلوي. حيث يعمل "فيتامين ب 6" أو "فيتامين ب 12" أو حمض الفوليك مع عنصر "EPO" والحديد لمنع ظهور أمراض أخرى قد تكون أكثر ضررا للأشخاص المصابين بالفشل الكلوي، بحسب المصدر.
ماذا قالت الدراسات حول علاقة "فيتامين ب" بالفشل الكلوي
ربطت الكثير من الدراسات بين "فيتامين ب 12" والفشل الكلوي، لكن النتائج لم تكن متطابقة، حيث أشارت دراسة بحثية أجريت على مرضى اعتلال الكلية السكري الذين تم منحهم "فيتامين ب"، إلى أن المغذيات التي تنتمي إلى هذه المجموعة من الفيتامينات يتحملها جسم المريض بشكل جيد.
ومن ناحية أخرى، يشير عمل بحثي أجري بقيادة جامعة غرناطة إلى أن الشخص المصاب بقصور كلوي مزمن يمكن أن يستهلك كمية قدرها 2.4 ميكروغرام كل يوم من "فيتامين ب 12" في نظامه الغذائي.
تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد موانع طبية، بحسب المصدر، لمنح "فيتامين ب 12" في العضل للمريض بعد عملية زرع الكلى لكن بنسب تركيز منخفضة.
لكن المقال شدد كثيرا على ضرورة استشارة الطبيب المختص حول منح الفيتامينات لمرضى الكلى، حيث قد تختلف الحالات من مريض إلى آخر، خصوصا أن مرضى الكلية يعانون أيضا من بعض الحالات الجانبية كارتفاع ضغط الدم.
وبدرها، أشارت مراجعة بحثية نشرت في مجلة "pubmed" إلى أن المصابين بأمراض الكلى المزمنة يعانون من أمراض أخرى مرتبطة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية. وبالتالي فإن الاهتمام بعوامل الخطر غير التقليدية مثل فرط مادة الهوموسيستين في الدم وحمض الفوليك وعملية استقلاب "فيتامين ب 12".
ويرتبط فرط الهوموسيستين في الدم بشكل شائع لدى مرضى الكلى المزمن بسبب ضعف التمثيل الغذائي الكلوي ومرتبط بأمراض القلب والأوعية، ويعد حمض الفوليك، الشكل الاصطناعي لفيتامين ب 9، أمرا بالغ الأهمية في تحويل الهوموسيستين إلى ميثيونين مثل "فيتامين ب 12".
واعتبرت الدراسة أنه من المعقول اعتبار حمض الفوليك علاجا مساعدا مناسبا لمرضى الفشل الكلوي من أجل معالجة هذه الحالة.
وبدورها، نفت دراسة أخرى، نشرت في مجلة "mdpi" وجود أي اربتاط بين فيتامين ب 12 والقصور الكلوي، معتبرة أن زيادة النسبة قد زادت من بعض العناصر في الدم مشيرة إلى أن هذا التفاعل كان "غير مهم".