وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن "زيادة معدل الوفيات" -أي الفرق بين أعداد الوفيات المرصودة الناجمة عن مختلف الأسباب والأعداد المتوقعة عادة خلال الفترة الزمنية نفسها في غياب الوباء- هي المقياس الرئيسي الذي يساعد في الوقوف على الحجم الحقيقي للخسائر البشرية بسبب الجائحة.
وأوضحت أن أعداد الوفيات الناجمة عن الوباء -المبلغ عنها- في الهند بلغت 419 ألفا و470 شخص، ولكن باحثين في مركز التنمية العالمية توصلوا عبر الرجوع إلى 3 مصادر مختلفة للبيانات إلى أن عدد الوفيات الزائد عن المعدل الطبيعي في الهند خلال فترة الوباء أكبر بكثير من الرقم الرسمي المعلن عنه، وقدروه بحوالي 3.4 مليون إلى 4.9 مليون حالة وفاة.
وأضافت الصحيفة أن عدد الوفيات بسبب جائحة كورونا في الولايات المتحدة بلغ 610 آلاف و387 حالة، لكن دراسة حديثة أجرتها مجموعة من الباحثين، وغطت الفترة بين الثامن من آذار 2020 إلى 29 أيار 2021، وجدت أن هناك 766 ألفا و611 حالة وفاة مرتبطة بالإصابة بفيروس كورونا، لم يتم توثيق 24% منها على شهادات الوفاة، ومعظمها لكبار السن.
وأوضحت الصحيفة أن عدم تسجيل أعداد كبيرة من ضحايا كورونا يعود إلى عدة أسباب، حيث تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 4 من كل 10 حالات وفاة في العالم لا يتم تسجيلها.
وفي أفريقيا لا تتجاوز نسبة حالات الوفاة التي يتم تسجيلها 10% فقط من مجموع الوفيات، مقارنة بـ98% في أوروبا و91% في الأميركتين.
وذكرت الصحيفة أن عديدًا من الأشخاص لقوا حتفهم بسبب الجائحة من دون إجراء اختبار لتشخيص إصابتهم بفيروس كورونا، وبالتالي قد يتم استبعادهم من الإحصاء الرسمي لوفيات الوباء، وهناك من توفوا في المنازل، أو بسبب مرض يرتبط بشكل غير مباشر بالوباء، مثل أولئك الذين لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية لأن المستشفيات كانت مكتظة بالمصابين بكورونا.
وخلصت واشنطن بوست إلى أن إحصاء عدد الوفيات جراء جائحة كورونا يعد أداة مهمة لمحاربة الوباء والاستعداد لأي وباء قادم، وأن على كل البلدان أن تبذل وسعها في سبيل ذلك.