مولاي أتجعل أولياءك لأعدائك طرائد ولمكرهم مصائد وتقلدهم من خسفهم قلائد وأنت مالك نفوسهم لو قبضتها جمدوا وفي قبضتك مواد أنفاسهم لو قطعتها خمدوا (1) فما يمنعك يا رب أن تكشف بأسهم وتنزع عنهم في حفظك لباسهم وتعريهم من سلامة بها في أرضك يسرحون وفي ميدان البغي على عبادك يمرحون (2).
إلهي أدركني ولما يدركني الغرق وتداركني ولما غيب شمسي الشفق إلهي كم من خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوفا بأمن وأمان أفأقصد أعظم من سلطانك سلطانا أم أوسع من إحسانك إحسانا أم أكثر من اقتدارك اقتدارا أم أكرم من انتصارك انتصارا ما عذري يا إلهي إذا حرمت في حسن الكفاية نائلك وأنت أنت الذي لا يخيب آملك ولا يرد سائلك.
إلهي إلهي أين رحمتك التي هي نصرة المستضعفين من الأنام وأين أين كفايتك التي هي جنة المستهدفين لجور الأيام إلي إلي بها يا رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ إني مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
*******
(1) خمدت النار: سكن لهبها.
(2) مرح الرجل: اشتدّ فرحه ونشاطه.
*******
المصدر: الصحيفة المهدوية