البث المباشر

دعاء الإمام المهدي في الأعياد الأربعة، المسمّى بدعاء الندبة-2

الأحد 20 يونيو 2021 - 21:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- إشراقات من الصحيفة المهدوية

فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وآلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ والْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وعادِ مَنْ عاداهُ وانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ واخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وقالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ(1) فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وقالَ: اَنَا وعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وسائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى.
واَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، واَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وسَدَّ الاَْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وحِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ(2) وعَلِيٌّّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ والْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي ووَصِيّي ووارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي ودَمُكَ مِنْ دَمي وسِلْمُكَ سِلْمي وحَرْبُكَ حَرْبي والإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ ودَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي ودَمي، وَاَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي واَنْتَ تَقْضي دَيْني وتُنْجِزُ عِداتي وشيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وهُمْ جيراني، ولَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي.

وكانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ ونُوراً مِنَ الْعَمى، وحَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لايُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ ولا بِسابِقَةٍ في دينٍ، ولا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو(3) حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وآلِهِما، ويُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ ولا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ(4) فيهِ صَناديدَ(5) الْعَرَبِ وقَتَلَ اَبْطالَهُمْ وناوَشَ(6) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ(7) قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وخَيْبَرِيَّةً وحُنَيْنِيَّةً وغَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ(8) عَلى عَداوَتِهِ واَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ(9)، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ والْقاسِطينَ والْمارِقينَ.
ولَمّا قَضى نَحْبَهُ(10) وقَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاَْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، والاُْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلىَ قتلِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ واِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ.
فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وسُبِيَ مَنْ سُبِيَ واُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاَْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ والْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، ولَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.

فَعَلَى الاَْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَاِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، ولِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ(11) الدُّمُوعُ، ولْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، ويَضِجَّ الضّاجُّونَ، ويَعِـجَّ(12) الْعاجُّوَن.
اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاَْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاَْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وقَواعِدُ الْعِلْمِ.
اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الطّاهرة(13)، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِِقامَةِ الاَْمْتِ(14) واْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ والْعُدْوانِ.
اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ والسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِِعادَةِ الْمِلَّةِ والشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِِحْياءِ الْكِتابِ وحُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ واَهْلِهِ.
اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ والنِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ والْعِصْيانِ والطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ والشِّقاقِ، اَيْنَ طامِسُ(15) آثارِ الزَّيْغِ والاَْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ الاِْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ والْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ والتَّضْليلِ والاِْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاَْوْلِياءِ ومُذِلُّ الاَْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ(16) عَلَى التَّقْوى.
اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاَْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاَْرْضِ والسَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ والرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ(17) الاَْنْبِياءِ واَبْناءِ الاَْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وافْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ(18) ذُُو الْبِرِّ والتَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وابْنُ فاطِمَةَ الزَّهراء(19).

*******

(1) من كنت نبيّه (خ ل).
(2) الحكمة (خ ل).
(3) حذا حذواً: قطعها على مثال.
(4) وتر: الانتقام او الظلم فيه.
(5) الصنديد: السيّد الشجاع.
(6) ناوشوهم في القتال: نازلوهم.
(7) فأودع (خ ل).
(8) الضبّ: الحقد الخفيّ.
(9) نابذه الحرب: جاهره بها.
(10) النحب: الموت، الاجل.

(11) فلتدرّ (خ ل)، اقول: ذرفت العين دمعها، أسالته.
(12) عجّ: صاح ورفع صوته.
(13) الهادية (خ ل).
(14) الامت: الضعف، الشكّ، الفراغ، المكان المرتفع.
(15) طمس: درس وانمحى.
(16) الكلم (خ ل).
(17) الذحل: الثأر.
(18) الخلائف (خ ل).
(19) الكبرى (خ ل).

*******

المصدر: الصحيفة المهدوية

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة