وكانت ملكاري قد وصلت بعد جهد جهيد الى مدينة لاهاي لتعرض على هامش اجتماع المنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيمياوية، مجموعة من الصور لافراد اسرتها الذي استشهدوا او اصيبوا بالاسلحة الكيمياوية في القصف الذي استهدف مدينة سردشت خلال فترة الحرب المفروضة من قبل نظام صدام على الجمهورية الاسلامية الايرانية (1980-1988)، لتقول للعالم: انه وقبل 31 عاما وفي ظل صمت المحافل الدولية سقطت احدى القذائف الكيمياوية العراقية على سقف منزلها ليستشهد 11 من افراد اسرتها ومن بقي منهم على قيد الحياة اصيب بالاعاقة ومن ضمنهم هي نفسها.
مهري ملكاري البالغة من العمر الان 48 عاما كانت في ربيعها الـ 17 حينما هاجمت طائرات نظام صدام مدينة سردشت بالسلاح الكيمياوي وكان في حضنها رضيعها البالغ من العمر 6 اشهر والذي فارق الحياة في بضع ثوان بعد ان امتلا فمه بالغاز الكيمياوي وزوجها البالغ من العمر 26 عاما والذي كان من الذين لقوا مصرعهم في الحادث.
وعلى هامش مؤتمر المنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيمياوية، عرضت ملكاري المعاقة اثر ذلك القصف بنسبة 70 بالمائة، صور شهداء اسرتها، صور ما قبل القصف، حيث البسمة والفرحة ونبض وبهجة الحياة بادية في الوجوه ومن ثم صور لهم بعد القصف، حيث تمزقت الفرحة وتحولت تلك الوجوه الباسمة الى وجوه متورمة تملاها البثور وعيون حالكة ترمي بانظارها بلا تحديد.
وشرحت ملكاري بلهجتها الكردية العذبة والى جانبها مترجمتها التي كانت تترجم ما ترويه من احداث ذلك اليوم الرهيب بما صاحبها من آلام ومعاناة وهي تتحدث وصوتها المبحوح مصحوب بالسعال وانفاسها التي ترتفع بالكاد.
يذكر ان طائرات النظام العراقي البائد قامت بقصف مدينة سردشت التابعة لمحافظة اذربيجان الغربية شمال غرب ايران بالقنابل الكيمياوية خلال فترة الحرب التي فرضت على الجمهورية الاسلامية الايرانية (1980-1988)، يوم 28 حزيران/ يونيو عام 1987، ما ادى الى استشهاد اكثر من مائة واصابة ما يربو على 8 آلاف اخرين
وقد استخدم ذلك النظام الاسلحة الكيمياوية مرارا على مدى سنوات الحرب في مختلف الجبهات ما اسفر عن استشهاد واصابة عشرات الالاف من القوات الايرانية، فضلا عن قصفه لمدينة حلبجة العراقية والذي ادى الى استشهاد اكثر من 6 الاف من ابنائها.
واللافت ان دول الغرب لم تقم اطلاقا بادانة ذلك النظام لاستخدامه الاسلحة الكيمياوية لانها كانت بصورة ما ضالعة في تلك الجريمة اذ ان شركاتها هي التي زودته بها على علم من حكوماتها.